وسط حالة الذعر التي تنتاب أسواق العالم ما أدّت لانهيار مؤشرات كبرى في البورصات العالمية، وجّهت CNN الاقتصادية سؤلاً لتشات جي بي تي حول مستقبل الأزمة، وكانت الإجابة صادمة.
حيث قال روبوت الدردشة الأشهر في العالم، إن قرار تخفيض الفائدة بمقدار نصف في المئة في الوقت الحالي سيكون قراراً كارثياً ويؤدي إلى الركود التضخمي وانهيارات كبيرة في الاقتصاد العالمي.
بداية يجب أن نفهم الوضع الحالي للاقتصاد العالمي والظروف المحيطة به، وهو يتلخص في هذه النقاط.
– الأسواق المتقلبة:
الأسواق المالية تعاني تقلبات شديدة نتيجة للعديد من العوامل بما في ذلك الاضطرابات الجيوسياسية، ونقص سلاسل التوريد، وزيادة معدلات التضخم.
– معدلات التضخم العالية:
التضخم وصل إلى مستويات مرتفعة جداً في العديد من الاقتصادات الكبرى، ما أثّر سلباً في القدرة الشرائية للأفراد وزاد من تكاليف الإنتاج للشركات.
توقعات الركود:
هناك تخوف كبير من دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود، وهو ما يعني انخفاضاً في النشاط الاقتصادي وزيادة في معدلات البطالة.
تأثير تخفيض الفائدة
تخفيض الفائدة، حسب تشات جي بي تي، بمقدار نصف في المئة في هذا السياق يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية متعددة وهي كالتالي:
زيادة التضخم:
قال روبوت الدردشة إن تخفيض الفائدة قد يؤدي إلى زيادة السيولة النقدية في السوق، ما يعزز الطلب على السلع والخدمات، وفي ظل نقص العرض الحالي قد يؤدي ذلك إلى زيادة الأسعار بشكل أكبر وبالتالي رفع معدلات التضخم.
الركود التضخمي:
التضخم المرتفع مع نمو اقتصادي ضعيف أو متراجع هو وصفة للركود التضخمي، حسب تشات جي بي تي، وهذا الوضع خطير جداً لأنه يجمع بين أسوأ جوانب الركود (انخفاض الإنتاج وزيادة البطالة) والتضخم (ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية).
زعزعة ثقة المستثمرين:
تخفيض الفائدة بشكل مفاجئ قد يزعزع ثقة المستثمرين في الأسواق المالية، ما يؤدي إلى موجة بيع واسعة للأسهم والسندات، وهذه الموجة قد تتسبب في انهيارات كبيرة في أسواق البورصات العالمية.
تدهور قيمة العملة:
تخفيض الفائدة يؤدي عادة إلى ضعف قيمة العملة، ما يزيد من تكلفة الواردات ويعزز التضخم المستورد، وبالنسبة للاقتصاد الأمريكي، قال تشات جي بي تي إن هذا يعني زيادة في تكاليف المواد الخام والسلع المستوردة، ما يزيد من الضغوط التضخمية.
زيادة المديونية:
الشركات والأفراد قد يلجؤون إلى الاقتراض بشكلٍ أكبر مع انخفاض الفائدة، ما يؤدي إلى زيادة المديونية، وفي حالة حدوث ركود قد تجد هذه الشركات والأفراد صعوبة في سداد ديونهم، ما يؤدي إلى أزمة مالية جديدة.
السيناريو البديل حسب تشات جي بي تي
وفي إجابته عن البدائل المتاحة، قال روبوت الدردشة إنه بدلاً من تخفيض الفائدة، ينبغي على الفيدرالي الأميركي التركيز على سياسات أخرى لتحقيق التوازن الاقتصادي، مثل:
– تحفيز العرض من خلال سياسات تشجّع الإنتاج المحلي وتحسّن سلاسل التوريد.
– تقليل العجز المالي وذلك من خلال ضبط الإنفاق الحكومي وزيادة الإيرادات العامة.
– التدخل في السوق من خلال إجراءات محددة لدعم القطاعات المتضررة والحد من التقلبات السعرية.
خلاصة إجابة تشات جي بي تي
خلاصة المعضلة بحسب تشات جي بي تي إن تخفيض الفائدة في الوقت الحالي قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية بدلاً من حلها، والتركيز يجب أن يكون على سياسات تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي المستدام والسيطرة على معدلات التضخم، مع الحفاظ على استقرار الأسواق المالية والثقة العامة.
التوتر قائم
وتكبد الدولار خسائر حادة اليوم الثلاثاء بينما تراجع الين الياباني بعد ارتفاع حاد في الجلسة السابقة، فيما يواجه المتعاملون ضغوطاً على صفقات المتاجرة بالفائدة واحتمال خفض مجلس الاحتياطي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة بشكلٍ كبير، وفق رويترز.
وانخفض الين واحداً بالمئة اليوم إلى 145.78 مقابل الدولار في التعاملات المبكرة، بعد ارتفاعه خمس جلسات متتالية ووصوله إلى أعلى مستوى في سبعة أشهر عند 141.675 أمس الاثنين، وانخفض الين أيضاً مقابل الدولار الأسترالي واليورو والجنيه الإسترليني.
وأدت بيانات الوظائف الأمريكية الأسبوع الماضي التي جاءت أضعف من المتوقع، إلى جانب الأرباح المخيبة للآمال من شركات التكنولوجيا الكبرى والمخاوف المتزايدة بشأن الاقتصاد الصيني، إلى موجة بيع عالمية في الأسهم والنفط والعملات ذات العائد المرتفع.