واجه مستثمرو بتكوين الذين راهنوا على الانتعاش الموسمي المعتاد في أكتوبر، صدمة مبكرة بعد أن أثارت التوترات المتفاقمة في الشرق الأوسط نوبة حذر داخل الأسواق.
انخفضت العملة الرقمية بنسبة 4.7% يوم الثلاثاء، وهو أكبر تراجع شهدته في نحو شهر، بعد إطلاق إيران حوالي 200 صاروخ باليستي على إسرائيل، مما أدى إلى تصعيد حاد لكنه وجيز بين الطرفين المتنازعين. ومع ذلك، تعافت العملة جزئياً يوم الأربعاء، حيث تم تداولها عند حوالي 61430 دولاراً في تمام الساعة 6:30 صباحاً بتوقيت لندن.
خسائر بتكوين في أكتوبر
تهاوت قيمة بتكوين بنحو 4% خلال أول يومين من أكتوبر، مما يشكل تناقضاً مع نمطها التاريخي الذي شهد عادةً ارتفاعاً متوسطه 20% خلال هذا الشهر على مدار العقد الماضي، وفقاً لبيانات بلومبرغ. وهذا الأداء التاريخي عزز آمال المتداولين في تجاوز الرقم القياسي الذي سجلته العملة في مارس عندما بلغت 73798 دولاراً، إلا أن التوترات الجيوسياسية الكبيرة ألقت بظلالها على هذه التوقعات الإيجابية.
يعتقد شان ماكنولتي، مدير التداول في شركة “أربيلوس ماركتس” (Arbelos Markets) لتوفير السيولة، أن هذا التراجع مجرد “انتكاسة مؤقتة” خاصة مع بدء بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة. وأضاف أن الحكومة الأميركية المقبلة بعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر ستكون على الأرجح أكثر انفتاحاً على العملات المشفرة.
أكد ماكنولتي أن “الاتجاه الموسمي الذي يجعل أكتوبر شهراً قوياً لبتكوين ما يزال قائماً”.
في الوقت الراهن، يسود الحذر إزاء تطورات الصراع بين إيران وإسرائيل، لا سيما في ظل تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد على الضربات الإيرانية. وفي الوقت ذاته، انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية يوم الأربعاء، بينما ارتفعت أسعار النفط نتيجة المخاوف بشأن الإمدادات.
ارتباط “بتكوين” بالأسهم
في الآونة الأخيرة، بدأت الأصول الرقمية تتحرك بوتيرة متزايدة بالتوازي مع الأسهم، مما يعكس تأثير العوامل الاقتصادية الكلية مثل السياسات النقدية على “بتكوين” في الوقت الحالي.
تظهر بيانات “بلومبرغ” أن معامل الارتباط لمدة 50 يوماً بين مقياس أكبر 100 أصل رقمي ومؤشر “إم إس سي آي” للأسهم العالمية يبلغ 0.65، وهو الأعلى منذ عام 2022. وتشير قراءة معامل الارتباط عند مستوى “1” إلى تحرك الأصول بشكل متزامن تماماً، فيما يشير الرقم “-1” إلى وجود علاقة عكسية.
من جانبها، صرحت كارولين مورون، الشريكة المؤسسة لدى “أوربت ماركتس” (Orbit Markets)، وهي شركة تقدم السيولة للتداول في مشتقات الأصول الرقمية، بأن “الوضع الجيوسياسي الحالي لا يشجع على الاستثمار في الأصول ذات المخاطر العالية”.