الأسهم الآسيوية تصعد بعد مكاسب وول ستريت وترقب لبيانات التضخم

ارتفعت الأسهم الآسيوية، متتبعة انتعاش وول ستريت، حيث يترقب المتداولون بيانات التضخم الأميركية، المقرر صدورها هذا الأسبوع، للحصول على أدلة حول حجم التخفيض القادم لأسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.

سجلت الأسهم في طوكيو وسيدني مكاسب متواضعة بعد جلسة إيجابية في الأسهم الأميركية عززها تجدد عمليات الشراء المنخفضة. ولم تتغير الأسهم في سيؤول إلا قليلاً، في حين بدأت الأسهم في البر الرئيسي للصين بالانخفاض. وارتفعت عوائد سندات الخزانة القياسية بينما تقدم الدولار.

تعكس تقلبات السوق حذر المستثمرين، حيث يحاولون تحقيق توازن بين المخاوف من الركود في الولايات المتحدة، وإمكانية الهبوط السلس. كما أن الشكوك السياسية التي تدور في الخلفية ستبرز عندما يواجه الرئيس السابق دونالد ترامب نائبة الرئيس كامالا هاريس في مناظرة في وقت لاحق اليوم الثلاثاء.

اتجاه الدولار الأميركي

قالت تشارو شانانا، رئيسة استراتيجيات العملات الأجنبية في “ساكسو ماركتس” بسنغافورة: “الأسواق تتساءل عما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي لا يزال بإمكانه المضي قدماً في خفض كبير لأسعار الفائدة الأسبوع المقبل، وهذا يساعد الدولار الأميركي على استعادة بعض المكاسب”. وأضافت: “هذا الأسبوع، يتحول التركيز أيضاً بعيداً عن المسار الاقتصادي باتجاه الانتخابات الأميركية، وهو أمر من المحتمل أيضاً أن يدعم الدولار الأميركي”.

في آسيا، تمكن المتشددون تجاه الصين في مجلس النواب الأميركي من تمرير تشريع يُدرج شركات التكنولوجيا الحيوية الصينية وفروعها الأميركية في القائمة السوداء، متجاوزين جهود الضغط الأخيرة. ينتقل مشروع القانون الآن إلى مجلس الشيوخ. وانخفضت أسهم بعض الشركات الصينية التي من المرجح أن تتأثر، بما في ذلك شركات “ويكسي أبل تك” (Wuxi AppTec)، و”ويكسي بيولوجيكس” (Wuxi Biologics)، بعد موافقة مجلس النواب على مشروع القانون.

ارتفعت أسهم علي بابا في هونغ كونغ بعد انضمامها إلى نظام التداول المتبادل “ستوك كونيكت” (Stock Connect)، أو نظام الربط بين البورصتين، بما يجعلها متاحة للتداول من قبل المستثمرين في البر الرئيسي للصين.

بشكل منفصل، يترقب التجار أيضاً أرقام التجارة الصينية بعد يوم من البيانات التي أظهرت تصاعد الضغوط الانكماشية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ستتم أيضاً مراقبة خام الحديد عن كثب اليوم، حيث انخفض إلى أقل من 90 دولاراً للطن في الجلسة السابقة للمرة الأولى منذ عام 2022 قبل أن يغلق مرتفعاً بنسبة 1.1%. تواجه السلع الصناعية ضغوطاً مستمرة بسبب الطلب الصيني الفاتر وتزايد المخاوف بشأن النمو العالمي.

ترقب بيانات التضخم الأميركي

من المتوقع أن يظهر تقرير للحكومة الأميركية، غداً الأربعاء، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 2.6% في أغسطس مقارنة بالعام السابق، وفقاً لمتوسط ​​توقعات الاقتصاديين الذين استطلعت “بلومبرغ” آراءهم. وستكون هذه أقل زيادة منذ عام 2021. ولن يكون هناك سوى القليل من التوجيهات الجديدة من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي، والذين يلتزمون حالياً بفترة الصمت التقليدية قبل اجتماع 17-18 سبتمبر.

قال كريس لو من “إف إتش إن فاينانشيال” (FHN Financial): “أرقام التضخم مهمة.. قد تشجع الأرقام الأضعف بنك الاحتياطي الفيدرالي على خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، في حين أن أي مستوى أعلى يمكن أن يؤدي إلى خفض بنحو 25 نقطة أساس”.

تراجعت عوائد السندات الأسترالية في وقت مبكر من تعاملات اليوم.

حققت الأسهم العالمية صافي بيع للأسبوع الثامن على التوالي بقيادة أميركا الشمالية، وفقاً لتقرير مكتب الوساطة الرئيسي لبنك “غولدمان ساكس”، للأسبوع المنتهي في 6 سبتمبر. وتعد هذه الخطوة استمراراً للاتجاه الذي بدأ، بشكل عام، في شهر مايو، حيث بدأت الصناديق في التخارج بحثاً عن السيولة المتوفرة بسهولة لمواجهة الاضطرابات المحتملة حول الانتخابات الرئاسية الأميركية.

تصحيح سوق الأسهم

قال كونستانتينوس فينيتيس من “تي إس لومبارد”: “التباطؤ لا ينذر بالركود، كما أن تصحيحات سوق الأسهم ليست بالضرورة نذيراً لهبوط الأسواق”. وأضاف: “لكن المزيج من ارتفاع (النمو) الكلي وعدم اليقين السياسي (الانتخابات الأميركية) يضع بشكل متزايد عبء الإثبات على عاتق المضاربين على الارتفاع على المدى القريب”.

ارتفع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 1.2% بعد أسوأ بداية له لهذا الشهر على الإطلاق، وفقاً لبيانات مجموعة “بيسبوك إنفستمنت” (Bespoke Investment Group)، التي تعود إلى عام 1953. وقادت شركتا “إنفيديا”، و”تسلا” المكاسب في قائمة الشركات العملاقة. وطرحت شركة أبل هاتف “أيفون 16″، حيث قال الرئيس التنفيذي تيم كوك إنه مصمم للذكاء الاصطناعي “من الألف إلى الياء”.

وحافظ النفط على مكاسبه التي حققها على مدار يوم، مع عودة الإقبال على المخاطرة إلى الأسواق الأوسع. وحقق الذهب تقدماً طفيفاً مع ترقب الأسواق لبيانات التضخم الأميركية. وانخفض سعر بتكوين إلى أقل من 57000 دولار.