توقف مسلسل الارتفاع في بورصة وول ستريت يوم الثلاثاء، مع توجه المستثمرين إلى زوايا أكثر أماناً في السوق، بعدما اشتد الصراع في الشرق الأوسط.
ارتفعت أسعار الأصول الآمنة مع تقدم السندات والنفط والذهب والدولار الأميركي، بعد أن أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ على إسرائيل، في أعقاب توغل الجيش الإسرائيلي في لبنان. وتدعم الولايات المتحدة بنشاط الاستعدادات للدفاع عن إسرائيل، وفقاً لتقرير سابق.
ارتفعت أسعار الذهب لفترة وجيزة فوق 2670 دولاراً للأونصة خلال يوم التداول، بينما تجاوزت أسعار النفط 71 دولاراً للبرميل.
قالت كاثلين بروكس، مديرة الأبحاث في “إكس تي بي” (XTB) إن “الأسواق في وضع الانتظار والترقب”، مضيفة: “ستكون الساعات الـ24 المقبلة حاسمة لمعرفة حجم التصعيد، وما إذا كان الاندفاع إلى الملاذات الآمنة مبرراً”.
تتوقع بروكس أن تتعافى الأسهم وشركات التكنولوجيا في حال انتهاء الصراع. وكان قطاع التكنولوجيا هو الأسوأ أداءً في الجلسة مع انخفاض أسهم “أبل” و”إنفيديا” بنحو 3%. وقلص مؤشر “ناسداك 100” خسائره التي تجاوزت 2%، إلى انخفاض بنسبة 1.4% في تعاملات بعد الظهر. وانخفض مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 0.93%، بينما حافظت سندات الخزانة على تقدمها.
إشارات اقتصادية مختلطة
طغى الصراع على الإشارات المختلطة من البيانات الاقتصادية الصادرة يوم الثلاثاء. وانخفض مؤشر أسعار معهد إدارة التوريدات الأميركي بأكبر قدر منذ مايو 2023، في حين ارتفعت الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة في أغسطس إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، على خلاف قراءات أخرى تشير إلى تباطؤ الطلب على العمالة. وظلت عائدات سندات الخزانة منخفضة مع تأرجح العائد على السندات لأجل 10 سنوات حول 3.74%.
توقع ستان شيبلي من “إيفركور آي إس آي” (Evercore ISI)، في تعليقه على قراءة التوظيف المتوقعة بشدة يوم الجمعة، أن “تثقل تقارير اليوم عائد السندات لأجل 10 سنوات والدولار وأسهم خدمات التوظيف، على الرغم من أن تقرير الرواتب أكثر تأثيراً”. وأضاف: “مع ذلك، فإن القصص الجيوسياسية القادمة من الشرق الأوسط، أكثر أهمية لأسواق سندات الخزانة”.
كما أثار إضراب عمال الموانئ حالة من القلق، فكلما طالت مدة إغلاق حركة المرور في الموانئ الرئيسية للحاويات في الولايات المتحدة، كلما زادت الخسائر الاقتصادية. وتقدر شركة “جي بي مورغان تشيس”، أن الإضراب سيكلف ما يصل إلى 4.5 مليار دولار يومياً.
وبعد إغلاق الأسواق، سيتمكن المستثمرون من متابعة المواجهة الوحيدة لمنصب نائب الرئيس الأميركي في موسم الانتخابات هذا. ويحاول المرشحان لمنصب نائب الرئيس جيه دي فانس وتيم والز الفوز بأصوات حاسمة في الأسابيع الأخيرة، قبل بدء التصويت في نوفمبر.
تراجعت أسهم شركة “نايكي” في تداولات ما بعد إغلاق السوق، بعد أن أعلنت شركة صناعة الملابس الرياضية عن إيرادات ربع سنوية جاءت أقل من التقديرات.
مؤشر الخوف يرتفع
ارتفع مؤشر الخوف في وول ستريت (VIX)، إلى مستوى رئيسي يشير عادةً إلى المزيد من التقلبات في المستقبل قبل التراجع.
تاريخياً، تبدأ يوم الثلاثاء فترة إيجابية للأسهم، وإن كانت متقلبة في كثير من الأحيان. سجل مؤشر “إس آند بي 500” رقمه القياسي للإغلاق الثالث والأربعين يوم الإثنين، محققاً ارتفاعاً في الربع الثالث، توج أطول فترة ربح منذ عام 2021.
وفقاً لاستراتيجيي مجموعة “بيسبوك إنفستمنت غروب” (Bespoke Investment Group)، كان شهر أكتوبر “شهراً أكثر ودية للمراهنين على الصعودي من البداية إلى النهاية، رغم أن التقلبات فيه لم تكن سهلة”.
وأضافوا أن متوسط الانخفاض من الذروة إلى القاع خلال الشهر بنحو 4.6٪ هو الأكبر من أي شهر، وفقاً لبيانات “بيسبوك” التي تعود إلى عام 1945.
خفض الفائدة
بالنسبة لمايكل كانترويتز، كبير استراتيجيي الاستثمار في شركة “بايبر ساندلر آند كو” (Piper Sandler & Co)، فإن الأسهم تعكس “نظرة اقتصادية لا تشوبها شائبة”.
وقال: “المشكلة التي أراها لأي تحرك صعودي ذي مغزى للأسهم هنا هي أنه لا يوجد أي تسعير للمخاطر في الأسهم”، مضيفاً: “إذا انطلقت الصواريخ، فستتفاعل الأسواق بشكل أكبر”.
في أسواق المال، يراهن متداولو المبادلات على بنسبة واحد من ثلاث، بأن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض آخر لأسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة في نوفمبر، لكن هذا قد لا يحدث كما هو متوقع، كما حذر لاري فينك.
وقال فينك، الرئيس التنفيذي لشركة “بلاك روك” في مقابلة مع “تلفزيون بلومبرغ” إن “مقدار التيسير الموجود في المنحنى الآجل مجنون”، مضيفاً: “هناك مجال لمزيد من التيسير، ولكن ليس بقدر ما يشير إليه المنحنى الآجل”.
وفي مكان آخر، تباطأ التضخم في منطقة اليورو إلى ما دون هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2% للمرة الأولى منذ عام 2021، مما دفع أسواق المال إلى إضافة رهانات على خفض آخر لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة من جانب البنك المركزي الأوروبي هذا الشهر. وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد إن البنك أصبح أكثر تفاؤلاً بشأن كبح ضغوط الأسعار.