تجاوز نمو الوظائف في الولايات المتحدة الشهر الماضي جميع التقديرات مسجلاً أقوى صعود منذ مارس، وانخفض معدل البطالة بشكل غير متوقع، مما هدأ المخاوف من حدوث تدهور ملحوظ في سوق العمل.

استحداث الوظائف غير الزراعية ارتفعت بمقدار 254,000 وظيفة في سبتمبر، بعد ارتفاع معدل بالزيادة قدره 72 ألف وظيفة خلال الشهرين السابقين، وفقاً لأرقام مكتب إحصاءات العمل الصادرة يوم الجمعة. وانخفض معدل البطالة إلى 4.1%.

تماسك سوق العمل الأميركية

ومع الأخذ في الاعتبار البيانات التي صدرت في وقت سابق من هذا الأسبوع -والتي أظهرت أن الطلب على العمال لا يزال جيداً بينما لا تزال عمليات تسريح العمال منخفضة- فمن المرجح أن يخفف تقرير الوظائف المخاوف من أن سوق العمل تهدأ بسرعة كبيرة. قد تعزز أرقام الوظائف احتمالات قيام صناع السياسة النقدية في بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية الشهر المقبل بعد تخفيض أكبر في اجتماعهم في سبتمبر.

أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول هذا الأسبوع مجدداً أن حماية سوق العمل كان جزءاً من السبب وراء قرار البنك المركزي الأميركي بدء دورة التيسير بخفض كبير لأسعار الفائدة في سبتمبر. وأكد باول وزملاؤه أنهم يعتقدون أنه ليست هناك حاجة لمزيد من التهدئة لخفض التضخم إلى هدف 2%.

زيادة التوظيف الشهر الماضي كانت مدفوعة بقطاعات الترفيه والضيافة، وكذلك الرعاية الصحية والحكومة.

وارتفعت عقود الأسهم الآجلة والدولار وعوائد سندات الخزانة بعد صدور البيانات. وقلص المتداولون في سوق المقايضة رهاناتهم على خفض الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة بما يزيد عن ربع نقطة مئوية في نوفمبر.

تقرير أكتوبر

ويتوقع أن يتضمن تقرير الوظائف لشهر أكتوبر تأثير الإضراب الذي قام به حوالي 33 ألف عامل في مصنع شركة “بوينغ” الشهر الماضي. وانتهى إضراب كبير آخر، قام به عمال الموانئ الأميركية، بعد ثلاثة أيام، ومن المحتمل ألا يكون له تأثير مباشر على مشوف الأجور لهذا الشهر.

ومع ذلك، هناك مشكلة أخرى تتمثل في إعصار “هيلين”، الذي تحرك عبر رقعة واسعة من جنوب شرق الولايات المتحدة. وتكافح أجزاء من المنطقة لإعادة فتح الطرق وإعادة توصيل الطاقة، مما يشير إلى أن تعافي الأعمال سيستغرق وقتاً.