من الصعب تخمين متى سيبدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة هذا العام -إن بدأ على الإطلاق- في ظل تباين البيانات الاقتصادية الواردة، لكن تعطينا بعض التوقعات لمحة عن الموعد المحتمل لبدء تيسير السياسة النقدية في الولايات المتحدة.
وتستقر أسعار الفائدة الأميركية عند النطاق 5.25- 5.50 في المئة من يوليو تموز 2023، بعدما أعلن الاحتياطي الفيدرالي الإبقاء على الأسعار دون تغيير للمرة السابعة على التوالي في اجتماعه الأخير في يونيو حزيران 2024آراء الخبراء بشأن الفائدة في أميركا
تنقسم توقعات المحللين حول موعد خفض الفائدة إذ يرى البعض بدء أول خفض لسعر الفائدة في سبتمبر إذا استمرت الظروف الاقتصادية في إظهار علامات التباطؤ، في حين يرى آخرون أن الخفض الأول قد يأتي بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرر انعقادها في 5 نوفمبر تشرين الثاني 2024، أي في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يومي 6 و7 من نوفمبر.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة إيفست، علي حسن «أكد الفيدرالي الأميركي أنه يستطيع الحفاظ على معدلات الفائدة المرتفعة بسبب قوة سوق العمل، لكن جاءت أخبار الوظائف الأخيرة تشير إلى زيادة معدلات البطالة إلى مستويات 4.1 في المئة، وهو ما يعتبر مرتفعاً خلال الفترة الحالية»، مشيراً إلى أن ذلك قد يدفع البنك إلى التراجع عن فكرة خفض الفائدة مرة واحدة خلال العام، ويتبع نهج الأسواق التي تتوقع خفضين للفائدة في 2024.
وأضاف علي حسن في تعليقه لـ«CNN الاقتصادية»، «في حالة تراجع التضخم دون مستويات 3.1 في المئة سيؤكد ذلك توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس خلال العام الحالي»، لافتاً إلى أن ذلك من شأنه التأثير بصورة مباشرة على أسواق الأسهم الأميركية.
في غضون ذلك، استبعد المدير التنفيذي لشركة VI Markets، أحمد معطي المدير التنفيذي خطوة خفض أسعار الفائدة الأميركية في سبتمبر، مرجّحاً أن يختار الاحتياطي الفيدرالي التأني ومراقبة بيانات التضخم لفترة أطول من الوقت.
توقعات البنوك الاستثمارية
يتفق بنك مورغان ستانلي مع توقعات المتداولين على أداة فيدووتش، مرجحاً بدء أول عملية خفض للفائدة بواقع 25 نقطة أساس في سبتمبر 2024، لكنه يرى ثلاثة تخفيضات بدلاً من التخفيضين المتوقعين من الأسواق.
كما يؤيد سيتي بنك اتجاه الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة بواقع نقطة أساس ثماني مرات متتالية بدءاً من سبتمبر 2024 حتى يوليو 2025، ما يمثل انخفاضاً بمقدار 200 نقطة أساس عن المستويات الحالية لتهبط إلى النطاق 3.25-3.5 في المئة.
ولا يتوقع بنك أوف أميركا التخفيض الأول قبل ديسمبر كانون الأول، بينما يستبعد ديفيد سولومون الرئيس التنفيذي لبنك غولدمان ساكس أيه تخفيضات لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، مشيراً إلى أنه رغم قوة الاقتصاد الأميركي، فإنه لا يزال يعاني الأميركيون من آثار التضخم المرتفع.
كيف يقيم الاحتياطي الفيدرالي قراره؟
وعدلت لجنة السوق المفتوحة في البنك المركزي توقعات عدد مرات خفض الفائدة هذا العام إلى مرة واحدة، بينما لا يزال المتداولون على أداة فيدووتش (التابعة لمجموعة سي إم إي)، يتوقعون خفضين للفائدة، ويكون الأول في سبتمبر.
يستهدف الاحتياطي الفيدرالي خفض معدل التضخم إلى المستهدف البالغ اثنين في المئة، من مستواه البالغ 3.3 في المئة المسجل في مايو أيار 2024، وطالما أكد أعضاء البنك أنهم ينتظرون الثقة الكاملة في اتجاه التضخم تجاه المستهدف قبل البدء في خفض الفائدة.
لكن في الآونة الأخيرة، بدأت نبرة أعضاء البنك في التخلي عن التمسك بهذا النهج، إذ أشار المسؤولون في اجتماعهم الأخير إلى تباطؤ الاقتصاد الأميركي وتضاؤل الضغوط التضخمية، لكنهم ما زالوا ينصحون باتباع نهج الانتظار والترقب قبل الالتزام بتخفيضات أسعار الفائدة، وفقاً لمحضر اجتماع يونيو حزيران 2024.
كما أشار رئيس مجلس الفيدرالي الأميركي، جيروم باول في شهادته أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ يوم الثلاثاء إلى مخاطر تباطؤ سوق العمل قائلاً، «نحن ندرك جيداً أننا نواجه الآن مخاطر ذات جانبين، ولم يعد بإمكاننا التركيز فقط على التضخم، يبدو أن سوق العمل قد عاد إلى توازنه بالكامل».
في هذه الأثناء، ننتظر صدور بيانات معدل التضخم لشهر يونيو 2024 يوم الخميس، مع ترقب اجتماع لجنة الاحتياطي الفيدرالي المقبل يومي 30 و31 من يوليو الحالي، وقد تعطينا البيانات بالإضافة إلى تصريحات البنك في اجتماعه المقبلة المزيد من الإشارات حول أول موعد لخفض الفائدة.