دخل سباق الرئاسة الأميركية منطقة مشفرة عقب إعلان دونالد ترامب دعمه لسوق الكريبتو عامة وتعدين العملات المشفرة خاصة، فهل أصبح مفتاح البيت الأبيض معلقاً على باب الكريبتو؟
ومعاداة العملات المشفرة كانت سمة أساسية لرؤساء الولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية.
وإن كان الرئيس الحالي جو بايدن صاحب الحقبة الرئاسية الأقسى والأشد على مجتمع العملات المشفرة، وهو ما تجلى بالدعاوى القضائية المتتالية على قادة السوق، أمثال بينانس وكوين بيس وتيرا وغيرها، كذلك دونالد ترامب في حقبته كانت آراؤه تتسم بالمعاداة.
دونالد ترامب: لست من المعجبين بالعملات المشفرة
تحديداُ في يوليو تموز 2019، قال ترامب «العملات المشفرة ليست أموالاً، وهي عالية المخاطر وكثيرة التقلب، وأنا لست من المعجبين والداعمين لها».
جو بايدن: فيتو ضد العملات المشفرة
في 31 مايو أيار الماضي، استخدم الرئيس الأميركي جو بايدن حق النقض ضد مشروع قانون محوري كان من شأنه أن يسمح للمؤسسات المالية الموثوقة للغاية بحضانة البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى.
وفي مقارنة اعتبرها الكثيرون غير مقبولة، شبّه بايدن متداولي العملات المشفرة ومقتنيها، بالأثرياء المتهربين من الضرائب.
بالإضافة إلى ذلك، نشرت إدارة بايدن تقريراً يهاجم تعدين البيتكوين، ويروّج في المقابل للعملات الرقمية للبنك المركزي بدلاً من ذلك.
بالطبع، المعادات للعملات المشفرة لم تتوقف على البيانات فقد، ففي عهد جو بايدن أُلقي القبض على مؤسس «بياننس» تشانبينغ تشاو وغُرِّم، وعلى مؤسسي «ساموراي والت» بتهمة غسل الأموال، وكذلك على دو كوون، مؤسس «تيرا»، وشهدت أيضاً إحدى أشهر القضايا في تاريخ العملات المشفرة، وهي قضية سام بانكمان فريد وشركته إف تي إكس.
ما الذي قلب آراء الرؤساء الأميركيين قبيل الانتخابات؟
في البدء، هناك رقم بالغ الأهمية يجب معرفته قبل الخوض في هذا الموضوع، وهو أن التقديرات الإحصائية التي نشرها موقع «سيكيوريتي دوت أورغ» المتخصص بمتابعة العملات المشفرة، بيّنت أن 93 مليون شخص في الولايات المتحدة يقتنون على الأقل بيتكوين وعملات مشفرة أخرى حتى نهاية 2023.
وجاء في التقرير أن هذا التبني الفردي في الولايات المتحدة للعملات المشفرة، ارتفع بنحو 10 في المئة بين 2022 و2023، ومن 15 في المئة في 2021، إلى 40 في المئة من المراهقين الأميركيين في 2024.
كذلك، ورد في التقرير أن 46 في المئة من الأميركيين قالوا إن الموافقة على صناديق الاستثمار الخاصة بتداول بيتكوين، سيكون لها تأثير إيجابي.
فهل باتت الصورة واضحة بعد كل هذه الأرقام؟
في أحد تصاريحه الأسبوع الماضي، قدّم المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب نفسه على أنه بطل العملات المشفرة وانتقد محاولات الديمقراطيين لتنظيم القطاع خلال حملة لجمع التبرعات في سان فرانسيسكو.
وأمس الأربعاء، قال المرشح الجمهوري المفترض لعام 2024، إنه يريد استخراج جميع عملات البيتكوين المتبقية في الولايات المتحدة حصراً، في خطوة رآها كثيرون أنها سلاح يستخدمه ضد جو بايدن لكسب الأصوات الانتخابية.
جو بايدن: احتمال أن نقبل التبرعات بالعملات المشفرة
ربما ليس من المفاجئ تصريح المسؤولين عن حملة الرئيس جو بايدن، بأنهم يخوضون نقاشات لقبول التبرعات للحملة الانتخابية بالعملات المشفرة، لكن المفاجئ في الأمر، أن هذه التبرعات قد يجري استقبالها عبر منصة «كوين بيس» حسب ما نقل موقع «ذا بلوك»، وهي المنصة التي خاضت صراعات قضائية طويلة مع هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في عهد بايدن.
الجدير بالذكر أيضاً، أن بايدن سبق أن تلقى في حملته السابقة تبرعات عبر العملات المشفرة، كان أبرزها من مؤسس إف تي إكس، سام بانكمان فريد.
في خلاصة الأمر، بات من الواضح أن مجتمع العملات المشفرة أصبح طرفاً رئيسياً يحوز اهتمام أي رئيس مقبل إلى البيت الأبيض، أمّا الأفعال على أرض الواقع، فلا بُد من أن ننتظر تاريخ الخامس من نوفمبر تشرين الثاني المقبل كي نعرف نتائج الانتخابات الأميركية وما الذي سيقوم به الحاكم المقبل للبيت الأبيض، وما إذا كان سيعادي العملات المشفرة أو يحتضنها.
عبدالله الجنيد.