يتوقع محللون وبنوك استثمار أن يقدم الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على خفضين جديدين لأسعار الفائدة قبل نهاية 2024 على أن يتبعه تخفيضات متتالية خلال عام 2025.
وقال محللون وبنوك استثمار تحدثوا إلى «CNN الاقتصادية» إن الفيدرالي الأميركي سيسرّع من وتيرة خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعاته المقبلة في استجابة منه للبيانات الأميركية الصادرة وخوفاً من دخول الاقتصاد الأميركي في حالة ركود.
وأقدم الفيدرالي الأميركي على خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه هذا الشهر بواقع 50 نقطة أساس وذلك لأول مرة منذ 4 سنوات وبعد سلسلة من ارتفاع الفائدة التاريخي على مدار الأعوام الماضية.
وكان الاحتياطي الفيدرالي بدأ دورة تشديد نقدي قوية واستمر في رفع أسعار الفائدة منذ مارس آذار 2022 حتى يوليو تموز 2023، ثم أعلن الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير لثمانية اجتماعات متتالية آخرها في يوليو تموز 2024.
تسريع وتيرة خفض الفائدة الأميركية
ويتوقع تقرير حديث لوكالة فيتش أن يخفّض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس في اجتماعي نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر كانون الأول المقبلين، على أن يليها 4 تخفيضات أخرى بمقدار 25 نقطة أساس خلال عام 2025.
ومن المقرر أن يجتمع الفيدرالي يومي 6 و7 نوفمبر تشرين الثاني 2024، ويومي 17و18 ديسمبر كانون الأول 2024، على أن يلتقي في 8 اجتماعات خلال عام 2025.
ويقول ريان وانغ، خبير الاقتصاد الأميركي بإتش إس بي سي للأوراق المالية: «نتوقع تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال الست اجتماعات القادمة للفيدرالي ليصل إلى النطاق المستهدف للفائدة إلى 3.25 إلى 3.50 في المئة».
وبعد أن قرر الفيدرالي الأميركي خفض الفائدة بواقع 50 نقطة أساس أصبح نطاق الفائدة عند 4.75-5 في المئة، وهي المرة الأولى في أربعة أعوام ونصف، لكنها تظل قرب أعلى مستوياتها في عقدين.
وتذهب توقعات هاني أبو عاقلة، كبير محللي الأسواق في شركة إكس تي بي إلى أننا سنشهد خفضين في أسعار الفائدة الأميركية خلال العام الجاري، ومن 4 إلى 5 تخفيضات في العام المقبل حتى يصل الفيدرالي إلى مستهدفاته.
وبحسب أحمد عزام، المحلل المالي الأول في مجموعة إكويتي، فإن الاجتماع المقبل للفيدرالي يعتبر الأصعب قراراً، إذ سيأتي موعده بعد أيام قليلة من انتخابات الرئاسة الأميركية في الوقت الذي يحاول فيه الفيدرالي موازنة المخاطر بين استقرار الأسعار ودعم أسواق العمل والنمو.
وأوضح أن الفيدرالي سيسير إلى خفضين في أسعار الفائدة في اجتماعات نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر كانون الأول القادمين بمقدار 25 نقطة أساس لكل اجتماع أو في اجتماع واحد على أقل تقدير.
لماذا يسرّع الفيدرالي الخطى نحو خفض الفائدة؟
«تأخر الفيدرالي الأميركي مرتين مرة عندما رفع الفائدة متأخراً في مارس آذار 2022، ومرة أخرى في خفض الفائدة في الوقت المناسب»، بحسب ما يقوله هاني أبو عاقلة.
وأوضح أن الفيدرالي في سياسته الحالية السريعة لخفض الفائدة يريد التأكيد على أنه متحكم في الاقتصاد وأن البيانات الاقتصادية الصادرة جيدة لكنه لا يغفل فكرة حدوث ركود للاقتصاد الأميركي.
وبحسب عزام فإن الفيدرالي أشار بوضوح إلى أن خفض الفائدة ليس خوفاً وذعراً من تراجعات أسواق العمل، وليس تأخراً عن المنحنى الاقتصادي، ولكنه جاء لدعم سوق العمل.
وأضاف أن ما يبرر التوقع لخفض الفائدة في اجتماعين القادمين للفيدرالي وهو أن التضخم حالياً عند أدنى مستوى منذ 15 شهراً عند 2.5 في المئة كما أن مؤشر الفيدرالي المفضل لتتبع حالة التضخم وهو مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي متوقع أن يصل إلى مستويات 2.3 في المئة.
ويتوقع ريان وانغ، أن يتأثر الاقتصاد الأميركي والتيسير المحتمل لأسعار الفائدة بالخيارات السياسية التي ستخلفها نتيجة الانتخابات الأميركية في نوفمبر تشرين الثاني المقبل.
ويعني هذا أنه قد تجبر نتيجة الانتخابات الأميركية الفيدرالي على تعديل سياسته في حال تأثرت الأسواق المالية بالنتيجة.
ويقول المحلل المالي الأول في مجموعة إكويتي، إنه لا يمكن إهمال أن خفض أسعار الفائدة قد يصل إلى طريق مغلقة بعد منتصف عام 2025 في حالة عودة التضخم لتسجيل مزيد من الارتفاعات ودخول التضخم في موجة ثانية.