من المقرر أن يلقي رئيس الفدرالي الأميركي، جيروم باول، خطابًا يوم الجمعة 23 أغسطس خلال ندوة جاكسون هول، وذلك في فترة حساسة بالنسبة للسياسة النقدية في أميركا والعالم.
ولكن لماذا تتابع الأسواق عن كثب هذا الخطاب؟
إشارات للفترة القادمة
يبحث المستثمرون عن إشارات تفيد بأن الفدرالي الأميركي في طريقه لخفض معدل الفائدة من أعلى مستوى له في ربع قرن، وذلك عندما يجتمع صناع السياسات في سبتمبرالمقبل، كما هو متوقع على نطاق واسع.
كما سيراقب المستثمرون أي تلميحات حول كيفية تعامل الفدرالي مع خفض الفائدة لمرات قادمة.
هذا ويأتي الخطاب في الوقت الذي يحول فيه مسؤولو الفدرالي تركيزهم من مكافحة التضخم إلى منع ارتفاع معدلات البطالة.
خفض الفائدة.. نقطة تحول للفدرالي
إذا خفض الفيدرالي معدلات الفائدة في سبتمبر، فستكون هذه هي المرة الأولى التي يتم التخفيض فيها منذ عام 2020، عندما خفض معدل الفائدة إلى ما يقرب من الصفر لتحفيز الاقتصاد بعد انتشار فيروس كورونا.
هذا وبدأ الفدرالي في رفع الفائدة في مارس 2022 لمواجهة ارتفاع مقلق في التضخم، وأدى رفع معدل الفائدة إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض على الرهن العقاري وبطاقات الائتمان وقروض السيارات والقروض الأخرى، في محاولة لإبطاء وتيرة التضخم من خلال تثبيط الاقتراض والإنفاق.
ومع تباطؤ التضخم الآن بالقرب من مستهدف الفدرالي عند 2%، وإظهار سوق العمل لعلامات تعثر، قال مسؤولو الفدرالي إنهم يفكرون في خفض معدل الفائدة في سبتمبر.
كيف يتعامل باول مع البيانات الاقتصادية؟
سيكون الخطاب أيضًا فرصة للمستثمرين في الأسواق الماليى لمعرفة كيفية تفكير باول وتعامله مع البيانات الاقتصادية الأخيرة، إذ تأرجحت التوقعات الاقتصادية منذ أدلى رئيس الفدرالي بتصريحات هامة في يوليو بشأن خفض الفائدة، وفي أوائل أغسطس، أظهرت سلسلة من التقارير الاقتصادية ارتفاع معدل البطالة وتباطؤ التصنيع، مما أثار المخاوف من أن الاقتصاد قد يقع في حالة ركود.
وفي وقت لاحق من الشهر، أظهرت البيانات تباطؤ التضخم وتسارع الإنفاق على مبيعات التجزئة.
هذا ويتوقع العديد من خبراء الاقتصاد أن يشير باول إلى أن تخفيضات معدلات الفائدة في سبتمبر، مؤكدين ما قاله في مؤتمر صحفي في يوليو.
عدم اليقين يعقد المسار المستقبلي
ومع ذلك، أكد مسؤولو الفدرالي الأميركي في الخطابات الأخيرة، أن تحركات الفدرالي ستعتمد على ما تظهره البيانات الاقتصادية، قد يخفضون معدلات الفائدة بوتيرة أكبر كلما تباطأ التضخم وكلما بدا سوق العمل أكثر عرضة للانهيار تحت وطأة أسعار الفائدة المرتفعة.
وهذا يعني أنه من المتوقع ألا يقدم باول أي تفاصيل حول مقدار خفض معدلات الفائدة من قبل الفدرالي في سبتمبر أو في الاجتماعات المستقبلية.