ارتفاع أعداد شركات العقار الصينية التي تتخلف عن سداد ديونها

قطاع العقارات الصيني.. يستمر في توتير الأسواق العالمية.

فمع استمرار ثاني أكبر مطور عقاري في الصين من حيث المبيعات Evergrande بالتخلف عن سداد ديونه… تتزايد المخاوف من فشل المزيد من المطورين و قدرة القطاع على الصمود في وجه هذه الضغوط.

حيث أخطرت شركة Fantasia البالغة ديونها 12.8 مليار دولار بورصة هونغ كونغ إنها لم تسدد السندات التي استحقت يوم الاثنين مضيفة أنها أوقفت تداول أسهمها منذ التاسع من سبتمبر حتى إشعار آخر حيث تراجعت أسهم الشركة بنسبة 60٪ تقريبًا منذ بداية العام.

وكالات التصنيف بدورها خفضت تصنيف المطورين الصينيين Fantasia Holdings و Sinic Holdings بسبب المخاطر الناجمة عن أوضاع التدفق النقدي المتوترة حيث عملت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني بخفض تصنيف Fantasia إلى “CCC-” من “B”

تتكثف التوجهات لدراسة مدى تاثير قطاع العقارات على الاقتصاد الكلي في الصين.

حيث تشهد العديد من شركات القطاع مراقبة من المحللين والسلطات ومن ضمنها Guangzhou R&F والتي ذكرت الشهر الماضي إنها تعمل على جمع ما يصل إلى 2.5 مليار دولار عن طريق الاقتراض من كبار المساهمين وبيع شركة تابعة وفقا لرويترز.

أزمة ديون Evergrande والتي سلطت الأضواء بشكل كبير على أزمة قطاع العقارات في الصين تستمر في تصدر العناوين وإرباك الأسواق.

وتحاول الشركة مؤخرا جمع أكثر من خمسة مليارات دولار من خلال بيع حصة أغلبية في ذراعها لإدارة العقارات في صفقة ستكون أكبر عملية بيع أصول للشركة العملاقة المتعثرة من أجل سداد التزاماتها.

في ظل كل تلك المتغيرات يدور سؤال ليس فقط حول مقدرة القطاع العقاري الصيني على الخروج من هذه الأزمة بل كذلك عن حجم الكلفة التي فيما يبدو أنها ستكون باهظة على الناس و الاقتصاد ؟

هل تقلق تسلا من انتقادات الإعلام الصيني؟.. وهل عبارات “ماسك” التوددية كافية للتغطية على التأخر بتقديم اعتذار؟

“نحن ندخل حقبة جديدة  من حيث مخاطر العمل في الصين ، كان على  تسلا ألا تتجاهل تقديم اعتذار قوي ، ونحن نرى حملة الانتقاد التي تتصدرها وسائل الإعلام الحكومية…!” ليلاند ميللر مؤسس شركة China Beige Book

انطلقت حملة الانتقادات المكثفة إلى شركة تسلا، من قبل وسائل الإعلام الحكومية , بمجرد أن أعلنت عن أرباح الربع الأول من 2021. حيث ربطت المواقع الإعلامية بين المشاكل التقنية التي واجهها بعض السائقين في الصين، وبين تحقيق تسلا لأرباح ربعية قياسية، إلى الحد أن بعض وسائل الاعلام الحكومية  اتهمتها  “بالعجرفة”…

بهذا الخصوص أشارت ،آن ستيفنسون يانغ،  مؤسسة شركة JCapital Research في الصين، إلى مقالات الرأي التي يتم نشرها بانتظام على وكالة شينخوا وPeople’s Daily  حول تجاهل تسلا  لحقوق المستهلكين..

أشارت بعض التعليقات إلى شكوك العملاء بالتزامات تسلا “الاستثمارية والضريبية” على الأراضي الصينية.  وعليه لفتت  المؤسسة إلى أن  تدخل الإعلام الحكومي بهذا الشكل،  يحمل رسالة تحذيرمبطنة  للشركة …

بين تسلا والصين …العلاقة باتجاهين

تسلا تحتاج الصين، باعتيار أن حصة التنين الآسيوي من مبيعات سياراتها، كانت  بحدود الربع في العام  2020. كما أن بكين بالمقابل تحتاج الشركة الأميركية، لجذب الاهتمام إلى سوق السيارات الكهربائية التي تصب في دائرة اهتماماتها الاستراتيجية في مجال تخفيف مستويات تلوث الهواء وتحسين البيئة.

وعليه منحت السلطات الصينية في سبتمبر 2021، شركة تسلا إعفاءا بـ10% من ضريبة الشراء، الأمر الذي سيقلل السعر الذي سيدفعه الزبائن لشراء سيارة من موديل 3 أو موديل S أو موديل X.

