يقترب بن أرابيكا من أسعار لم يشهدها منذ أكثر من عقد، فيما عانت أسعار النفط من تقلبات حادة خلال أغسطس الماضي ما يدفع التجار للاستعداد لما قد يكون مساراً مضطرباً للخام حتى نهاية العام الحالي. ويأتي هذا بينما تؤدي وفرة المعروض من فول الصويا والذرة والقمح إلى ضغوط هبوطية على الحبوب بالمقارنة مع السلع الأخرى.. كل هذه السلع وأكثر نستعرض تطوراتها في 5 رسوم بيانية مهمة ينبغي أخذها بعين الاعتبار في أسواق السلع العالمية مع بدء أسبوع التداول، كالآتي:
البن
تتزايد المخاوف من أن الحرارة المرتفعة والجفاف في البرازيل -أكبر منتج للبن حول العالم- يهددان المحاصيل في مرحلة الازهار الحيوية، ما دفع عقود بن أرابيكا في بورصة نيويورك للاقتراب من أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقد .
صعدت الأسعار الأسبوع الماضي لفترة وجيزة مسجلة أعلى مستوياتها منذ 2022، رغم أنها واجهت مقاومة عند تجاوز هذه العتبة التي صمدت 13 سنة. ولم تهطل أي أمطار بكميات مناسبة في مناطق إنتاج بن أرابيكا منذ مارس الماضي، وفق ريجيس ريكو، مدير في شركة “أر أر كونسولتوري رورال” (RR Consultoria Rural)، التي تقدم خدمات زراعية للعديد من المنتجين في أكبر مناطق الإنتاج في البرازيل.
النفط
يواجه خام غرب تكساس الوسيط صعوبات في الخروج من حالة الركود الراهنة وسط التحديات التي تتجاوز عوامل الاقتصاد الأساسية. كما تصطدم عقود خام غرب تكساس الوسيط بمقاومة تقنية عند محاولة اختراق متوسطها المتحرك لأجل 200 يوم في ظل التوقعات المتشائمة إزاء نمو الصين (أكبر مستوردة للنفط حول العالم).
رغم أن حالة العوامل الاقتصادية الأساسية ما زالت تشكل أكبر عقبة أمام صعود النفط الخام، بما في ذلك احتمال استعادة “أوبك+” لجزء من الإنتاج المخفض بوقت لاحق من السنة الجارية؛ إلا أن الصعوبات التقنية تفاقمت أكثر مع تزايد التداولات القائمة على حسابات الخوارزميات في السوق.
المعادن النفيسة
استحوذ الأداء الاستثنائي للذهب على اهتمام العديد من المستثمرين مع بلوغه مستويات قياسية، لكن وتيرة صعود الفضة تفوقت عليه. وتبين نسبة الفارق بين سعر المعدنين النفيسين أن الفضة الأرخص سعراً ربما تتمتع بمجال أكبر للارتفاع إذ تحاول اللحاق بركب الذهب.
وفق فارق الأسعار، يحتاج شراء أونصة واحدة من الذهب حالياً حوالي 86 أونصة من الفضة، ما يعد أعلى كثيراً من متوسط 20 سنة. وتمتاز الفضة بأنها معدن ذا استخدامات صناعية نظراً لاستعمالها في تصنيع الألواح الشمسية والإلكترونيات، لكنها مثل الذهب، يمكن أن تكون أيضاً أصلاً تحوطياً ضد التضخم.
الحبوب
تؤثر وفرة الإمدادات سلباً على أسعار الحبوب بينما تقترب العقود المستقبلية لها من أدنى مستوياتها منذ 14 عاماً عند مقارنتها بالسلع الأخرى. وهبط مؤشر العقود المستقبلية لفول الصويا والذرة والقمح المتداولة في بورصتي شيكاغو وكانساس الأسبوع الماضي لأدنى تقييم له منذ 2010 بالمقارنة مع المجموعات الأخرى من المواد الخام في مؤشر بلومبرغ للسلع الأساسية.
شهدت الحبوب أقل أداء وسط أسواق السلع الرئيسية في الولايات المتحدة الأميركية خلال السنة الجارية. ويبدو أن مزارعي الغرب الأوسط الأميركي في طريقهم لتحقيق موسم حصاد وفير، إذ يعزز هطول الأمطار الغزيرة ودرجات الحرارة المعتدلة خلال الصيف حجم المحاصيل ويؤكد توقعات وجود مخزون عالمي وفير.
الغاز الطبيعي
يتزايد مخزون الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة الأميركية بوتيرة أعلى من المعتاد مع دخول البلاد فصل الخريف، وهو اتجاه يعزز هبوط الأسعار ويوسع فائض الإمدادات إلى أن يسفر الطقس السيئ عن زيادة الطلب.
ويتجاوز المخزون الحالي متوسط 5 أعوام بنحو 12% بعدما قلص الشتاء المعتدل بصورة غير معتادة الطلب على وقود التدفئة. كما لم يكن الصيف حاراً لدرجة تؤدي لاستنزاف الإمدادات بطريقة كبيرة، وينتظر التجار معرفة ما إذا كان الطقس الشتوي القاسي في الموسم المقبل سيخفض المخزون مرة أخرى إلى المستويات المعتادة أم ستستمر وفرة الإمدادات.