هبوط جماعي لأسواق آسيا مع تكبد أسهم اليابان خسائر تجاوزت 5%

تراجعت الأسهم اليابانية لليوم الثاني على التوالي، وسط توقعات بمزيد من التشديد النقدي في البلاد، مما أدى إلى تفاقم عمليات البيع في الأسواق العالمية، في أعقاب البيانات الاقتصادية الأميركية الضعيفة وأرباح شركات التكنولوجيا.

انخفض مؤشر “توبكس” بنحو 5.7%، مع تداول الين بالقرب من أقوى مستوياته منذ مارس، مما أثر على الاقتصاد الياباني الذي يعتمد على التصدير. كما انخفضت الأسهم في مختلف أنحاء آسيا من كوريا الجنوبية إلى هونغ كونغ، حيث هبط سهم شركة “إس كيه هاينكس” (SK Hynix) لصناعة الرقائق الإلكترونية بنسبة 8.7%، كما انخفضت العقود الآجلة الأميركية.

في الوقت نفسه، واصلت سندات الخزانة الأميركية ارتفاعها في آسيا، حيث لامست عائدات السندات لأجل عامين الحساسة لتوجهات السياسة النقدية أدنى مستوياتها في 14 شهراً، وسط تزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في أعقاب اجتماع السياسة النقدية للبنك يوم الأربعاء الماضي. ورفع متداولو عقود المقايضة عدد التخفيضات هذا العام إلى ثلاثة مقارنة باثنين قبل ذلك.

جاءت نبرة العزوف عن المخاطرة الأوسع نطاقاً، بعد أن أظهرت البيانات أن طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة بلغت أعلى مستوى لها في عام تقريباً، بينما انكمش قطاع التصنيع. وتكبدت شركات التكنولوجيا خسائر بسبب توقعات الأرباح المخيبة للآمال، ونتائج شركات عملاقة في القطاع مثل “إنتل” و”أمازون”. وسوف يتحول التركيز الآن إلى بيانات الوظائف الشهرية في وقت لاحق من اليوم الجمعة.

لا يزال المستثمرون في اليابان متوترين بسبب التوقعات بأن يرفع البنك المركزي أسعار الفائدة مرة أخرى بعد الخطوة التي اتخذها في وقت سابق من هذا الأسبوع. ووفقاً لاستطلاع أجرته “بلومبرغ” أمس الخميس، يرى نحو 68% من 41 خبيراً اقتصادياً أن أسعار الفائدة سترتفع إلى 0.5% من 0.25% بحلول نهاية هذا العام.

الابتعاد عن الأصول الخطرة

قال خوسيه توريس من شركة “إنتراكتيف بروكرز”: “تقترب الأسواق من حالة الذعر مع تقارب العديد من العوامل الاقتصادية، مما يدعم الاتجاه بعيداً عن الأصول الخطرة. تعتبر الرياح المعاكسة لهذه السوق عاصفة للغاية، خاصة بالنظر إلى أن أسعار الأسهم مثالية”.

ارتفعت سندات الخزانة الأميركية مرة أخرى، اليوم، حيث امتد عائد السندات لأجل عشر سنوات إلى ما دون 4%. كما انخفضت عوائد السندات لأجل عامين بنقطتين أساسيتين، وهو ما أضاف إلى الانخفاض الذي بلغ 11 نقطة أساس في اليوم السابق.

كذلك تراجعت العقود الآجلة لمؤشر “إس آند بي 500″، ومؤشر “ناسداك 100” اليوم، مما أدى إلى تفاقم الانخفاضات التي شهدتها المؤشرات المرجعية الأساسية يوم الخميس، حيث كانت مجموعة من التقارير التي صدرت بعد إغلاق السوق مخيبة للآمال. وقالت شركة “إنتل” إن إيرادات الربع الثالث ستكون دون المأمول، في حين توقعت شركة “أمازون” أرباحاً جاءت أقل من تقديرات المحللين، مما أدى إلى انخفاض أسهم كل من الشركتين في تداولات ما بعد ساعات التداول.

وكسر الين مكاسب استمرت ثلاثة أيام، وهي الارتفاعات التي دفعت العملة إلى نحو 149 يناً للدولار. وانخفض الجنيه الإسترليني أمس بعد أن خفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة، وأشار إلى المزيد من التخفيضات الحذرة في المستقبل. وارتفع مؤشر “بلومبرغ للدولار” بنسبة قليلة.

وظائف الولايات المتحدة

يتوقع خبراء الاقتصاد تباطؤ نمو الوظائف في تقرير التوظيف الحكومي لشهر يوليو والمقرر صدوره اليوم. كما يرى الخبراء أن يظل معدل البطالة ثابتاً عند 4.1%.

وقال كريس سينيك من “وولف ريسيرش”: “لقد كانت سوق العمل ترسل إشارات تحذيرية على مدى الأشهر القليلة الماضية. ويشير التاريخ إلى أن باول يسير على خط رفيع للغاية بشأن احتمال الانتظار لفترة أطول مما ينبغي لبدء خفض أسعار الفائدة قبل فوات الأوان”.

وفي آسيا، أصدر مستشار سياسي للبنك المركزي الصيني انتقاداً نادراً للسياسات الاقتصادية التي تنتهجها بكين باعتبارها متحفظة بشكل مفرط، وحث الحكومة على تكثيف التحفيز المالي وتعزيز التضخم. وواصل مؤشر الأسهم القياسي الصيني “سي إس آي 300” خسائره التي سجلها أمس بعد ارتفاع قصير في الجلسة السابقة.

بأسواق السلع الأساسية، ارتفعت أسعار النفط بعد انخفاضها أمس الخميس، وسط مخاوف من أن تؤثر التوترات في الشرق الأوسط على الإمدادات. من ناحية أخرى، تذبذب الذهب قرب مستويات قياسية.