أبقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)يوم الأربعاء على توقعاتها بنمو قوي نسبيا للطلب العالمي على النفط خلال 2024، وقالت إن 2025 سيشهد زيادة “قوية” في استهلاك الخام بقيادة الصين والشرق الأوسط.
وتأتي توقعات أوبك في وقت أبكر عن المعتاد.
وتتوافق توقعات 2025 مع رأي أوبك بأن استهلاك النفط سيستمر في الارتفاع خلال العقدين المقبلين، وتخالف تقديرات جهات أخرى مثل وكالة الطاقة الدولية بأن يصل الاستهلاك إلى ذروته بحلول 2030 مع تحول العالم إلى مصادر طاقة أنظف.
وقالت أوبك في تقريرها الشهري إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع 1.85 مليون برميل يوميا إلى 106.21 مليون برميل في 2025. كما توقعت نمو الطلب 2.25 مليون برميل يوميا خلال العام الجاري، وهي توقعات تماثل التي أصدرتها الشهر الماضي.
ومع ذلك، استهلت أسعار النفط العام الجديد بانخفاض، إذ طغى عدم اليقين بشأن الطلب على تأثير جولة جديدة من تخفيضات أوبك وحلفائها للإمدادات. وجرى تداول خام برنت يوم الأربعاء في نطاق 77 دولارا للبرميل بانخفاض اثنين بالمئة تقريبا.
وقدمت المنظمة أول توقع للعام المقبل في تقريرها الشهري الصادر في يناير كانون الثاني، كان مُنتظرا في يوليو تموز 2024 بناء على ما درجت عليه المنظمة. وقالت إنها نشرت التوقعات في وقت أبكر عن المعتاد بهدف مد الأسواق برؤية طويلة الأمد.
وقالت أوبك في التقرير “التعهد بالوصول إلى ما هو أبعد من الإطار الزمني المحدد مسبقا للتوقعات على المدى القصير يساعد في فهم آليات السوق”.
وفاقت توقعات أوبك لنمو الطلب على النفط في 2024 توقعات وكالة الطاقة الدولية بأن تبلغ الزيادة 1.1 مليون برميل يوميا حتى الآن. ومن المقرر أن تحدث الوكالة، التي تمثل الدول الصناعية، توقعاتها يوم الخميس.
وتتوقع أوبك زيادة النمو الاقتصادي العالمي في 2025 إلى 2.8 بالمئة من 2.6 هذا العام لأسباب تشمل خفض أسعار الفائدة. وقالت أوبك إن الصين والشرق الأوسط والهند ستقود الزيادة في استهلاك النفط.
وتقدر وكالة الطاقة الدولية أن نمو الطلب العالمي على النفط سينخفض إلى النصف في 2024 بسبب تراجع النمو الاقتصادي في الاقتصادات الكبرى عن المعتاد وتحسين كفاءة استخدام الطاقة وزيادة أعداد السيارات الكهربائية.
وبصرف النظر عن اختلاف وجهتي نظر الجهتين بشأن الطلب على النفط على المدى الطويل، اختلفت أوبك ووكالة الطاقة الدولية أيضا في السنوات القليلة الماضية على الحاجة إلى الاستثمار في إمدادات نفط جديدة.
* إنتاج أوبك من النفط
خفضت أوبك وتحالف أوبك+ الأوسع الإنتاج عدة مرات منذ أواخر 2022 لدعم السوق. ودخل خفض جديد للربع الأول من العام حيز التنفيذ هذا الشهر.
لكن التقرير أشار إلى أن إنتاج أوبك من النفط ارتفع قليلا في ديسمبر كانون الأول بمقدار 73 ألف برميل يوميا إلى 26.70 مليون برميل بقيادة نيجيريا، وهي إحدى الدول الأعضاء التي تتعافى من تحديات داخلية حدت من الإنتاج.
وعدلت أوبك بيانات الإنتاج بالخفض لتعكس خروج أنجولا من المنظمة، وقالت إن إنتاجها من الخام بلغ 26.5 بالمئة من سوق النفط العالمية اعتبارا من ديسمبر كانون الأول.
وبناء على حسابات رويترز المستندة إلى أرقام أوبك، انخفضت حصة المنظمة من السوق من 33 بالمئة في 2017 نتيجة تخفيضات الإنتاج المتعاقبة وخروج بعض الأعضاء رغم انضمام عدد قليل من صغار المنتجين الآخرين.
وقلل مندوبون في أوبك من أهمية مسألة الحصة السوقية مستشهدين بوجهة نظر المنظمة بأن نمو المعروض من دول ليست أعضاء في أوبك سيتباطأ وبأن حصة الأعضاء في السوق ستتعافى مع الوقت.