حصل مديرو المحافظ والمستثمرون في أسهم إنفيديا على عوائد ضخمة منذ بداية عام 2024 الجاري، ولكن تزايد وزن أسهم إنفيديا في محافظ المستثمرين أصبح يُثير قلقاً من حدوث انخفاض مفاجئ وهبوط لقيمة السهم، فهل ينقلب السحر على الساحر؟
قفزت أسهم إنفيديا بنحو 785 في المئة منذ بداية عام 2023، مع زيادة بنحو 160 في المئة هذا العام وحده، مدعومة بالطلب على رقائق الشركة الأكثر تقدماً في مجال الذكاء الاصطناعي، ما دفع إنفيديا لتصبح الشركة الأكثر قيمة في العالم في يونيو حزيران 2024 لفترة وجيزة، قبل أن يؤدي انخفاض أسهمها إلى إعادة هذا اللقب إلى مايكروسوفت.
وللاستفادة من ذلك، تضخمت أصول مديري الأصول في شركة صناعة الرقائق، إذ أظهرت بيانات مورنينغ ستار أن مراكز إنفيديا استحوذت على حصة بلغت خمسة في المئة من إجمالي أصول 355 صندوقاً مُداراً بشكلٍ نشط في نهاية الربع الأول، مقارنة بـ 108 صناديق فقط في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وبالفعل جنت الصناديق التي تمتلك أسهم إنفيديا مكاسب حتى الآن، مسجّلة صعوداً بنحو 16.3 في المئة في المتوسط خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2024، مقارنة بمتوسط بلغ عائد 5.7 في المئة، بين تلك التي لا تمتلك أسهم لإنفيديا، بحسب بيانات مورنينغ ستار.
وقال جاك شانون، أحد كبار محللي مورنينغ ستار «هناك اعتقاد بين بعض مديري المحافظ الاستثمارية مفاده أنهم فاتهم القارب فيما يتعلق بشركة أبل أو مايكروسوفت، وأنهم لا يريدون أن يكونوا مخطئين فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، لذا فهم لا يريدون بيع أسهم إنفيديا».
مخاوف بشأن هبوط الأسهم
رغم ارتفاع أسهم التكنولوجيا المطّرد، فإن التركيز في سهم واحد يمكن أن يضر المستثمرين إذا وصلت أسهم إنفيديا إلى مرحلة صعبة، إذ يشير بعض المشاركين إلى عوامل قد تؤدي لانخفاض السعر مع زيادة المنافسة، والتوازن المتوقع بين العرض والطلب مع زيادة إنفيديا للإنتاج، وتقييم الشركة المرتفع.
ويقول فيل أورلاندو، كبير استراتيجيي سوق الأسهم لدى شركة فيدراتيد هيرميس، «حقيقة أن أحد الأسهم انطلق مثل سفينة صاروخية لا يعني أنه كان من الذكاء أن يكون هناك هذا العدد الكبير من البيض في سلة واحدة».
وبالفعل شعر المستثمرون بهذه المخاطر الأسبوع الماضي عقب بيانات التضخم الأميركية التي دفعت أسهم التكنولوجيا الكبرى إلى الانخفاض، وهبط سهم إنفيديا بنحو ستة في المئة يوم الخميس، وهو أكبر انخفاض يومي له منذ أكثر من أسبوعين، في حين خسر مؤشر ناسداك 100 للتكنولوجيا حوالي 2.2 في المئة.
«معضلة إنفيديا»
الآن يواجه المستثمرون معضلة أسهم إنفيديا، فمن ناحية بدأت تظهر المخاطر المذكورة أعلاه، وتعزز المخاوف بشأن اتجاه السهم للهبوط في أي لحظة، ما قد يسفر عن خسائر قوية في المحافظ التي تمتلك حصص عالية من أسهم إنفيديا.
على سبيل المثال، يمتلك أنتوني زاكري، مدير المحفظة في شركة زيفين بيرغين كابيتال إنفيستمنتس، أسهم إنفيديا منذ عام 2016 ويستمر في الحفاظ عليه، لكنه يبيع جزءاً منها بشكل دوري للحفاظ على المبادئ التوجيهية لتحمل المخاطر في شركته.
في المقابل، يندم أولئك الذين باعوا أسهم إنفيديا في وقت مبكر، وقال كيفين لانديس، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة فيرست هاند كابيتال مانجمنت، إنه كان «حكيماً» وحصل على أرباح في عام 2020 من بيع أسهم إنفيديا التي كان يمتلكها لعدة سنوات، ومع ذلك، لا يمكنه إلا أن يفكر في المكاسب التي فوته.
وأضاف لانديس، «لا أستطيع الآن أن أنظر إلى أي من شاشاتي دون أن أشعر بوخزة من الندم».
