هل اقترب البنك المركزي الأوروبي من خفض أسعار الفائدة؟

دعمت تصريحات مسؤولين في البنك المركزي الأوروبي، الاثنين، احتمال خفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، مما يشير إلى أن الأمر قد تم التوصل إليه عملياً.

وفي خطاب ألقاه يوم الاثنين، أكد عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي ورئيس البنك المركزي الفنلندي، أولي رين، أن التضخم في منطقة اليورو يتراجع “بطريقة مستدامة”.

كما صرح كبير الاقتصاديين لدى البنك المركزي الأوروبي فيليب لين لصحيفة “فاينانشيال تايمز” أن البنك المركزي الأوروبي الآن في وضع يسمح له بالبدء في خفض أسعار الفائدة من مستوى قياسي مرتفع يبلغ 4% في اجتماعه القادم الأسبوع المقبل.

وقال لين في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز إنه: “باستثناء المفاجآت الكبيرة، في هذه المرحلة الزمنية هناك ما يكفي فيما نراه للتخلص من المستوى الأعلى من التشديد”.

استقر التضخم في منطقة اليورو عند 2.4% في أبريل/ نيسان، وهو الشهر السابع على التوالي الذي يقل فيه عن 3%، على الرغم من الانتعاش الطفيف في ديسمبر. ومن المقرر صدور أرقام شهر مايو/ أيار يوم الجمعة.

وقال رين في كلمة نشرت على الموقع الإلكتروني لبنك المركز الفنلندي: “بفضل هذه العملية الانكماشية، يقترب التضخم من هدفنا البالغ 2% بطريقة مستدامة، وبالتالي فإن الوقت مناسب في يونيو/ حزيران لتخفيف موقف السياسة النقدية والبدء في خفض أسعار الفائدة”. وأضاف “من الواضح أن هذا يفترض أن الاتجاه الانكماشي سيستمر ولن تكون هناك انتكاسات أخرى في الوضع الجيوسياسي وأسعار الطاقة”.

ومدفوعًا بالبيانات التي تظهر أن التضخم في منطقة اليورو يقترب من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2%، تراهن الأسواق على نطاق واسع على أن البنك المركزي سيخفض سعر الفائدة القياسي على الودائع بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه في 6 يونيو/ حزيران.

وتأتي هذه التعليقات قبل الاجتماع المقبل للبنك المركزي الأوروبي في السادس من يونيو/ حزيران. وتشير الأسواق الآن إلى احتمال كبير للغاية لخفض سعر الفائدة الرئيسي للبنك المركزي الأوروبي بمقدار ربع نقطة مئوية، من 4% حالياً.

وتأتي تعليقات رين ولين يوم الاثنين في أعقاب سلسلة من التوقعات المماثلة من أعضاء آخرين في البنك المركزي الأوروبي.

ويشير ذلك إلى أنه من المرجح أن يتحرك البنك المركزي الأوروبي في وقت أقرب من الفدرالي الأميركي، والذي عادة ما يقود الطريق في قرارات السياسة النقدية.

تفاقم الجدل حول الموعد المحتمل لبدء الفدرالي الأميركي في خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، حيث أدى صدور عدد من البيانات الاقتصادية وبيانات العمل القوية إلى قيام بنك غولدمان ساكس بتأجيل توقعاته لخفض الفائدة من يوليو/ تموز إلى سبتمبر/ أيلول.

وفي الوقت نفسه، أشار محضر اجتماع السياسة النقدية لمجلس الفدرالي في الفترة من 30 أبريل/ نيسان إلى 1 مايو/ أيار إلى عدم اليقين بين صناع السياسات بشأن الوقت المناسب لتخفيف السياسة النقدية.

ووفق إيريغوين من بنك أوف أميركا فإن تصريحات المسؤولين ومحاضر الاجتماعات الأخيرة تشير إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة في الولايات المتحدة غير مطروحة في الوقت الحالي.

وفي حين أن مثل هذه الخطوة الأوروبية من شأنها أن تحاكي التخفيضات المماثلة التي قامت بها البنوك المركزية في دول مثل سويسرا والسويد، إلا أنها ستأتي قبل الاقتصادات الكبرى الأخرى. ومن غير المرجح أن يقوم الفدرالي الأميركي وبنك إنكلترا بخفض أسعار الفائدة حتى وقت لاحق من هذا العام، ويراهن المستثمرون على أن بنك اليابان قد يواصل رفعها.

وأشار لين إلى أن الأسعار في التكتل ربما تكون قد هدأت بشكل أسرع من الاقتصادات الأخرى لأنها تأثرت بشدة بالارتفاع القصير الأجل في تكاليف الطاقة بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.

ويتوقع الخبراء الاقتصاديون أن تُظهر بيانات التضخم لشهر مايو/ أيار الصادرة من منطقة اليورو، يوم الجمعة، ارتفاع الأسعار بمعدل سنوي أسرع من الشهر السابق، في حين أن الرقم الأساسي سيبقى على نفس الوتيرة السنوية.

ومن المرجح أن يحرص المستثمرون على معرفة ما إذا كانت هذه الأرقام ستؤثر على كيفية تعامل البنك المركزي الأوروبي مع المزيد من التخفيضات المحتملة.