مع ازدياد الاتجاه نحو استخدام الطاقة الشمسية، يقوم المصنعون في الصين بضخ كميات كبيرة من الألواح الشمسية إلى الأسواق العالمية، الأمر الذي أدى إلى تخمة عالمية أدت إلى انخفاض الأسعار وأثارت سخطاً أميركياً ستنقله وزيرة الخزانة جانيت يلين خلال زيارتها إلى الصين.
في السياق، ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن الألواح الشمسية الموجودة في السوق، 80% منها مصنوعة في الصين، أسعارها متدنية لدرجة أنها تستخدم الآن لتسييج أسوار الحدائق في ألمانيا وهولندا.
عادة ما يتم تركيب الألواح الشمسية على أسطح المنازل، حيث يمكنها التقاط معظم أشعة الشمس، ولكن هناك فائض كبير في العرض لدرجة أن الناس في هذين البلدين يعلقوها الآن على الأسوار. وهذا يوفر أيضاً تكاليف العمالة والألواح الحديدية الباهظة الثمن.
وظهرت الأسوار المغطاة بالألواح الشمسية في المملكة المتحدة وأميركا الشمالية وأستراليا.
وسأل رئيس أبحاث المناخ في بنك بي إن بي باريبا إكسان، مارتن برو، في حديث مع صحيفة فايننشال تايمز: “لماذا نضع سياجاً بينما يمكنك فقط وضع كمية كبيرة من الألواح الشمسية، حتى لو لم تكن محاذية تماماً للشمس؟”.
من المتوقع أن يصل المعروض من الألواح الشمسية على مستوى العالم إلى 1100 غيغاوات بحلول نهاية هذا العام، أي ثلاثة أضعاف الطلب، حسبما كتبت وكالة الطاقة الدولية في تقرير صدر في يناير/ كانون الثاني.
وأضافت الوكالة أن الأسعار في السوق الفورية انخفضت بالفعل بمقدار النصف في عام 2023 ومن المرجح أن تواصل الانخفاض بنسبة 40% أخرى بحلول عام 2028.
فائض المعروض من ألواح الطاقة الشمسية الصينية الرخيصة، يدخل في دائرة القضايا، التي ستبحثها وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، التي تزور الصين يوم الأربعاء، لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الصينيين.
وتعد الزيارة، التي من المقرر أن تنتهي يوم الثلاثاء، ثاني زيارة لوزيرة الخزانة الأميركية للصين خلال الـ 12 شهراً الماضية.
وقالت وزارة الخزانة في بيان صحفي: “خلال زياراتها في الصين، ستدافع الوزيرة يلين عن العمال والشركات الأميركية لضمان معاملتهم بشكل عادل، بما في ذلك عن طريق الضغط على نظرائهم الصينيين بشأن الممارسات التجارية غير العادلة والتأكيد على العواقب الاقتصادية العالمية للطاقة الصناعية الصينية الفائضة”. صدر يوم الثلاثاء يعلن عن زيارة يلين.
في الأسبوع الماضي، قالت يلين في مصنع سونيفا للخلايا الشمسية في جورجيا إنها “قلقة بشأن التداعيات العالمية الناجمة عن الطاقة الفائضة التي نشهدها في الصين” والتي تضرب الآن صناعات الطاقة الجديدة مثل الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية وبطاريات الليثيوم أيون بحسب، CNBC.
وتدعم بكين ما تسميه الصناعات “الثلاث الجديدة” وهي الطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية وبطاريات الليثيوم أيون لدفع اقتصادها. وتكافح الصين للتحول من اعتمادها على صناعة العقارات، الغارقة الآن في أزمة الديون.
لكن الولايات المتحدة تضيق ذرعاً بما تقوم به الصين، حيث قالت يلين: “إن الطاقة الفائضة لدى الصين تشوه الأسعار العالمية وأنماط الإنتاج وتضر الشركات والعمال الأميركيين، وكذلك الشركات والعمال في جميع أنحاء العالم”، مضيفة أنها ستثير مسألة الطاقة الفائضة في رحلتها المقبلة إلى الصين.
وأضافت يلين: “سأنقل اعتقادي بأن الطاقة الفائضة تشكل مخاطر ليس فقط على العمال والشركات الأميركية وعلى الاقتصاد العالمي، ولكن أيضاً على الإنتاجية والنمو في الاقتصاد الصيني”.
في الشهر الماضي، أعلنت شركة Longi Green Energy Technology، أكبر شركة مصنعة للخلايا الشمسية في العالم، أنها ستسرح آلاف العمال وسط الطاقة الفائضة وانخفاض الأسعار.