أسهم آسيا تتراجع بعد تسجيل “وول ستريت” أسوأ انخفاض منذ أغسطس

تراجعت الأسهم الآسيوية بعد أن سجلت وول ستريت أسوأ يوم لها منذ ‏‏تراجع يوم 5 أغسطس‏‏، حيث أثارت البيانات الأميركية الضعيفة، ‏‏وانخفاض‏‏ أسعار النفط مخاوف بشأن صحة الاقتصاد العالمي. ‏

‏قادت سوق اليابان التراجع ، حيث انخفض مؤشر “نيكاي 225” بأكثر من 3%، كما تراجعت الأسهم في أستراليا وكوريا الجنوبية، في حين أشارت العقود الآجلة إلى خسائر في هونغ كونغ. تراجعت العقود الأميركية في التعاملات الآسيوية المبكرة بعد انخفاض مؤشر “إس آند بي 500” بأكثر من 2%، حيث قادت شركة “إنفيديا” هبوطاً في أسهم التكنولوجيا.

‏جاء العزوف عن المخاطرة مع ارتفاع الين، وتراجع مؤشر التصنيع الأميركي، الذي تتم مراقبته عن كثب، مجدداً دون التوقعات. كما أعادت عمليات البيع في أسهم التكنولوجيا إثارة المخاوف بشأن الهوس غير المبرر بالذكاء الاصطناعي‏.

‏ارتفع “مؤشر الخوف” في وول ستريت. وتراجعت عوائد سندات الخزانة، حيث حافظ المتداولون على رهاناتهم بشأن خفض كبير بشكل استثنائي لسعر الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا العام. وارتفع مؤشر الدولار للجلسة الخامسة، وهي أطول سلسلة مكاسب له منذ أبريل، قبل أن ينخفض قليلا في التعاملات المبكرة اليوم.‏

‏شهد مؤشرا “إس آند بي 500″ و”ناسداك 100” أسوأ بدايات لهما في سبتمبر منذ عامي 2015 و2002 على التوالي. ومع ثبات توقعات التضخم، تحول الاهتمام إلى صحة الاقتصاد، حيث يمكن أن تؤدي علامات الضعف إلى تسريع تيسير السياسة النقدية. في حين أن تخفيضات أسعار الفائدة تميل إلى أن تنعكس إيجاباً للأسهم، إلا أن هذه ليست الحال عادة عندما يسارع بنك الاحتياطي الفيدرالي لمنع الركود.

توقعات الفائدة الأميركية

‏يتوقع التجار أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بأكثر من نقطتين مئويتين كاملتين خلال الأشهر الـ12 المقبلة، وهو ‏‏أكبر انخفاض‏‏ خارج فترة الركود منذ ثمانينيات القرن العشرين. وقال إيان لينغين وفايل هارتمان في “بي إم أو كابيتال ماركتس” إن التردد بعد الارتفاع الأخير في البطالة سيجعل المتداولين “متوترين” حتى صدور بيانات الوظائف يوم الجمعة.

قال جيسون برايد ومايكل رينولدز في “غلينميد”: ‏”تقرير الوظائف هذا الأسبوع ، على الرغم من أنه ليس المحدد الوحيد، فمن المرجح أن يكون عاملاً رئيسياً في قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بين خفض 25 أو 50 نقطة أساس”، وأضاف: “حتى الإشارات المتواضعة في تقرير الوظائف هذا الأسبوع يمكن أن تكون نقطة قرار رئيسية بشأن ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي يتخذ نهجا أكثر حذراً أو عدوانية”.‏

‏انخفض مؤشر “إس آند بي 500” إلى حوالي 5530 نقطة، بينما خسر مؤشر “ناسداك 100” أكثر من 3%، حيث تراجعت أسهم “إنفيديا” بنسبة 9.5%، مما أدى إلى محو 279 مليار دولار في أكبر خسارة يومية للأسهم الأميركية. وأرسلت وزارة العدل الأميركية مذكرات استدعاء إلى “إنفيديا” وشركات أخرى، حيث تسعى للحصول على أدلة على أن شركة صناعة الرقائق انتهكت قوانين مكافحة الاحتكار.‏

‏استقرت عوائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات بعد انخفاضها سبع نقاط أساس إلى 3.83%، وخسرت السندات الأسترالية المكافئة سبع نقاط في وقت مبكر من اليوم. وارتفع الين، حيث أكد كازو أويدا محافظ بنك اليابان أن البنك سيواصل ‏‏رفع أسعار الفائدة‏‏ إذا كان أداء الاقتصاد والأسعار كما هو متوقع.‏

انكماش نشاط التصنيع

‏في بداية أسبوع مزدحم للبيانات الاقتصادية، أظهر تقرير أن النشاط الصناعي الأميركي انكمش في أغسطس للشهر الخامس.

‏يقول الخبير الاستراتيجي في “مورغان ستانلي”، الذي توقع تصحيح السوق الشهر الماضي، مايكل ويلسون إن الشركات التي تخلفت عن الارتفاع في الأسهم الأميركية ‏‏يمكن أن تحصل على دفعة‏‏ إذا قدمت بيانات الوظائف يوم الجمعة دليلا على مرونة الاقتصاد. ومن المرجح أن تمنح بيانات الرواتب الأقوى من المتوقع المستثمرين “ثقة أكبر في أن مخاطر النمو قد تراجعت”.

‏من المتوقع أن يظهر تقرير الوظائف لشهر أغسطس أن ‏‏الوظائف‏‏ في أكبر اقتصاد في العالم زادت بنحو 165,000 وظيفة، بناء على متوسط التقدير في استطلاع أجرته “بلومبرغ” للاقتصاديين.

‏على الرغم من أن الرقم المتوقع أعلى من الرقم المتواضع البالغ 114,000 وظيفة في يوليو، فإن متوسط نمو الوظائف خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة سيتراجع إلى ما يزيد قليلاً عن 15,0000، وهو الأصغر منذ بداية عام 2021. ومن المحتمل أن ينخفض معدل البطالة قليلاً في أغسطس، إلى 4.2% من 4.3%.

قال نيل دوتا من “رينيسانس ماكرو ريسيرش” إنه في حين أن الاحتياطي الفيدرالي قد بدأ في التفكير في خفض معدلات الفائدة، فإن تنفيذ سلسلة من التخفيضات بواقع 25 نقطة أساس لن يكون كافياً. في ظل هذا السيناريو، سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً لإعادة معدل الأموال إلى المستوى المحايد، وخلال هذه العملية ستظل السياسة النقدية مقيدة، مما يزيد من مخاطر تراجع النمو.

وأضاف: “هذا السيناريو المتردد قد يؤدي إلى زيادات إضافية في معدل البطالة. لذلك، إذا لم يقوموا بخفض 50 نقطة أساس في سبتمبر، فسيحتاجون إلى القيام بذلك في وقت لاحق من هذا العام”.