في إطار جهود الإدارة الأميركية لمراقبة تأثير نمو الذكاء الاصطناعي على مختلف الصناعات، تسعى وزارة الخزانة الأميركية للحصول على معلومات إضافية حول كيفية استخدام الشركات المالية للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الفرص والمخاطر التي تشكلها التقنيات على هذا القطاع.
في طلب للحصول على معلومات تقدمت به الوزارة، الخميس، قالت إنها تسعى للحصول على مدخلات من المستهلكين والمستثمرين والشركات المالية والمنظمين، في إطار أحدث الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لمراقبة كيفية تأثير نمو الذكاء الاصطناعي على مختلف الصناعات.
من جانبها، لفتت نيلي ليانغ، وكيلة وزارة الخزانة لشؤون التمويل المحلي، إلى أن “مشاركتنا المستمرة مع أصحاب المصلحة تسمح لنا بتحسين فهمنا للذكاء الاصطناعي في الخدمات المالية”.
تشمل المجالات التي ترغب وزارة الخزانة في جمع المزيد من المعلومات حول: استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الشركات المالية في تقديم المنتجات للعملاء. وإدارة المخاطر. وكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في أسواق رأس المال.
تحذيرات جانيت يلين
في ذات السياق وضمن خطاب ألقته في مؤتمر حول الاستقرار المالي في واشنطن، حذرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين المصرفيين والمديرين التنفيذيين للتكنولوجيا، الخميس، من أنه في حين أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يفتح الباب أمام مكاسب ضخمة للنظام المالي، فإن التكنولوجيا تهدد في الوقت ذاته بإدخال مخاطر جديدة.
يأتي ذلك في الوقت الذي يتدافع فيه المستثمرون للتربح من طفرة الذكاء الاصطناعي، إذ بدأ عمالقة التكنولوجيا في سباق تسلح بالذكاء الاصطناعي، الذي بدوره أدى إلى قلق المنظمين بشأن المخاطر المحتملة له.
وقالت يلين إن الفرص الهائلة والمخاطر الكبيرة المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الشركات المالية قد نقلت هذه القضية نحو صدارة أولويات جداول أعمال المنظمين الماليين.
ومن ناحية الفرص، نقلت يلين ملاحظاتها للحضور عن كيف اُستُخدم الذكاء الاصطناعي بالفعل من قبل المستثمرين لدعم التنبؤ وإدارة المحافظ ومن قبل البنوك لمحاربة الاحتيال ودعم خدمة العملاء، وفقاً للملاحظات المُعدة.
وفي خطابها، أشارت يلين إلى أن التطور السريع للذكاء الاصطناعي يمكن أن يمهد الطريق لجعل الخدمات المالية أرخص وأسهل، مشيرة على وجه التحديد إلى التقدم في معالجة اللغة الطبيعية والتعرف على الصور والذكاء الاصطناعي التوليدي.
وقالت يلين أعلم أنكم جميعاً هنا تدركون أن استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل المؤسسات المالية يأتي مصحوباً بمخاطر إلى جانب هذه الفرص.
في ديسمبر / كانون الأول الماضي، حذَّر فريق من كبار المنظمين الأميركيين بقيادة يلين، لأول مرة، من أن الذكاء الاصطناعي يشكل خطراً على النظام المالي، وقد قام مجلس مراقبة الاستقرار المالي، وهو فريق SWAT من المنظمين الذي تم تشكيله بعد الأزمة المالية في عام 2008، بتصنيف الذكاء الاصطناعي رسمياً باعتباره نقطة ضعف ناشئة.