مخاطر الركود في أميركا لا تزال منخفضة رغم معدلات البطالة.. لهذه الأسباب

ارتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة، الذي ظل منخفضاً لمدة عامين، في النصف الأول من العام الجاري، وفقاً لبيانات مكتب إحصاءات العمل.

وللمرة الأولى منذ يناير/ كانون الثاني 2022، ارتفع معدل البطالة إلى 4% الشهر الماضي، مقابل 3.9% في أبريل/ نيسان. وكان منخفضاً إلى 3.% في أبريل 2023.

ويشير الخبراء إلى أنه على الرغم من أن معدل التوظيف وصل إلى أعلى مستوى له منذ عامين، فإنه لا يزال منخفضاً تاريخياً.

ويقول الاقتصاديون – بحسب تقرير لـ CNBC – إنه لا ينبغي للناس أن يشعروا بالقلق الشديد “لأن عدد الوظائف وحجم القوة العاملة آخذان في النمو”.

وبينما بدأ العام بتسريح العمال من الأسماء الكبيرة مثل غوغل وأمازون، فإن الخبراء قالوا إن هذا الاتجاه لم ينتشر في سوق العمل الأوسع.

تأثر معدل البطالة في شهر مايو/ آيار بشدة بالأشخاص – خاصة أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و24 عاماً – الذين يدخلون سوق العمل ويعودون إليها، وفقًا لتحليلات موديز.

ونقل التقرير عن خبيرة الاقتصاد العمالي ماريسا ديناتالي، قولها إنه مع انتهاء الدراسة في فصل الصيف، من المعتاد أن نرى زيادة في عدد المراهقين وطلاب الجامعات والخريجين الجدد الذين يبدأون بحثهم عن عمل.

وأضافت: “إنها فئة عمرية متقلبة للغاية.. يجد الناس صعوبة أكبر في العثور على وظيفة عندما يتخرجون من الجامعة، ولكن لا يوجد دليل على وجود نوع من عمليات التسريح الجماعي للعمال في الاقتصاد”.

وفي الوقت نفسه، هناك عامل آخر يعزز ثقة الاقتصاديين وهو نمو الوظائف؛ فقد أظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل أن الوظائف غير الزراعية ارتفعت بمقدار 272 ألفاً في مايو، متجاوزة تقديرات مؤشر داو جونز البالغة 190 ألفاً.

بالإضافة إلى نمو القوى العاملة والرواتب، فإن المشاركة العالية في القوى العاملة بين العمال في سن مبكرة أمر مطمئن، وفقا للاقتصادي الأميركي في بنك أوف أمريكا، ستيفن جونو.

وتبلغ نسبة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و54 عاماً المشاركين في القوى العاملة 83.6%. وهذا هو أعلى مستوى منذ 20 عاماً على الأقل وفقاً لبيانات BLS.

وقال جونو: “عندما تنظر إلى بيانات سوق العمل الإجمالية، لا يوجد مؤشر حقيقي للركود”.

وبينما يقول الاقتصاديون إنهم غير قلقين بشأن معدل البطالة الذي يصل إلى 4% في حد ذاته، فإنهم يهتمون بمدى سرعة ارتفاع المعدل.

إحدى الطرق لقياس ذلك هي من خلال “قاعدة السهم”، التي سميت على اسم الخبيرة الاقتصادية كلوديا سهم.

تقارن القاعدة متوسط معدل البطالة خلال الأشهر الثلاثة الماضية مع أدنى معدل تم الإبلاغ عنه في العام الماضي. وإذا كان متوسط الثلاثة أشهر أعلى بمقدار نصف نقطة مئوية من أدنى مستوى سنوي، فإن معدل البطالة يرتفع بسرعة كافية للإشارة إلى بداية الركود.

وبعد تقرير الوظائف لشهر مايو، بلغت قاعدة السهم 0.37. وهذا يعني أن معدل البطالة يجب أن يبقى عند 4% أو أعلى حتى يتمكن التقريران القادمان من رفع متوسط الثلاثة أشهر بنسبة 0.5% فوق أدنى مستوى سنوي، والذي يبلغ في هذه الحالة 3.5%.

وقال جونو: “إن قاعدة السهم هي مؤشر معاصر على أننا في حالة ركود”. وأضاف: “نحن لسنا قلقين من أنها ستتجاوز نسبة 0.5% في الشهر المقبل”.

متى يمكن القلق؟

قالت ديناتالي إنها تراقب مطالبات التأمين ضد البطالة، والتي تعتبر منخفضة تاريخياً. بالنسبة للأسبوع المنتهي في 15 يونيو/ حزيران، أفاد مكتب إحصاءات العمل أن 238 ألف أميركي تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة.

وأضافت: “إذا اقتربوا من 360 ألفاً أو أكثر، فعادةً ما يكون هذا هو الوقت المناسب للقلق. نحن لسنا قريبين من ذلك”. وأضافت: “ما سيكون أكثر إثارة للقلق هو إذا كان أصحاب العمل يقومون بالفعل بتسريح الموظفين. نحن نبحث عن تحركات كبيرة وحادة”.

أما بالنسبة لعدد الوظائف المضافة في التقارير المستقبلية، فقال جونو إنه لن يشعر بالقلق إلا إذا انخفض إلى أقل من 100 ألف.