من المتوقع أن ترتفع أسعار النفط مع عودة التداولات في الأسواق، الاثنين 15 أبريل/ نيسان، بعد الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل وتصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، بحسب ما يراه محللون، لكن أي مكاسب إضافية عن الزيادة المتوقعة ربما تعتمد على كيفية اختيار الرد من جانب إسرائيل وحلفائها.
كانت إيران أطلقت طائرات مسيرة ملغومة وصواريخ على إسرائيل، مساء السبت 13 أبريل، رداً على غارة يشتبه في أن إسرائيل شنتها على القنصلية الإيرانية في سوريا في الأول من أبريل/ نيسان، وهو ما أدى إلى زيادة التوترات في منطقة الشرق الأوسط خلال الساعات الماضية.
وعززت المخاوف من رد فعل إيران على الهجوم على مجمع سفارتها في دمشق أسعار النفط بالفعل الأسبوع الماضي، وهو ما ساهم في ارتفاع سعر خام برنت القياسي العالمي، الجمعة 12 أبريل/ نيسان، إلى 92.18 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر/ تشرين الأول.
وزاد سعر النفط عند التسوية يوم الجمعة 71 سنتاً إلى 90.45 دولار، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 64 سنتاً إلى 85.66 دولار. والتداول متوقف يومي السبت الأحد.
وقال تاماس فارجا من شركة PVM للسمسرة في النفط: “من المنطقي فقط توقع أسعار أقوى عند استئناف التداول … لكن ليس هناك أي تأثير على الإنتاج حتى الآن، كما قالت إيران إن الأمر يمكن اعتباره منتهياً”.
وأضاف: “مهما كان رد الفعل الأولي للسوق شرساً ومؤلماً، إلا أن الارتفاع قد يكون قصير الأجل ما لم تتعطل الإمدادات من المنطقة بشكل ملموس”.
وقال البيت الأبيض، في منشور على X، إن زعماء مجموعة السبع أكدوا خلال اجتماع عقدوه، الأحد، التزام المجموعة بأمن إسرائيل.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية إن زعماء المجموعة بحثوا فرض عقوبات على إيران.
وقالت المؤسسة المشاركة في Energy Aspects للاستشارات، أمريتا سين: “قد تحدث قفزة تلقائية في أسعار النفط وربما الغاز الطبيعي عندما تفتح الأسواق في ساعات التداول الآسيوية، على الرغم من أن (سوق) النفط الخام كان يحسب بالفعل حساب قدر لا بأس به من المخاطر الجيوسياسية تحسباً لضربة إيرانية”.
وترى سين أنه إذا لم تتصاعد الأزمة إلى درجة تعطل الإمدادات، فستكون هناك مخاطر لانخفاض الأسعار مع مرور الوقت، ولكن عندما يصبح من الواضح أن إسرائيل اختارت رداً محسوباً”.
استهداف الصادرات الإيرانية؟
قال المحلل في بنك UBS، جيوفاني ستونوفو، إن أسعار النفط قد ترتفع عند بداية التداول، وسيعتمد استمرار أي مكاسب على رد فعل إسرائيل.
وأضاف أن أحد العوامل الأخرى المؤثرة في السعر هو ما إذا كانت مجموعة السبع قد قررت استهداف صادرات النفط الخام الإيرانية.
وزادت إيران بشكل كبير صادراتها النفطية- مصدر إيراداتها الرئيسي – خلال ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن. وانخفضت الصادرات بشدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي سيواجهه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وتقول إدارة بايدن إنها لا تشجع إيران على زيادة صادراتها، وإنها تطبق العقوبات.
ومن شأن انخفاض الصادرات الإيرانية أن يؤدي إلى مزيد من الارتفاع في أسعار النفط وتكلفة البنزين في الولايات المتحدة، وهو ما ينطوي على أهمية سياسية قبل الانتخابات.
ومن العوامل الأخرى التي يتطلب الأمر مراقبتها أي تأثير على الشحن عبر مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو خُمس حجم إجمالي استهلاك النفط العالمي يومياً.
وقال قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني، علي رضا تنكسيري، الثلاثاء 9 أبريل/ نيسان، إن طهران ستغلق مضيق هرمز إذا لزم الأمر.
وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا)، السبت، أن طائرة هليكوبتر تابعة للحرس الثوري اعتلت السفينة “إم.إس.سي أريس” التي ترفع علم البرتغال وتوجهت بها إلى المياه الإقليمية الإيرانية، مشيرة إلى أن السفينة مرتبطة بإسرائيل.
وقال أولي هانسن من Saxo Bank: “تضمنت أسعار النفط الخام بالفعل علاوة مخاطرة، ويعتمد مدى اتساعها بشكل حصري تقريباً على التطورات بالقرب من إيران حول مضيق هرمز”.
وفي تعليق مخالف للاتجاه السائد، يعتقد كبير محللي النفط الخام في شركة Kepler، فيكتور كاتونا، إنه يعتقد بأن الهجوم الإيراني له تأثير سلبي نوعاً ما على الخام.
وأضاف: “توقعت السوق الطريق إلى الحرب العالمية الثالثة، لكن قول إيران إنها تعتبر أن ردها الانتقامي قد انتهى سيقلل من خطر نشوب صراع إقليمي أكبر”.