صعود الأسهم والعملات الآسيوية بسبب التفاؤل باقتصاد الصين

ارتفعت الأسهم الآسيوية مع صعود الأسواق، الذي غذته حزمة تحفيز واسعة النطاق في الصين، مما عزز الارتفاع لليوم الثاني، ودعّم اليوان.

واصلت الأسهم الصينية مكاسبها بعد أن كشف بنك الشعب الصيني، أمس، عن إجراءات لدعم الاقتصاد والأسواق المالية. وارتفع مؤشر “سي إس آي 300” (CSI 300) القياسي بما يصل إلى 3.2%، ليصبح في طريقه لمحو خسائره منذ بداية العام حتى الآن. وارتفع سعر اليوان في الخارج إلى ما يزيد عن 7 يوان للدولار، للمرة الأولى منذ مايو 2023.

وفي سوق العملات، تلقت الأسواق، التي شجعتها بالفعل التخفيضات الكبيرة لأسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي، دفعة من سلسلة الإجراءات التي أعلنتها الصين لتحفيز اقتصادها، مما دفع المؤشر الإقليمي ليكون حول أعلى مستوياته منذ فبراير 2022. وقفزت العملات الآسيوية الناشئة أيضاً، بقيادة الرينغيت الماليزي والبات التايلندي.

قال فيشنو فاراثان، رئيس قسم الاقتصاد والاستراتيجية في “ميزوهو بنك” في سنغافورة: “زيادة السيولة المتوقعة من الصين قد يكون لها بعض التداعيات الإيجابية عبر السلع وسلسلة التوريد، لذلك من المرجح أن تتعزز أسهم وعملات الأسواق الناشئة”. وأضاف: “قد يؤدي التفاؤل إلى رفع مستوى التوقعات، لذلك إذا لم يكن التأثير كبيرة بما فيه الكفاية، فقد يتلاشى التفاؤل”.

البيع على المكشوف

انخفضت عمليات البيع على المكشوف في هونغ كونغ كنسبة مئوية من حجم تداولات السوق إلى 13.6% أمس، مما يشير إلى أن العديد من صفقات البيع على المكشوف قد تمت تغطيتها بالفعل، وفقا لـ”جي بي مورغان”.

وفي دفعة محتملة أخرى للأسهم، خفض بنك الشعب الصيني سعر فائدة تسهيلات الإقراض متوسطة الأجل لمدة عام إلى 2% بدلا من 2.3%.

وقالت سوليتا مارسيلي، كبيرة مسؤولي الاستثمار في الأمريكتين في “يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت” (UBS Global Wealth Management): “في الأسهم الصينية، نتوقع دعماً على المدى القريب بسبب أخبار التحفيز، لكن ذلك مشروطاً بأدلة التنفيذ الفعال”. وأضافت: “نتوقع أن تعود تخفيضات أسعار الفائدة ودعم سوق رأس المال بالنفع على الشركات المملوكة للدولة والتي تتركز في القطاعات ذات الأرباح المرتفعة، بما في ذلك المرافق والاتصالات وشركات الطاقة والشركات المالية”.

تضمنت إجراءات الدعم التي كشفت عنها السلطات الصينية أمس خفض أسعار الفائدة، وتوفير المزيد من الأموال للبنوك، وحوافز أكبر لشراء المنازل، وخطط للنظر في إنشاء صندوق لدعم استقرار الأسهم. ومع ذلك، فإن هذه الجهود قد تمنح الصين بعض الوقت فقط بالنظر إلى حجم التحديات التي تواجه الاقتصاد.

تراجع مؤشر الدولار

انخفض مؤشر قوة العملة الأميركية ليكون بالقرب من أدنى مستوى له هذا العام. وسجل مؤشر عملات الأسواق الناشئة مستوى قياسياً جديداً.

وفي الولايات المتحدة، سجلت قراءة مقياس ثقة المستهلك الصادر عن مؤسسة “كونفرنس بورد” أكبر انخفاض منذ أغسطس 2021. كما أشارت القراءة إلى المخاوف بشأن التباطؤ في سوق العمل، بينما جاءت بيانات التصنيع أيضا أضعف من المتوقع.

قال كارل واينبرغ، كبير الاقتصاديين في شركة “هاي فريكونسي إيكونوميكس” (High Frequency Economics): “كان التدهور في تصورات الوظائف المتاحة مذهلاً”. وأضاف: “كما أنها ستوجه رسالة تحذيرية إلى الأسواق المالية بشأن حالة الاقتصاد”.

زاد تجار المقايضة رهاناتهم على خفض بأكثر من ثلاثة أرباع نقطة بحلول نهاية العام من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما يشير إلى وجود تخفيض رئيسي آخر على الأقل في الولايات المتحدة، بعد البيانات. وينتظر المستثمرون بيانات حول مؤشر الأسعار المفضل لدى بنك الاحتياطي، والإنفاق الشخصي الأميركي في وقت لاحق من هذا الأسبوع للحصول على مزيد من الأدلة حول عمق التخفيضات المستقبلية.

قالت عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان، وهي المسؤولة الوحيدة التي اعترضت على خفض نصف نقطة الأسبوع الماضي، في تصريحات يوم الثلاثاء، إن البنك المركزي يجب أن يخفض أسعار الفائدة بوتيرة “مدروسة”. وذكرت أن المخاطر التضخمية لا تزال قائمة وأن سوق العمل لم تُظهر ضعفاً كبيراً.

استقرتى أسعار النفط بعد أكبر ارتفاع في أكثر من أسبوع، حيث يتتبع المتداولون التطورات في الشرق الأوسط، وتأثير إجراءات التحفيز الصينية على الطلب. سجل الذهب مستوى تداول قياسي فوق 2662 دولاراً للأونصة.

وفي عالم الشركات، قامت شركة “كيوكسيا هولدينغز” (Kioxia Holdings Corp) اليابانية لصناعة رقائق الذاكرة بتأجيل خطط طرح عام أولي حتى وقت لاحق من هذا العام بعد تراجع أسهم أشباه الموصلات.