سلط محللو سيتي فوركس الضوء على التحول الحمائمي في التصريحات الأخيرة لبنك إنجلترا (BoE)، مما أدى إلى ضعف الجنيه الإسترليني في بداية الأسبوع. وقد أشارت تصريحات مسؤولي بنك إنجلترا بيلي ورامسدن الأسبوع الماضي إلى أنه من المتوقع أن يُظهر مؤشر أسعار المستهلكين للشهر المقبل انخفاضًا كبيرًا، مع وجود مخاطر أوسع نطاقًا على توقعات التضخم في المملكة المتحدة تميل نحو الاتجاه الهبوطي.
وقد أدت هذه المشاعر الحذرة إلى إعادة تسعير موقف بنك إنجلترا كما يتضح من الأرقام الصادرة مؤخرًا، وساهمت في ضعف أداء الجنيه الإسترليني، لا سيما مقابل الدولار الأمريكي. تُشير الأنماط التاريخية إلى أن الجنيه الإسترليني يميل إلى مزيد من الانخفاض في الأيام الخمسة إلى العشرة التي تلي حدث إعادة التسعير هذا. وعادةً ما يكون الانخفاض في قيمة الجنيه الإسترليني أكثر وضوحًا مقابل الدولار الأمريكي منه مقابل اليورو، وهو ما يُعزى إلى قوة الدولار الأمريكي المتزامنة والتطورات التضخمية الأكثر ملاءمة في أوروبا.
ويُعد ضعف الجنيه الإسترليني الحالي فريدًا من نوعه لأنه نابع من تعليقات بنك إنجلترا وليس من البيانات الثابتة. ومع عدم وجود بيانات تضخم جديدة متوقعة حتى بعد اجتماع بنك إنجلترا في مايو/أيار، فإن اتصالات البنك المركزي ستلعب دورًا حاسمًا. ويحذر محللو سيتي بنك إنجلترا من أن التصريحات الحذرة من كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا “هوو بيل” قد تؤدي إلى تفاقم ضغوط البيع على الجنيه الإسترليني. وبالإضافة إلى ذلك، يتوقع سيتي بنك أن بيانات مؤشر مديري المشتريات البريطاني القادمة قد لا ترقى إلى مستوى التوقعات، مما قد يعزز من الاتجاه الهابط للجنيه الإسترليني.
وأثناء النظر في أفضل استراتيجية للاستفادة من الانخفاض المحتمل للجنيه الإسترليني، تشير سيتي بنك إلى أن الوضع معقد. من المتوقع حدوث توقف تكتيكي في ارتفاع الدولار الأمريكي الأخير، مع الأخذ في الاعتبار الجدول الزمني المخفف للأحداث الأمريكية والتوقعات بأن يأتي مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (PCE) دون توقعات الاحتياطي الفيدرالي. أما في منطقة اليورو، وعلى الرغم من التوقعات بأن يكون أداء مؤشرات مديري المشتريات أقل من المتوقع، إلا أن التحليل الفني يشير إلى سيناريو صعودي إذا تمكن اليورو من الإغلاق فوق مستوى مقاومة رئيسي.
في حال توقفت قوة الدولار الأمريكي مؤقتًا ولم تتصاعد التوترات الجيوسياسية، ترى سيتي بنك فرصًا في أزواج العملات الأجنبية ذات البيتا الأعلى. على سبيل المثال، يمكن أن يضعف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار النيوزيلندي أو الدولار الأسترالي، حيث يتم بيع مراكز الرافعة المالية بالفعل، ومن المتوقع أن يكون مؤشر أسعار المستهلكين الأسترالي قويًا في الربع الأول.