الأسهم الآسيوية توقف ارتفاعها بعد ثلاثة أيام من المكاسب

أنهت الأسهم الآسيوية سلسلة مكاسب استمرت ثلاثة أيام، ما عكس توقف ارتفاع وول ستريت مع تباطؤ شهية المستثمرين للمخاطرة قبل خطاب جاكسون هول لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة.

انخفضت الأسهم في اليابان وكوريا الجنوبية، متجاهلة تحسن بيانات الصادرات، بعد أن أنهى المؤشر القياسي الأميركي مكاسب استمرت ثمانية أيام. افتتح مؤشر “هانغ سينغ تك”  (Hang Seng Tech) في هونغ كونغ على انخفاض بعد سلسلة من الأخبار السلبية المتعلقة بقطاع الاستهلاك في البلاد، مما أثر على نظيراتها المتداولة في الولايات المتحدة. تراجعت أسهم “جي دي دوت كوم” (JD.com Inc) بنسبة 11% في هونغ كونغ بعد تقرير عن خطة “ولمارت” لبيع حصتها.

قال كريس ويستون، رئيس قسم الأبحاث في “بيبرستون غروب” (Pepperstone Group Ltd): “لم تكن هناك أخبار حقيقية لتحرك التدفقات عبر الأصول، لذا من المرجح أن يعود سبب التراجع إلى التحركات المرتبطة بالمراكز والسيولة”. وأضاف: “بشكل عام، سيشعر المستثمرون المتفائلون بالمخاطر أن التحركات اليوم قد أثرت قليلاً، لكن الجروح لن تكون عميقة، نظراً لأن الكثيرين تعاملوا جيداً مع هذا التحرك، وسيكون بحوزتهم أرباحاً جيدة في مؤشرات الأسهم”.

بالإضافة إلى التدفقات والمراكز، تم تعزيز الارتفاع الأخير أيضاً بالرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي سيشير إلى اقترابه من خفض أسعار الفائدة، مما دفع متداولي السندات إلى تحمل كميات قياسية من المخاطر مع توقعهم لارتفاع في سوق السندات الحكومية.

استقر الدولار بعد أن ضعف لثلاث جلسات مع انتظار الأسواق لمراجعات بيانات التوظيف الأميركية اليوم، ومحاضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، وخطاب “باول” في جاكسون هول للحصول على مزيد من الإشارات حول حجم وتوقيت تخفيضات أسعار الفائدة. وارتفعت العملات الآسيوية الناشئة مثل البات التايلاندي والرينغت الماليزي، حيث وصل مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري إلى أدنى مستوى له منذ منتصف مارس.

استراحة مؤقتة

قال ألفين تان، رئيس استراتيجية العملات الآسيوية في بنك “رويال الكندي” في سنغافورة: “ربما حان الوقت لأخذ استراحة بعد الارتفاع الشديد للمخاطر في الأسبوعين الماضيين. الاضطرابات تتلاشى بشكل أكبر”. وأضاف: “الدولار الأميركي كان تحت ضغط كبير منذ يوم الاثنين. جزء من هذا يتعلق بارتفاع المخاطر العالمية”.

في آسيا، من المتوقع أن يحافظ صانعو السياسات في إندونيسيا وتايلاند على أسعار الفائدة دون تغيير اليوم، حيث يقيمون حالة عدم اليقين بشأن التحولات السياسية في الوقت الذي ينتظرون فيه التيسير الوشيك من الاحتياطي الفيدرالي. وتراجعت عوائد السندات الأسترالية لأجل 10 سنوات بمقدار خمس نقاط أساس في التداولات المبكرة.

تراجعت الأسهم اليابانية مع ارتفاع الين الذي يثير مخاوف بشأن الأرباح. استقر الين المحلي عند حوالي 145 مقابل الدولار بعد ارتفاعه أمس الثلاثاء، حيث ينتظر المتداولون خطاب محافظ بنك اليابان أمام البرلمان يوم الجمعة.

تتركز الأنظار على أسهم العقارات الصينية، حيث تنظر البلاد في خيار تمويل جديد يسمح للحكومات المحلية ببيع السندات لشراء المنازل غير المباعة، بعد أن فشلت سلسلة من حزم الإنقاذ في دعم السوق.

استمرار زخم الأسهم

انخفض مؤشر “إس آند بي 500″، إلى أقل من 5600 نقطة أمس، حيث قادت شركة “إنفيديا”، التي ارتفعت بنسبة 25% تقريباً في ستة أيام، خسائر الأسهم الكبيرة. ولم تتغير عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بشكل كبير بعد انخفاضها بمقدار ست نقاط أساس. وانخفض خام برنت لليوم الثالث على التوالي بسبب احتمال وقف إطلاق النار في غزة وتزايد القلق بشأن توقعات الطلب العالمي، في حين سجل الذهب مستوى قياسياً جديداً.

يقول دان وانتروبسكي من شركة “جينيي مونتغومري سكوت (Janney Montgomery Scott) إنه لا يزال يتوقع استمرار قوة سوق الأسهم على المدى القريب، لكنه يظل في “حالة تأهب قصوى” لاحتمال حدوث موجة تصحيحية أخرى، وربما أكبر، خلال الفترة من أغسطس إلى أكتوبر.

أضاف “وانتروبسكي”: “ماذا يحدث عندما يكون الجميع مستعدين للتفاؤل؟ من منظور التوقيت، نحن نتجه إلى نافذة زمنية قد تكون فيها احتمالية عالية لحدث تخارج من السوق، كما أن الرسوم البيانية للأسهم ومواقف ونفسية المتداولين كلها تبدو هشة جداً في الوقت الحالي من وجهة نظرنا. نشم رائحة ما يسمى (فخ الثور) قادماً. لكن نأمل أن نكون مخطئين”.