تراجعت الأسهم الآسيوية يوم الأربعاء بعد يوم سيء في وول ستريت، حيث استعد المستثمرون لسلسلة من الأرباح التي ستحدد الموقف من الأصول الخطرة.
كانت معظم المؤشرات الرئيسية في جميع أنحاء آسيا داخل المنطقة الحمراء، حيث انخفض مؤشر أسهم التكنولوجيا في هونغ كونغ لليوم الثاني. وانخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين، والتي تعتبر أكثر حساسية لسياسة أسعار الفائدة، بمقدار أربع نقاط أساس في التعاملات الآسيوية المبكرة.
يبحث المستثمرون عن أي أدلة حول ما إذا كانت نشوة الذكاء الاصطناعي لا تزال مستمرة مع السهم الأكثر تأثيراً في العالم حالياً، “إنفيديا” المقرر أن تعلن عن أرباحها. وقد تستمر المعنويات الضعيفة تجاه قطاع التكنولوجيا بعد النتائج المخيبة للآمال في وقت سابق من هذا الأسبوع من شركة التجارة الإلكترونية الصينية “بي دي دي هولدينغز” (PDD Holdings Inc). ومن المقرر أن تعلن الشركات الصينية “كنوك” (Cnooc Ltd)، و”بي واي دي” (BYD Co)، و”ميتوان” (Meituan) نتائج أعمالها اليوم.
كتب جون رونغ يب، استراتيجي السوق في “آي دي آسيا بي تي إي” (IG Asia Pte)، في مذكرة: “سيُنظر إلى نتائج (إنفيديا) على أنها لحظة فاصلة بالنسبة للأسواق العالمية، نظراً للتفاؤل الشديد الذي أحاط بأسهم الذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي”. وأضاف: “سعر سهمها الذي يدور حالياً حول أعلى مستوى له مؤخراً يشير إلى التوقعات القائمة بشأن أداء الذكاء الاصطناعي المحبوب مرة أخرى، الأمر الذي قد يمهد الطريق أيضاً لبعض عمليات التفكيك القوية في حالة حدوث أي مفاجآت سلبية”.
أهداف “بي واي دي”
وفي أخبار الشركات الآسيوية، قالت شركة صناعة السيارات الأكثر مبيعاً في الصين “بي واي دي”، إنها تتوقع أن تمثل عمليات التسليم في الخارج ما يقرب من نصف إجمالي المبيعات في المستقبل، مما يشير إلى أنها ستواصل إنشاء مراكز إنتاج عالمية للتغلب على التعريفات الجمركية العقابية.
شهدت شركة الإلكترونيات الاستهلاكية اليابانية “سوني” ارتفاع أسهمها بما يصل إلى 2.7% بعد أن قالت إنها سترفع سعر جهاز “بلاي ستيشن 5” في اليابان.
وانخفضت أسهم شركة “سفن آند آي هولدينغز” (Seven & i Holdings Co) بعد أن سعى مشغل متاجر “سفن إلفن” (7-Eleven) إلى الحصول تفويض من السلطات في خطوة قد تثير عقبات محتملة أمام عملية الاستحواذ.
من ناحية أخرى، انخفضت عملة بتكوين إلى ما دون مستوى 60 ألف دولار، في وقت مبكر من اليوم، كجزء من تراجع واسع النطاق في سوق العملات المشفرة، والذي شمل انخفاضاً حاداً في “إيثريوم” ثاني أكبر عملية مشفرة.
ارتفع النفط يوم الأربعاء بعد تراجعه في الجلسة السابقة منهياً موجة هبوط استمرت ثلاثة أيام. وتراجع الذهب بعد ارتفاع دام ثلاثة أيام جعله أقرب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق.
موقف البيانات الأميركية
وفي البيانات الاقتصادية، ارتفعت ثقة المستهلك الأميركي إلى أعلى مستوى لها منذ ستة أشهر في أغسطس، حيث عوضت وجهات النظر الأكثر تفاؤلاً بشأن الاقتصاد والتضخم تراجع التفاؤل بشأن سوق العمل. وفي الوقت نفسه، ارتفع الدولار الأسترالي بعد أن فاقت بيانات التضخم في البلاد لشهر يوليو التوقعات.
في ظل الأسئلة التي تدور حول سياسة الاحتياطي الفيدرالي، وحالة الاقتصاد، والسباق الرئاسي الأميركي، يبدو أن هناك شيئاً واحداً على الأقل واضحاً في وول ستريت: الإنفاق على الذكاء الاصطناعي لا يزال أساسياً.
وقال كريس سينيك من شركة “وولف ريسرش” (Wolfe Research) عن الأسواق قبل تقرير الوظائف الأميركية الرئيسي في السادس من سبتمبر: “ما زلنا متفائلين، لكن المخاطر تميل الآن نحو الجانب الهبوطي على المدى القريب للغاية”. وأضاف: “من منظور موسمي، ندخل مرحلة أضعف، بسبب الفترة التي يتم تضخيمها بشكل أكبر في سنوات الانتخابات”.
يستعد المستثمرون لتقلبات كبيرة في أسهم “إنفيديا” بعد تقارير الشركة التي تبلغ قيمتها 3.2 تريليون دولار. ويعني التداول في سوق الخيارات تحركاً بنسبة 10% تقريباً في أي اتجاه في اليوم التالي للنتائج. وارتفع السهم بنسبة 160% تقريباً هذا العام و 1000% من أدنى مستوى له خلال هبوط السوق في أكتوبر 2022.
ويرى المحللون، في المتوسط، أن تتوقع شركة صناعة الرقائق العملاقة نمواً في الإيرادات يزيد عن 70% خلال الربع الحالي. ويقدر البعض زيادة أكبر. ستكون نتائج وتوقعات “إنفيديا” أيضاً بمثابة مقياس لإنفاق الذكاء الاصطناعي في معظم صناعة التكنولوجيا.