واجهت سوق الأسهم الصينية أداءً متعثراً في السنوات الأربع الأخيرة، ورغم الأداء القوي للأسواق الآسيوية الأخرى في النصف الأول من العام الجاري، إلا أن الأسهم الصينية لم تواكب هذا المسار الصاعد، فهل وصلت أسهم الصين إلى قاعها ما قد يعني إمكانية حدوث تعافي في النصف الثاني من العام؟. سؤال تناولته حلقة “تقرير آسيا” التي تم عرضها اليوم الخميس على شاشة “الشرق”.
ويني وو، كبيرة استراتيجيي الأسهم الصينية في “بنك أوف أميركا”، ترى أن الأداء الأسوأ لسوق الأسهم الصينية، سواء من ناحية أرقام المؤشر أو التخارجات أو تراجع التقييمات، قد “بات وراءنا”. رغم ذلك استبعدت تعافياً كبيراً للسوق خلال الـ6 أشهر القادمة، حيث أن “تعافي أساسيات السوق سيستغرق وقتاً أطول”.
على جانب آخر، توقع استطلاع لـ”بلومبرغ” أن تشهد الأسهم الصينية تعافياً ملحوظاً في النصف الثاني من العام، حيث يرجح أن يحقق مؤشر “سي إس أي 300” (CSI 300) مكاسب سنوية للمرة الأولى منذ عام 2020، وذلك بدعم من عودة الأموال العالمية، وتحسّن أرباح الشركات.
أكثر من 60% ممن شملهم الاستطلاع يقدّرون أن تصل أرباح الشركات المدرجة في مؤشر “إم إس سي أي تشاينا” “MSCI China” ومؤشر “سي إس أي 300” إلى أدنى مستوياتها خلال الأشهر الستة المقبلة قبل أن ترتد وتتعافى، فيما يتوقع أكثر من 93% من المُستطلع آراؤهم أن تجتذب السوق تدفقات أجنبية مع عودة الصناديق العالمية للاستثمار في بكين مرة أخرى.
قامت صناديق الاستثمار في يونيو ببيع أسهم صينية بقيمة 6.1 مليار دولار، في أكبر تخارج شهري من السوق الصينية منذ أكتوبر من العام الماضي.
قالت وو إن سوق الأسهم في الصين تترقب اجتماع الحزب الشيوعي بعد أسابيع قليلة، وبناءً على السياسات الصادرة عنه ستكون اتجاهات مؤشرات السوق. ولفتت إلى أنّ صدور إجراءات تدعم القطاع العقاري بشكل أكبر وتحفز النمو وتدعم التوظيف خلال الاجتماع، من شأنها أن تدفع سوق الأسهم للارتفاع من جديد.
وبالمقارنة مع أسواق الأسهم الآسيوية الأخرى، جاءت تايوان كأفضل الأسواق أداءً في منطقة آسيا والمحيط الهادئ منذ بداية العام وحتى الآن، إذ ارتفعت بنسبة 28% بدعم من موجة التفاؤل بالذكاء الاصطناعي. أما مؤشر “نيكاي” الياباني فسجّل ثاني أفضل أداء في المنطقة، مرتفعاً 18% في النصف الأول.
وفي الهند، حققت سوق الأسهم أيضاً مكاسب في النصف الأول من العام الجاري، إذ ارتفع مؤشرا “نيفتي 50″، و”سنيسكس” بأكثر من 10%.
ورداً على سؤال لـ”الشرق” حول تواجد الفرص في سوق الأسهم الصينية خلال النصف الثاني، قالت وو إن أسهم الجودة التابعة للشركات ذات العوائد الإيجابية تتمتع بجاذبية عالية، وخاصة شركات الاتصالات والإنترنت.