البتكوين.. رحلة جامحة تتجاوز الخيال فهل تنتهي بفقاعة؟

صبيحة 16 من يونيو 2021، كان يوماً مأساوياً على المدرسة البريطانية جولي بوشنيل. في ذلك اليوم لم تتجه جولي إلى وظيفتها فقد كانت حياتها شبه محطمة عقب اكتشافها بأنها تعرضت للخداع والاحتيال من عملية الاستثمار بالعملة الافتراضية البتكوين، لتخسر شقاء عمرها وبغمضة عين خسرت جولي 9000 جنيه إسترليني.

جولي ليست الضحية الوحيدة ولا الأخيرة في سجل ضحايا البتكوين. تلك العملة التي بزغت الى العالم مطلع 2007 من شخص مجهول الهوية وبتداول رمزي لم يتجاوز حينها 1000 دولار.

في تلك الآونة، كانت البتكوين مجرد عملة افتراضية لا يأبه لأمرها الكثيرين إلى أن بدأ بعض كبار المستثمرين في العالم بالترويج لها والحديث عن مزاياها دون تفنيد مخاطرها.

مع مرور الوقت، شهدت البتكوين اقبالاً كثيفاً دفع بها إلى أسعار تضاهي أسعار غرام من الألماس حيث سجلت سعر 60 ألف دولار للبتكوين الواحدة، رقم ذهبي أثار شهية العديد من البسطاء الذين يحلمون بالثراء السريع، ضاربين بعرض الحائط كافة الأخبار التي تتوارد عن عمليات الاحتيال والنصب وهروب مؤسسي منصات وهمية تحت مسمى الاستثمار بالبتكوين.

ولا نبالغ إن قلنا بأن البتكوين حظيت باهتمام كبير ضاهت به اهتمام العالم بالذهب والنفط حتى إنها سيطرت على رؤساء البنوك المركزية في العالم وارقت كبرى دول العالم فالفوضى التي تسببت أطاحت الحابل بالنابل.

وأعادت للأذهان ذكريات مؤلمة عن ضحايا فقاعات الأصول التي شهدها العالم عبر التاريخ والتي كان أكثرها غرابة. فقاعة التوليب، تلك الوردة التي أخفت بألوانها بحراً من المآسي والدموع لمن تداول بها وقد لا يصدق العقل أن أحداً رهن كل ما يملكه للحصول على زهرة واحدة من أزهار التوليب قبل ان تنفجر فقاعتها وتبدد روائحها العطرة والوانها الزاهية ملايينه وحلمه بالثراء.

وبين فقاعة التوليب وحكاية البتكوين، تاريخ من الفقاعات وروايات الاحتيال والنصب والخداع ومازال العالم عاجز عن إنقاذ الكثير من الناس المصممين على الثراء السريع.

وليس بالإمكان لومهم خاصة وإن أشهر علماء العالم نيوتن كان يوما ضحية لاحدى تلك الفقاعات والتي عرفت باسم فقاعة شركة بحر الجنوب عام 1720. حينها خسر جزءاً من مدخراته ولسان حاله يقول أنا قادر على حساب حركة النجوم لكن لست قادراً على قياس جنون البشر.

cnbc