تنحي كيشيدا يفسح المجال لرفع أسعار الفائدة في اليابان

يُحتمل أن يفسح قرار رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا عدم الترشح لولاية ثانية المجال أمام زعيم جديد يدعم جهود البنك المركزي الرامية لرفع أسعار الفائدة، بحسب محللين استراتيجيين للأسواق.

هناك عدد من المرشحين للفوز بالمنصب في انتخابات رئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم التي ستقام في سبتمبر المقبل، من أبرزهم وزير الدفاع السابق شيغيرو إيشيبا، ووزير التحول الرقمي تارو كونو، والقيادي البارز في الحزب توشيميتسو موتيغي، ووزيرة الأمن الاقتصادي ساناي تاكايتشي.

تذبذب أداء الأسواق بعد إعلان الخبر، فتراجع مؤشر “نيكاي 225” بنحو 0.4% بعد ارتفاعه 1.3%. فيما لم يطرأ تغير كبير على سعر صرف الين، واستقر عند 146.89 ين مقابل الدولار. بينما انخفضت عائدات السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار 1.5 نقطة أساس لتصل إلى 0.83%.

ونستعرض فيما يلي آراء محللين لتداعيات قرار كيشيدا على الأسواق:

أغلب المرشحين يدعمون رفع أسعار الفائدة

يرى يوجيرو غوتو، مدير استراتيجية أسعار الصرف في “نومورا سكيوريتيز” (Nomura Securities)، أنه في حالة عدم ترشح كيشيدا، يُتوقع أن يسهل ذلك من ترشيح موتيغي أو كونو، ما يزيد احتمال شراء الين، إذ تحدث كلاهما عن ضرورة رفع بنك اليابان أسعار الفائدة ومعالجة ضعف الين قبل اجتماع يوليو.

وأضاف: “احتمال فوزهما من عدمه هو شأن آخر، حيث أظهرت استطلاعات رأي حديثة تراجع تأييد كونو، وما يزال الدعم الذي يحظى به موتيغي منخفضاً”.

وأشار إلى أن تاكايتشي هي الشخص الوحيد الذي يتوقع أن يتخذ موقفاً واضحاً يدعم سياسة نقدية أكثر تيسيراً، لذا يُحتمل أن يؤدي ذلك إلى انخفاض سعر صرف الين مجدداً.

توقع يويوا فوكوي، المتداول في شركة “ريوس كابيتال ووركس” (Rheos Capital Works)، أن الحكومة الجديدة قد تدعم رفع بنك اليابان سعر الفائدة، ومع أخذ ذلك فالاعتبار، فيبدو أن المرشحين المحتملين لرئاسة الحزب، مثل إيشيبا، وكونو، وكاتو يبدون مؤيدين لرفع أسعار الفائدة، ما عدا تاكايتشي.

وتابع: “لكن هناك عدد كبير من المستثمرين منشغلين بالتعامل مع أزمات السوق، ولم يعطوا اهتماماً كبيراً لانتخابات رئاسة الحزب، ولا أظن أن التداول اليوم يستند إلى توقعات كبيرة بتحقيق مكاسب.

من جانبه، قال إيجي دوهكي، كبير المحللين الاستراتيجيين للسندات في شركة “إس بي آي سكيوريتيز” (SBI Securities): “سيتمكن بنك اليابان من تنفيذ استراتيجية التخارج بسهولة أكبر، حيث كان كيشيدا أشد معارضي رفع البنك لأسعار الفائدة. بينما يميل المرشحون الجدد لرفع أسعار الفائدة. مع ذلك، أصبح رفع أسعار الفائدة بنهاية العام الجاري أمراً أكثر صعوبة.

الأسهم هي الأشد تأثراً

قال تومو كينوشيتا، المحلل الاستراتيجي للأسواق العالمية في شركة “إنفيسكو أسيت مانجمنت جابان” (Invesco Asset Management Japan)، إنه نظراً لتراجع مستوى التأييد الشعبي لوزارة كيشيدا، قد تكون هناك توقعات بأن تغيير رئيس الوزارة سيزيد الثقة، ويعزز القدرة على تنفيذ السياسات.

وأضاف أنه في حالة تباطؤ الجهود التي تبذلها اليابان لتصبح مركزاً لإدارة الأصول، فإن ذلك سيؤثر سلباً على الأسهم، إذ حظي كيشيدا بتقدير كبير في المجتمع المالي بسبب هذه المبادرة.

وأشار شوكي أوموري، كبير محللي استراتيجيات التداول في شركة “ميزوهو سكيوريتيز” (Mizuho Securities)، إلى أن المتعاملين في السوق لن يعجبهم الموقف الضبابي، بالأخص من يستثمرون في الأصول الخطرة مثل الأسهم.

أضاف أنه بعدما ضغط رئيس الوزراء كيشيدا لتنفيذ برنامج “نيسا” (NISA) الجديد، سيعتمد سعر صرف الين على القوى الخارجية، بالأخص البيانات الأميركية والاحتياطي الفيدرالي، وستظل سوق السندات الحكومية اليابانية تعتمد على العرض والطلب، متوقعاً مبدئياً أن تكون الأسهم هي الأشد تضرراً.

 

قال شارو تشانانا، مديرة استراتيجية أسعار صرف العملات في شركة “ساكسو ماركتس” (Saxo Markets): “رغم أن تنحي كيشيدا قد يسبب قدراً من الضبابية، فتراجع مستوى تأييده يشير إلى إمكانية تجنب رد فعل سلبي ملحوظ من سوق الأسهم”.

وأوضح شينيتشي إتشيكاوا، كبير المحللين بشركة “بيكتيت أسيت مانجمنت” (Pictet Asset Management): “من الصعب توقع من سيتولى المنصب بعد كيشيدا، لكن بغض النظر عمن سيصبح رئيس الوزراء الجديد، فالأمر شبه المؤكد أن يتم حل البرلمان وإقامة انتخابات عامة في أكتوبر أو نوفمبر، ما سيجعل تنفيذ بنك اليابان أي إجراءات أكثر صعوبة. وقد يبدأ هذا في التأثير على الأسواق المالية”.

أثر إيجابي على سوق السندات

من جهته، قال أندرو جاكسون، مدير استراتيجية الاستثمار في الأسهم اليابانية في شركة “أورتوس أدفايزرز” (Ortus Advisors): “تنحي كيشيدا سيمهد الطريق أمام تارو كونو لتولي المنصب، كما كاد أن يفعل في 2021، عندما خسر أمام كيشيدا، قد يعد ذلك أمراً إيجابياً آخر للشركات المرتبطة بالقطاع العسكري، حيث إنه كان وزير الدفاع في عهد حكومة شينزو آبي”.

وأضاف: “رغم أن الأوضاع تغيرت كثيراً، وأصبحت آفاق الدفاع أكثر ملاءمة منذ ذلك الحين، قد تعد الأسواق ذلك أمراً إيجابياً لشركات مثل (ميتسوبيشي هيفي إندستريز)، و(كاوازاكي هيفي إندستريز) (Kawasaki Heavy Industries)”.

أشار تومو كينوشيتا، المحلل الاستراتيجي للأسواق العالمية في شركة “إنفيسكو أسيت مانجمنت جابان”، إلى أن كيشيدا “طبّق سياسة مالية توسعية، بما في ذلك زيادة الإنفاق العسكري، وربما لا يوسع الزعيم الجديد السياسة المالية بنفس القدر السابق، ما قد يؤثر إيجاباً على سوق السندات من حيث السلامة المالية.