قال مسؤول كبير في مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) إن التضخم قد “يتأرجح” إذا خفض صناع السياسة أسعار الفائدة في وقت مبكر جداً، محذراً من أن الهبوط نحو هدف البنك المركزي البالغ 2% من المرجح أن يتباطأ في الأشهر المقبلة.
بعد ارتفاعه إلى أعلى مستوى له منذ عقود خلال صيف العام 2022، انخفض التضخم في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال النصف الثاني من العام الماضي، مما مهد الطريق أمام واضعي أسعار الفائدة للنظر في خفض تكاليف الاقتراض من أعلى مستوى لها منذ 23 عامًا عند 5.25 إلى 5.5%.
ومع ذلك، قال رئيس بنك الاحتياطي اليدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، والذي سيصوت على قرارات اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة هذا العام، إنه “يتوقع أن يرى تقدمًا أبطأ بكثير للتضخم يمضي قدمًا”.
وأضاف: هناك “بعض المخاطر المتمثلة في احتمال توقف التضخم تماماً”، وفق ما ذكرته صحيفة FT البريطانية.
جاءت تصريحات بوستيتش قبل قراءة مؤشر أسعار المستهلكين لشهر ديسمبر(كانون الأول)، والتي أظهرت ارتفاع معدل التضخم الرئيسي إلى 3.4% من 3.1% في نوفمبر/تشرين الثاني.
ضغوط الأسعار
وبينما أقر رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي في أتلانتا بأن ضغوط الأسعار انخفضت بشكل أسرع مما توقعه في العام الماضي، فإنه لا يزال يعتقد بأنه من المرجح أن يصل التضخم إلى حوالي 2.5% بحلول نهاية العام 2024 ولن يصل إلى هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي إلا في عام 2025.
وقال بوستيتش بعد التصويت على سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر/ كانون الأول، إنه يعتقد بأن أسعار الفائدة ستحتاج إلى البقاء دون تغيير إلى ما بعد الصيف.
وأوضح أن حالة عدم اليقين التي تواجه الاقتصاد الأميركي تستدعي مثل هذا النهج الحذر.
وأردف بوستيك: “يجب أن يعود التضخم بقوة وثبات إلى هدفنا البالغ 2%.. ستكون نتيجة سيئة إذا بدأنا في التخفيف وبدأ التضخم في الارتفاع صعوداً وهبوطاً مثل الأرجوحة.. وهذا من شأنه أن يقوض ثقة الناس في الاتجاه الذي يتجه إليه الاقتصاد”.
وبينما تتزايد ثقة واضعي أسعار الفائدة في عودة ضغوط الأسعار إلى مستويات ما قبل الوباء، فإن معظم أعضاء اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة يريدون أخذ وقتهم في التحول من موقف سياستهم النقدية الحالي.
المستثمرون أكثر تسرعا، مع تسعير السوق بتخفيضات بمقدار ست مرات هذا العام، بدءا من مارس/ آذار. ويقارن ذلك بتوقعات واضعي أسعار الفائدة بثلاثة تخفيضات، في حين يرى بوستيك اثنين فقط.
اضطرابات البحر الأحمر
وتابع: “الأسواق تسمع ما نقوله – توقعاتنا لخفض أسعار الفائدة كانت واضحة للغاية.. لكنني أشعر أنهم يعتقدون أن التضخم سينخفض بشكل أسرع مني”.
وحذر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا من أن الارتفاع الأخير في تكاليف الشحن على خلفية تعطيل حركة المرور في قناة السويس بسبب استهداف الحوثيين للسفن يجب مراقبته “عن كثب”.
ارتفعت تكلفة شحن حاوية بحجم 40 قدما من الشرق الأقصى إلى أوروبا بنسبة 150 في المائة تقريبا خلال الشهر الماضي، وفقا لبيانات من شركة زينيتا للأبحاث اللوجستية.
وشدد على أنه “سيكون من المثير للاهتمام للغاية أن نرى إلى أي مدى بدأ الصراع في الشرق الأوسط والهجمات على سفن الحاويات في الظهور في هيكل تكاليف الشركات”.
ويعتقد بوستيك بأنه مع وصول معدل البطالة إلى 3.7% فقط، يظل سوق العمل قوية للغاية بحيث لا يستطيع بنك الاحتياطي الفدرالي تحويل تركيزه من التضخم إلى خلق فرص العمل.