 

كن يرى الكثير من المحللين أن مصالح “بكين” و”تسلا” تسير ضمن خطين متناقضين. فمن جهة من مصلحة الشركة أن تأخذ أكبر قدر ممكن من الحصة السوقية. لكن من مصلحة الحكومة أن تخفف من تسارع نمو شركة Tesla،  خصوصا مع ظهور شركات صينية تتمدد في إنتاج السيارات الكهربائية..

“يمكن للأمور في الصين أن تتغير بسرعة، خاصة عندما تقرر الحكومة أن الوقت قد حان لذلك..!”

هذا ما ذكره ، “كان لي” مؤسس Sino Auto Insights، وهي نشرة إخبارية تتعقب سوق السيارات الكهربائية في الصين.

لكن” لي” بالمقابل رفض المخاوف من أن الشكاوى حول خدمة العملاء والسلامة التي تظهر على وسائل التواصل الاجتماعي ستؤثر في نمو المبيعات، معتبرا أن هناك من “يكره” تسلا و لكن بالمقابل هناك كثيرون ” يحبونها”…

ما هي نوعية الشكاوي من “تسلا”؟

في العام 2019 اشتكى مستخدمو الإنترنت الصينيون من تسلا لمجموعة متنوعة من الأمور.  كان البعض غاضبًا من قيامها  بتخفيض الأسعار بعد فترة وجيزة من شرائهم لسياراتهم.،  بينما أبدى بعضهم  اسيتاءا شديدا من تدني خدمة العملاء.

وفي أكتوبر من نفس العام ، اضطرت Tesla إلى إصدار عمليتي سحب في الصين ، مما أثر على ما يقرب من 85000 سيارة، بسبب مشاكل في المكابح وشاشات اللمس.

في عام 2020،  تداولت الصحف ومواقع التواصل ، ما لايقل عن عشرة تقارير، عن أن سائقي تسلا في الصين  فقدوا السيطرة على سياراتهم. وصولا إلى فبراير من العام 2021، أعلنت الشركة عن استدعاء سيارات بسبب أعطال في شاشة اللمس، وفي ذات الشهر التقى منظمو السوق الصينية مع مسؤولين من الشركة.

 

إذا في متابعة لملف الانتقادات، التقت هيئة تنظيم سوق السيارات في الصين ، بممثلين عن الشركة بشأن تقارير من المستهلكين حول حرائق البطاريات والمكابح والفشل في تحديثات البرامج.

عرضت  الهيئة،  الحجم المتزايد من التقارير حول مشاكل المركبات وأشارت إلى أنها أصدرت تعليمات إلى المنظمين المحليين لحماية مصالح المستهلكين، خصوصا أن منظم السوق الصيني، رصد عدم لجوء الشركة لتقديم “اعتذار” لأي من تلك الأعطال، بل اكتفت بإلقاء اللوم على السائقين كسبب رئيسي للحوادث.

على أثر ذلك اللقاء، سارعت الشركة لتقديم “اعتذارها” عن تجاهل شكاوى المستهلكين السابقة.

وفي متابعة لمواقف “ماسك” المتلاحقة من العمل في الصين، استمر رئيس الشركة الأميركية بإرسال إشارات مديح لإجراءات الحكومة الصينية في تطوير التكنولوجيا. عبّر عن ذلك أثناء خطاب افتراضي في سبتمبر 2021، بقوله”ملاحظتي الصريحة هي أن الصين تنفق الكثير من الموارد والجهود لتطبيق أحدث التقنيات الرقمية في مختلف الصناعات، بما في ذلك صناعة السيارات، مما يجعل الصين رائدة عالميًا في مجال الرقمنة”.

مشيرا في ذات الحديث، إلى أن تسلا أنشأت مركزًا للبيانات في الصين لتوطين جميع بيانات الأعمال، بما في ذلك الإنتاج والمبيعات والخدمة والشحن، دون نقلها إلى الخارج، و”فقط في حالات نادرة جدًا”…

ماسك، في وقت سابق، كان مضطرا لنفي وجود أي نوايا لاستخدام كاميرات تسلا لجمع بيانات في مواقع تعدها الصين حساسة،مثل الشركات الحكومية و المواقع العسكرية. في رده على قرار حظر الجيش الصيني لسيارات تسلا من دخول منشآته..

قال ليلاند ميللر مؤسس شركة China Beige Book “ستبقى تسلا تحظى بتأييد الحكومة الصينية، إلى أن يصبح وجودها غير عملي! من الصعب معرفة متى يمكن أن يحدث ذلك.. لكن ما هو واضح، أن بكين تمتلك السلطة لتقرير متى يكون ذلك – وليس تسلا”.