هل تُبالغ الأسواق في قياس تأثير “خفض الفائدة” على اتجاهات الأسهم؟

– تراهن الأسواق على فرصة بنسبة 60٪ أن يقوم الفدرالي بخفض الفائدة بما لا يقل عن 100 نقطة بنهاية العام

– الأسواق تواصل مسارها الصعودي.. ولا يمكن إلا لصدمة البجعة السوداء ( تقوم على فكرة وجود أحداث نادرة لا يمكن التنبؤ بها، والتي تكون ذات تأثير كبير عند حدوثها. والمصطلح يستمد اسمه من الفكرة الأساسية لوجود بجعة سوداء غير متوقعة، حيث كان الناس يعتبرون أن جميع البجعات بيضاء ) أن تقلب ارتفاع الأسهم رأسًا على عقب

تتفاعل الأسهم الأميركية بشكل واضح مع البيانات الاقتصادية والمؤشرات الصادرة عن الفدرالي الأميركي من آن لآخر، بما في ذلك تصريحات مسؤوليه، بشأن قرار خفض الفائدة المرتقب منتصف هذا العام.

ورغم أن الأسواق عادة ما تُسعر تلك البيانات والمؤشرات كبوصلة للتحرك، إلا أن ارتفاعات الأسهم لا تنتظر قرار الفدرالي بشكل مباشر.

طبقاً للمؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Fisher Investments، كينيث فيشر، فإن “الأسهم الأميركية لا تحتاج إلى قيام الفدرالي بخفض الفائدة من أجل مواصلة ارتفاعاتها”.

وفي الوقت الذي لا تزال الأسواق تراهن فيه على قرار خفض الفائدة الذي طال انتظاره قبل نهاية العام الجاري 2024، إلا أن المستثمرين بشكل عملي “لديهم سوء فهم لكيفية تأثير أسعار الفائدة على مجالات مختلفة من الاقتصاد”، وفق ما ذكره فيشر في مقطع فيديو حديث أٌرسل إلى عملاء شركته.

يشير الملياردير الأميركي إلى قوة الأسهم في العام الماضي 2023، عندما ارتفع مؤشر  S&P500بأكثر من 20% بعد أن وصل إلى القاع في أكتوبر/ تشرين الأول 2022.

كذلك استمر الاقتصاد الأميركي في المحافظة على مرونته، مع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.1% خلال الربع الرابع، وفقاً لبيانات وزارة التجارة.

ويضيف فيشر: “إن كل ذلك حدث بغض النظر عن تخفيضات أسعار الفائدة في الاقتصاد، مما يشير إلى وجود عوامل أكثر أهمية تدفع السوق.. لست بحاجة إلى خفض أسعار الفائدة. النصف الأخير من عامي 2022 و2023 أظهر ذلك”.

سياسة الاحتياطي الفدرالي

ومن المحتمل أن يكون المستثمرون قد أخذوا في الاعتبار بالفعل تأثير تخفيضات أسعار الفائدة الفدرالية على السوق على أي حال؛ نظراً لمدى مناقشة تحركات سياسة بنك الاحتياطي الفدرالي على نطاق واسع.

وتراهن الأسواق على فرصة بنسبة 60٪ أن يقوم بنك الاحتياطي الفدرالي بخفض أسعار الفائدة بما لا يقل عن 100 نقطة أساس بحلول نهاية العام 2024، وفقًا لأداة CME FedWatch.

لكن فيشتر يعتقد بأن المعدلات ليس لها تأثير على الاقتصاد العام، وبالتالي على سوق الأسهم”، مشدداً على أن الناتج المحلي الإجمالي تسارع بالفعل خلال الربعين الأخيرين على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة في الاقتصاد.

ويستطرد: “أسعار الفائدة هي مجرد آلية واحدة لنظام كبير جداً”.

تحذيرات سابقة

وكان المستثمرون ينتظرون انخفاض أسعار الفائدة المرتفعة خلال العام الماضي. وحذر الاقتصاديون من رفع محافظي البنوك المركزية أسعار الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس لترويض التضخم، وهي خطوة أثرت بشكل كبير على الأسهم في العام 2022 واعتبرها الكثيرون بأنها يمكن أن تؤدي إلى ركود الاقتصاد.

لكن فيشر وضع نفسه بين أكثر المتنبئين تفاؤلاً في وول ستريت لهذا العام، عندما صرح في أواخر العام الماضي أنه يعتقد بأن سوق الأسهم الصاعدة لا تزال لديها مجال للنمو.

وكتب المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Fisher Investments في مقال افتتاحي لصحيفة نيويورك بوست في ديسمبر/كانون الأول الماضي: “قد ينتهي الأمر بمؤشر S&P500 إلى تحقيق مكاسب متواضعة مكونة من رقمين في عام 2024 ، حيث يشير النمو القوي والتضخم البارد إلى أن الاقتصاد سينتهي به الأمر إلى تجنب الركود”.

كما أن المسار الصعودي يبدو واضحاً للغاية، ولا يمكن إلا لصدمة البجعة السوداء “الضخمة والمفاجئة” أن تقلب ارتفاع الأسهم رأسًا على عقب، بحسب تقرير لـ businessinsider تناول تحليل مؤسس Fisher Investments.

نظرية البجعة السوداء تقوم على فكرة وجود أحداث نادرة لا يمكن التنبؤ بها، والتي تكون ذات تأثير كبير عند حدوثها. والمصطلح يستمد اسمه من الفكرة الأساسية لوجود بجعة سوداء غير متوقعة، حيث كان الناس يعتبرون أن جميع البجعات بيضاء.

معنويات مرتفعة

ظل المستثمرون في حالة معنوية جيدة بشأن سوق الأسهم. قال أكثر من 50% من المستثمرين إنهم يشعرون بالتفاؤل بشأن الأسهم خلال الأشهر الستة المقبلة، بحسب أحدث استطلاع لآراء المستثمرين أجراه معهد AAII .

وفي الوقت نفسه، قال أكثر من 80% من المستثمرين الأفراد إنهم يعتقدون بأن مؤشر Dow Jones سينهي العام على ارتفاع، وكان المستثمرون الأكثر إيجابية يتعلقون بالأسهم منذ عام 2007 ، وفقًا لمسح أجرته جامعة ييل.