بتكوين تخفق في جذب المستثمرين رغم تراجع أسعارها

تواصل “بتكوين” وسوق العملات المشفرة الأوسع نطاقاً تكبد خسائر حادة حتى الآن هذا الشهر، حتى مع عودة الأسهم العالمية إلى تسجيل مستويات قياسية مرتفعة بعد تجاوز مخاوف النمو الخاصة بالاقتصاد الأميركي.

انخفضت العملة الرقمية الأكبر بنحو 9% في أغسطس، متخلفة عن ارتفاع نسبته 1% تقريباً في مؤشر “إم إس سي آي للأسهم العالمية”، بجانب قفزة في سعر الذهب إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. كما شهد مؤشر “بلومبرغ العالمي للسندات” زيادة بنحو 2% خلال نفس الفترة.

حذر المحللون من مخاطر التصرف في عملات “بتكوين” التي صادرتها الحكومة الأميركية، والتي يُعتقد أنها تحتفظ بعملات مشفرة تقدر بنحو 12 مليار دولار، حيث اعتبروا هذه الخطوة ضمن التحديات التي تواجه الأصول الرقمية. وتُشير بيانات بلوكتشين إلى أن الحكومة الأميركية نقلت الأسبوع الماضي ما قيمته 600 مليون دولار من بتكوين المصادرة إلى محفظة في بورصة تديرها شركة “كوين بيس غلوبال” (Coinbase Global)، وفق تحليل أجرته “أركام إنتليجنس” (Arkham Intelligence).

ذكرت خوشبو خولار، الشريكة الاستثمارية لدى “لايتنينج فينتشرز” (Lightning Ventures)، التي تستثمر في شركات مرتبطة ببتكوين، أن المبيعات المحتملة للحكومة الأميركية تُعد “سبباً في الضغط الهبوطي المؤقت على الأسعار. نتوقع إنهاء هذه الفجوة قريباً”.

عمليات بيع كبيرة

عانى مؤشر أفضل 100 عملة رقمية أسوأ انخفاض له في 5 أغسطس منذ نوفمبر 2022. جاء هذا التراجع بجانب هبوط الأسهم، حيث أثرت مخاوف النمو للاقتصاد الأميركي وتراجع تجارة الفائدة بالين سلباً على الشهية العالمية للمخاطرة.

منذ ذلك الحين، استقرت توقعات الاقتصاد الأميركي على خلفية البيانات المطمئنة، كما أصبح مؤشر “إم إس سي آي للأسهم العالمية” أقل بنحو 1.5% فقط عن مستوى قياسي المسجل في يوليو.

في المقابل، تتلاشى الرغبة في التعرض للعملات المشفرة. وتظهر أحد الأمثلة على ذلك في ما يُعرف بمعدل التمويل لعقود بتكوين الآجلة الدائمة على “بينانس” (Binance)، وهي المنصة الأكبر للأصول الرقمية.

غالباً ما يستخدم المضاربون هذه العقود لأنها لا تحتوي على تاريخ انتهاء محدد. لكن أرقام “كريبتو كوانت” (CryptoQuant) تُظهر أن معدل التمويل هو الأكثر سلبية منذ 2022، ما يشير إلى تراجع حماس متداولي الأموال السريعة.

“بتكوين” تتأثر بالسياسة الأميركية

سجلت “بتكوين” مستوى قياسي بلغ 73,798 دولاراً في مارس، مدفوعة برهانات على سياسة نقدية أميركية أكثر مرونة وتدفقات إلى صناديق المؤشرات الأميركية المتداولة في البورصة. ومن ثم، تراجعت الاشتراكات في صناديق المؤشرات هذه التي أطلقت قبل سبعة أشهر فقط.

في الآونة الأخيرة، أثرت السياسة الأميركية بشدة على العملة المشفرة وسط تنافس الجمهوري المؤيد للعملات المشفرة دونالد ترمب ونائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس، التي لم تُعلن بعد عن موقفها تجاه سياسة الأصول الرقمية، في السباق الرئاسي.

انخفضت “بتكوين” بنسبة 2% إلى 58,630 دولاراً اعتباراً من الساعة 7:55 صباحاً يوم الاثنين في لندن، بينما كان أداء العملات الرئيسية الأخرى مثل “إيثريوم” و”سولانا” متبايناً.