أسهم شركات التكنولوجيا تضغط على مؤشرات وول ستريت

أدت عمليات البيع المكثف في أسهم بعض أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، إلى انخفاض مؤشرات أسهم وول ستريت، ما أدى إلى تمديد الانخفاض الذي كان مدفوعاً أيضاً بالقلق الجيوسياسي، والرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يقلص حجم خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل.

انخفض مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 1% بعد تحقيق سلسلة ارتفاعات استمرت أربعة أسابيع. هبطت أسهم شركة “ألفابت” بنسبة 2.4%، بعد أن حكم قاضٍ فيدرالي بضرورة رفع القيود التي تمنع المطورين من إنشاء أسواق منافسة مع متجر “غوغل بلاي” الخاص بها.

قفز خام “برنت” فوق 80 دولاراً للبرميل، وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط. وفي أعقاب بيانات الوظائف القوية يوم الجمعة، واصلت سندات الخزانة الأميركية الانخفاض، وتجاوز العائد على السندات بأجل 10 سنوات 4%.

تأثيرات التوترات الجيوسياسية

قال كريس لاركين من “إي تريد” التابعة لـ”مورغان ستانلي”، إن “تقرير الوظائف القوي الصادر يوم الجمعة قتل أي فرصة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في نوفمبر، كما أشعل الحديث حول ترك بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة دون تغيير إذا استمرت البيانات الاقتصادية في الظهور بشكل أكثر قوة من المتوقع”. وأضاف: “ولكن كما أظهر الأسبوع الماضي، لا يمكن تجاهل التوترات الجيوسياسية”.

بالنسبة لديف سيكيرا من “مورنينغ ستار”، فإذا كان هناك أي تصعيد جيوسياسي آخر، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تحفيز تجارة المخاطرة، وسط أداء أضعف لأسهم النمو على حساب أسهم القيمة.

وأضاف: “عادةً، في تجارة المخاطرة، سترى دوراناً في أسهم الدفاع، ولكن إذا كنت مستثمراً، فيجب أن أحذر اليوم”، موضحاً: “بعض القطاعات الدفاعية اليوم مبالغ في قيمتها بالفعل. على عكس تجارة المخاطرة النموذجية، أعتقد أن أسهم النفط سترتفع”.

باستثناء أسهم الطاقة، انخفضت كل القطاعات الرئيسية في مؤشر “إس آند بي 500” يوم الإثنين. انخفض مؤشر “العظماء السبعة” (أمازون، تسلا، ألفابت، ميتا، إنفيديا، أبل، مايكروسوفت)، بنسبة 1.9%.

هبطت أسهم “أمازون” بنسبة 3.1% بعد أن خفضت “ويلز فارغو سيكيوريتيز” (Wells Fargo Securities) تصنيف الأسهم، كما انخفضت أسهم “أبل” بنسبة 2.3%، بعدما قال محلل في “جيفريز” (Jefferies)، إن المستثمرين لديهم توقعات متفائلة بشكل مفرط لأحدث أجهزة “أيفون”. أما “إنفيديا” فخالفت الاتجاه السائد، وارتفعت أسهمها.

قفز مؤشر التقلب المفضل في وول ستريت (VIX) إلى أعلى مستوى في شهرين. ارتفعت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات ست نقاط أساس إلى 4.02%. ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 3.9% إلى 77.30 دولار للبرميل.

تفاؤل بسوق العمل ومرونة الاقتصاد

على الرغم من انخفاض الأسهم، أصبح اثنان من كبار الاستراتيجيين في وول ستريت أكثر تفاؤلاً بشأن علامات سوق العمل القوية، والمرونة الاقتصادية، وتخفيف أسعار الفائدة.

رفع مايكل ويلسون من “مورغان ستانلي” وجهة نظره بشأن ما يسمى بالأسهم الدورية مقارنة بالدفاعية الأكثر أماناً، مشيراً إلى بيانات الرواتب الضخمة يوم الجمعة، وتوقعات المزيد من التخفيضات من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي.

ورفع نظيره في مجموعة “غولدمان ساكس”، ديفيد كوستين، هدفه لمدة 12 شهراً للمؤشر القياسي إلى 6300 نقطة من 6000. وأغلق المؤشر عند 5695.94 نقطة يوم الإثنين.

رغم التقلبات الأخيرة في السوق، يكرر الاستراتيجيون في معهد “بلاك روك للاستثمار” ثقتهم الزائدة في الأسهم الأميركية، ويحثون على الميل إلى المخاطرة، مشيرين إلى تباطؤ التضخم وانخفاض أسعار الفائدة.

من جهته، قال جيسون دراهو من “يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت” (UBS Global Wealth Management) إن “الاحتمال المتزايد بأن تستمر قوة الأداء الاقتصادي الأميركي حتى عام 2025، وأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيتسامح مع هذه القوة، بشرط ألا يتسارع التضخم مرة أخرى، يبشر بالخير للأصول الخطرة”.

لكنه أشار إلى أن التنقل في مثل هذه البيئة ليس خالياً من التحديات.

أما جيمس ديميرت من “ماين ستريت ريسرتش” (Main Street Research)، فاعتبر أن “الأسبوع المقبل محوري للأسواق، مع بيانات مؤشر أسعار المستهلك الرئيسية، وبداية موسم نتائج الشركات، ونتوقع أن تؤكد هذه الأحداث موقفنا الصعودي بشأن الأسواق، وتبرر توقعاتنا بوصول مؤشر إس آند بي 500 إلى 6150 نقطة بحلول نهاية العام”.

وأضاف أن “أرقام الوظائف القوية من يوم الجمعة هي تذكير للمستثمرين بأن الاقتصاد نابض بالحياة، وأن خطر الركود ليس عاملاً”.

بدء موسم نتائج الشركات

بعيداً عن الصورة الاقتصادية الكلية، سيتعمق المتداولون في دراسة نتائج الشركات هذا الأسبوع. ومن المتوقع أن يكون موسم نتائج الربع الثالث أرضاً خصبة للمستثمرين الذين يتبنون نهجاً نشطاً لإدارة الأموال، وفقاً لاستراتيجيين في “بنك أوف أميركا كورب”.

كتب فريق بقيادة أوسونغ كوون يوم الإثنين في مذكرة للعملاء، إن “سوق الخيارات تتوقع أكبر تحرك ضمني بعد الأرباح على مستوى السهم الفردي في تاريخ بيانات بنك أوف أميركا منذ عام 2021، في حين تظل تقلبات مؤشر إس آند بي 500 منخفضة”.

وأشاروا إلى أن “موسم إعلان النتائج القادم من المقرر أن يكون بيئة رائعة لمن يختارون الأسهم”.

تنطلق أرباح القطاع المالي يوم الجمعة، مع تقارير من “جي بي مورغان تشيس وشركاه” و”ويلز فارغو وشركاه” و”بلاك روك”. وقالت “بلومبرغ إنتليجنس” إن توقعات دخل الفائدة الصافي، وإيرادات أسواق رأس المال، هي موضع تركيز بعد خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر.

من المتوقع أن تقدم شركة “دلتا للطيران”، أول شركة طيران أميركية كبرى تعلن عن نتائجها المالية لهذا الربع، المزيد من الرؤية حول الطلب على السفر، بعد التقارير الصادرة عن شركتي “إير بي أن بي” (Airbnb) و”بوكينغز” (Booking Holdings Inc)، والتي أشارت إلى تراجع في الإنفاق على العطلات.