رغم أنها ليست معروضة للبيع، إلا أن ثمة خططاً تطفو إلى السطح لشراء عمليات تطبيق الفيديو الصيني TikTok في الولايات المتحدة.. فما القصة؟
وزير الخزانة الأميركي السابق ستيفن منوشين، قال إنه يريد شراء عمليات التطبيق في بلاده. ورغم أنه شدد على عدم امتلاكه المال بنفسه، إلا أنه “يبحث عن مستثمرين لشراء عمليات التطبيق في الولايات المتحدة”.
قدّم منوشين (الذي ظل في منصبه كوزير للخزانة من 13 فبراير/ شباط 2017 حتى 20 يناير/ كانون الثاني 2021) في تصريحات تلفزيونية، خططاً نظرية حول عملية الاستحواذ التي ينشدها.
وفي مقابلة مع CNBC تحدث الوزير السابق عن اجتماعه مع مجموعة من المستثمرين لشراء التطبيق. ولم يحدد منوشين هوية المستثمرين الآخرين في مثل هذه الصفقة أو التقييم المحتمل لموقع التواصل الاجتماعي.
يأتي ذلك في وقت يهدد فيه تشريع من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يشق طريقه عبر الكونغرس باستمرار وجود المنصة في الولايات المتحدة.
وقد أقر مجلس النواب الأربعاء 13 مارس/ آذار مشروع قانون من الحزبين، والذي إذا تم التوقيع عليه ليصبح قانونًا، فإنه سيجبر ByteDance إما على سحب تطبيقها العالمي الرائد أو مواجهة حظر فعال على TikTok داخل الولايات المتحدة.
مجموعة من المستثمرين
وقال منوشين، الذي يقود شركة Liberty Strategy Capital، الخميس: “أعتقد بأن التشريع يجب أن يتم إقراره وأعتقد بأنه (التطبيق) يجب بيعه.. إنه عمل رائع وسأقوم بتشكيل مجموعة لشراء TikTok”.
هناك أرضية مشتركة بين Liberty وByteDance . استثمر صندوق SoftBank Vision التابع لشركة Masa Son في ByteDance في عام 2018، وهو أيضًا شريك محدود في Liberty Strategy التابعة لشركة منوشين.
ويرفض مجلس الشيوخ تسريع عملية حظر التطبيق.
وقال منوشين: “يجبأن يكون (التطبيق) هذا مملوكًا للشركات الأميركية”، مشدداً على أنه “من غير الممكن أن يسمح الصينيون لشركة أميركية بامتلاك شيء مثل هذا في الصين”.
سلط المشرعون من كلا الحزبين الضوء على مدى وصول TikTok إلى الولايات المتحدة – وفقًا لتقديراتهم الخاصة، يستخدم 170 مليون أمريكي التطبيق – باعتباره يوفر للحكومة الصينية إمكانية الوصول والتأثير على الولايات المتحدة.
كذلك الرئيس التنفيذي السابق لشركة ، Activision Bobby Kotick ، بوبي كوتيك، قد طرح في وقت سابق فكرة الشراكة لشراء TikTok على طاولة عدد من الأشخاص كان من بينهم الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير سابق لها.
عقبات أمام الاستحواذ
ومع تلك الخطط النظرية للاستحواذ على التطبيق، ذكر تقرير لموقع businessinsider أنه لكي يتمكن شخص ما من شراء عمليات TikTok الأميركية من الشركة الصينية المالية ByteDance، يجب أن تحدث مجموعة من الأمور.
أول تلك الأمور، يتعين على مجلس الشيوخ الأميركي الموافقة على مشروع قانون مكافحة TikTok الذي أقره مجلس النواب يوم الأربعاء. فيما قال الرئيس جو بايدنإنه بالفعل سيوقع مشروع القانون إذا وصل إلى مكتبه. وكذلك يتعين أن ينجو مشروع القانون من طعن قضائي من ByteDance.
كما سيتعين على الحكومة الصينية التراجع عن موقفها الحالي، وهو أنها لن تسمح لشركة ByteDance ببيع عملياتها في الولايات المتحدة .
وبالتالي فإن ثمة سلسلة من العقبات، بما في ذلك الكلفة المالية للاستحواذ على العمليات، خاصة وأن الموارد المالية لشركة ByteDance مبهمة للغاية “ولأن هذا البيع النظري سيكون بيعًا قسريًا فلا أحد يعرف حجم المبلغ”.
لكن التقديرات تراوحت بين 40 مليار دولار إلى ما يصل إلى “مئات المليارات” لشرائه فعليًا، بحسب التقرير المشار إليه.
وعلى اعتبار أن ByteDance لديها بالفعل مستثمرين مقيمين في الولايات المتحدة، فمن المحتمل أن يكونوا المرشحين لشراء الشركة المنفصلة .
كبار المستثمرين في مجال التكنولوجيا، كانوا قد انتقدوا علنًا أو سرًا منصة التواصل الاجتماعي باعتبارها ذات تأثير ضار.
ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الحكومة الصينية ستسمح لـ ByteDance ببيع TikTok إلى مشترٍ أمريكي.
ضغط صيني
وقد ضغطت TikTok بقوة ضد مشروع القانون، بما في ذلك تقديم عرض منسق لقاعدة مستخدميها ومن خلال مقاطع الفيديو على منصتها.
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة TikTok Shou Zi Chew إلى أن البيع ليس خيارًا.
وتعليقاً على الخطوات الأميركية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وينبين، الخميس، إن مشروع القانون الأميركي “يتعارض مع مبادئ المنافسة العادلة وقواعد التجارة الدولية”.
وقد بلغت قيمة ByteDance نحو 220 مليار دولار في جولة التمويل الأخيرة في العام 2023، وفقًا لبيانات PitchBook، في حين أن التقييم المنفصل لـ TikTok ليس واضحاً.
ويشار إلى أن أصول TikTok الأكثر قيمة، وسلاحها الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للمشرعين، هي خوارزميتها، التي تقدم محتوى مخصصًا للمستخدمين وتم تطويرها في الصين .
ومن ثم فإن أي بيع لـ TikTok بدون الخوارزمية سيكون أقل جاذبية بكثير للمشترين المحتملين.