الأسهم الآسيوية تصعد قبل إصدار بيانات التضخم الأميركية

اتبعت الأسهم الآسيوية وول ستريت في الارتفاع مع تزايد الرهانات على أن تقرير أسعار المستهلكين الأميركي القادم سيمنح مجلس الاحتياطي الفيدرالي الثقة لبدء خفض أسعار الفائدة في سبتمبر.

ارتفع مؤشر “إم إي سي آي” (MSCI) للأسهم الآسيوية للجلسة الرابعة، مواصلًا تعافيه من عمليات البيع التاريخية التي شهدها في 5 أغسطس. وكانت مؤشرات الأسهم أعلى في الغالب، حيث قفزت مؤشرات الأسهم في اليابان وتايوان بأكثر من 1%. وجاءت المكاسب بعد أن ارتفع مؤشر أسعار المنتجين الأميركي أقل من المتوقع، مما ساعد على ارتفاع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 1.7%.

وأدى تخفيف ضغوط الأسعار إلى تعزيز الثقة في قدرة المسؤولين الأميركيين على البدء في خفض تكاليف الاقتراض مع إعادة التركيز على سوق العمل، التي تُظهر علامات أكبر على التباطؤ. قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، إنه يبحث عن “المزيد من البيانات” قبل دعم خفض أسعار الفائدة، بينما كرر أنه من المحتمل أن يكون مستعداً للخفض “بحلول نهاية العام”.

وقال كايل رودا، كبير محللي السوق في “كابيتال دوت كوم” (Capital.Com): “من الواضح أن هناك مجالاً لارتفاع الأسهم من المفاجآت الهبوطية في بيانات التضخم، مع ارتفاع وول ستريت بعد بيانات مؤشر أسعار المنتجين التي جاءت أقل من المتوقع”. وأضاف: “سوف تتطلع الأسواق إلى مسح مؤشر أسعار المستهلك الأميركي للحصول على تأكيد بأن معدل التضخم الأساسي في الاقتصاد آخذ في التضاؤل”.

لم تتغير سندات الخزانة كثيرا بعد ارتفاعها عبر المنحنى في الجلسة السابقة، حيث أظهرت البيانات أن المتداولين ما زالوا يراهنون على الصعود. واستقر مؤشر “بلومبرغ” للدولار حول أدنى مستوى له منذ أربعة أشهر.

قلص الين خسائره مقابل الدولار بعد تقرير أفاد بأن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا لا ينوي الترشح لإعادة انتخابه كزعيم للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم.

وفي أماكن أخرى من آسيا، ينقسم الاقتصاديون والمستثمرون حول ما إذا كان بنك الاحتياطي النيوزيلندي سيبدأ في عكس مساره، وخفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس إلى 5.25% في اجتماعه اليوم الأربعاء.

الأسهم الصينية

وافتتحت الأسهم الصينية على انخفاض بعد البيانات التي أظهرت انكماش القروض المصرفية للاقتصاد الحقيقي للمرة الأولى منذ 19 عاماً. وينتظر المستثمرون أرباح شركة “تينسنت” (Tencent Holdings Ltd)، وخطط إعادة الشراء الخاصة بها.

قالت بريتني لام، رئيسة قسم الأسهم في شركة “ماغيلان إنفستمنتس هولدينغز” (Magellan Investments Holding Ltd): “إن تقارير شركات الإنترنت الصينية هذا الأسبوع ستكون مهمة للغاية لمعرفة ما إذا كانت ضعف الاستهلاك في الصين سيؤثر على الهوامش والعوائد على الاستثمار، وأي قطاع فرعي مثل الألعاب قد يمثل نقطة مضيئة”ـ وأضافت، “التقييم جذاب، ولكن الزخم في الأرباح هو المفتاح”.

وشهد مؤشر “إس آند بي 500” أكبر ارتفاع له على مدار أربعة أيام هذا العام. وصعد مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 2.5%. وارتفع سهم شركة “ستاربكس” بنسبة 25% بعد إقالة رئيسها واختيار بريان نيكول من شركة “تشيبولت ميكسيكان غريل” (Chipotle Mexican Grill Inc). في الساعات الأخيرة، ذكرت “بلومبرغ نيوز” أن محاولة تفكيك شركة “غوغل” التابعة لـ”ألفابت” يعد أحد الخيارات التي تدرسها وزارة العدل الأميركية.

تراجع التقلبات

انخفض مؤشر التقلب المفضل في وول ستريت (VIX) إلى حوالي 18 نقطة، وقد قام متداولو المقايضة بتسعير خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي بنحو 40 نقطة أساس في سبتمبر، وخفض إجمالي لسعر الفائدة بأكثر من 105 نقطة أساس لعام 2024.

ارتفع مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة للطلب النهائي بنسبة 0.1% عن الشهر السابق. وكان استطلاع “بلومبرغ” للاقتصاديين يشير إلى زيادة بنسبة 0.2%. بالنسبة للبيانات المقرر صدورها اليوم الأربعاء، يتوقع المتنبئون أن يكون مؤشر أسعار المستهلكين، ومؤشر الأسعار الأساسي، الذي يستبعد الغذاء والطاقة، قد ارتفعا بنسبة 0.2% في يوليو، وفقًا لأوسط التقديرات في استطلاع “بلومبرغ”.

وقال جيمي كوكس من “هاريس فاينانشيال” (Harris Financial Group): “الطريق مفتوح أمام الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر”. وأضاف: “إذا استمرت البيانات على هذا النحو، سيكون لدى الاحتياطي الفيدرالي متسع من الوقت لخفض الفائدة أكثر هذا العام”.

وارتفعت أسعار النفط في التداولات الآسيوية المبكرة، معوضة خسائر يوم الثلاثاء، حيث أشار تقرير من داخل القطاع إلى انخفاض كبير في مخزونات النفط الخام الأميركية، مع استمرار التوترات في الشرق الأوسط.