3 عوامل ترشح ارتفاع أسعار البن العام المقبل

الأسعار قفزت 17.6% على أساس سنوي في يوليو.. والتجار يهرعون لشحن أكبر كمية ممكنة إلى أوروبا

قفزت أسعار البن عالمياً بنحو 17.6% على أساس سنوي في يوليو، وهي مرشحةٌ لمزيد من الارتفاع العام المقبل، متأثرةً بعوامل المناخ، والتنفيذ المرتقب لما يُعرف بـ”الصفقة الخضراء” الأوروبية، وزيادة الطلب على العقود الآجلة، بحسب لويز دي سوردي، رئيس جمعية منتجي ومصدري القهوة في ساوباولو.

أوضح دي سوردي لـ”الشرق” أنه بالنظر إلى أن البرازيل مسؤولة عن 40% من إمدادات سوق القهوة العالمي، فإن أي تغيير في توقعات العرض في البلاد يمكن أن يسبب تقلبات الأسعار. أضاف: “أعتقد أن الإنتاج سينخفض مرة أخرى، ففي ظل ارتفاع درجات الحرارة وغياب اليقين حول بدء موسم الأمطار، ستتفتح الازهار مبكراً وستكون حبوب البن أصغر، لذلك فإن الأسعار ستبقى عند المستوى الحالي، وربما ترتفع خلال السنة المقبلة”.

يتأرجح الطقس في البلاد بين الحرارة الشديدة والبرودة في لحظة حاسمة لتطور الأشجار قبل الموسم المقبل. وتحتاج محاصيل بن “أرابيكا” إلى درجات حرارة معتدلة، وأمطار منتظمة خلال فترة الإزهار التي تبدأ في سبتمبر، لكن الطقس كان غير منتظم، كما تم الإبلاغ عن الجفاف مؤخراً.

بالنتيجة، ارتفعت العقود الآجلة لقهوة “أرابيكا”، وهي نوعٌ من القهوة تُعتبر البرازيل أكبر منتج ومصدّر له، خلال أغسطس بعد تجدد المخاوف بشأن الطقس.

“يُضاف إلى الجفاف وتفاوت درجات الحرارة، موجة حرائق شهدتها البرازيل في أغسطس، تجاوزت الأرقام القياسية المسجلة قبل 44 عاماً، إذ سُجل في ولاية ساوباولو وحدها أكثر من 2600 حريق، ما سبب ضرراً لـ10% من أراضي زراعة البن في الولاية”، بحسب دي سوردي.

الصفقة الخضراء

رأى دي سوردي أن الامتثال للمعايير الأوروبية الجديدة، في إطار “الصفقة الخضراء”، سيشكل تحدياً أمام صغار المنتجين المسؤولين عن 44% من إجمالي إنتاج البرازيل. تابع: “سيتوجب على هؤلاء تحمل تكاليف إضافية لتقليل الأسمدة وزيادة تثبيت المغذيات، والحد من انبعاثات غاز الميثان، وشراء حصص من سوق الكربون، مع الحفاظ على كمية الإنتاج نفسها”.

وأشار إلى أن “هذه الإجراءات وغيرها من شأنها زيادة التكاليف على المنتجين وبالتالي ستؤدي إلى رفع الأسعار بشكل حتمي”.

وفقاً لقانون الاتحاد الأوروبي لمكافحة إزالة الغابات (EUDR)، ,والذي يدخل حيز التنفيذ في 1 يناير 2025، سيُطلب من المستوردين داخل الكتلة إثبات أن السلع مثل القهوة ولحوم البقر والكاكاو والأخشاب لا تسهم في تدمير الغابات.

وتواجه محاصيل القهوة، التي يعتمد إنتاجها بشكل كبير على ملايين المزارعين الصغار حول العالم، تحديات متعلقة بضمان الامتثال للقواعد الجديدة، لذلك هرع التجار لشحن أكبر كمية ممكنة إلى أوروبا قبل بدء تنفيذ القانون.

يُذكر أن صادرات القهوة من البرازيل إلى الاتحاد الأوروبي ارتفعت بنحو 65% خلال الأشهر السبعة حتى يوليو مقارنةً بالعام الماضي.