تراجعت الأسهم الآسيوية، يوم الأربعاء، لتتبع عمليات البيع الأميركية، حيث كان المستثمرون يفكرون فيما إذا كان ارتفاع الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي الذي غذى السوق الصاعدة مؤخراً لا يزال لديه مجالاً للاستمرار في الصعود.
انخفضت مؤشرات الأسهم في سيدني وطوكيو وسيول، كما انخفضت أسهم البر الرئيسي الصيني بما يصل إلى 1.3%، لتصل الخسائر منذ أعلى مستوى لها في الثامن من أكتوبر إلى أكثر من 10%، مع تلاشي التفاؤل بأن دعم بكين يمكن أن يساعد الاقتصاد المتعثر على التحول. لم تتغير العقود الآجلة لمؤشر “إس آند بي 500” إلا بنسبة طفيفة، بينما ظلت سندات الخزانة ثابتة أيضاً في آسيا.
تم تسليط الضوء على الضعف الأوسع في قطاع أشباه الموصلات، يوم الأربعاء، مع انخفاض أسهم الرقائق الآسيوية بما في ذلك “إس كي هاينكس” (SK Hynix Inc)، و”سامسونغ” (Samsung Electronics Co Ltd). وتعكس هذه التحركات جزئياً تراجع أسهم شركة “إيه إس إم إل هولدينغ” (ASML Holding NV) العملاقة الهولندية يوم الثلاثاء بعد أن خفضت توقعاتها لعام 2025. وفي الولايات المتحدة، خسرت شركة “إنفيديا” 4.7%، مما يشير إلى تباطؤ بعض أكبر الشركات الرائدة في الصناعة.
وقال فيشنو فاراثان، رئيس قسم الاقتصاد والاستراتيجية في بنك ميزوهو في سنغافورة: “تأثير التراجع في أسهم التكنولوجيا الأوروبية على وول ستريت من المتوقع أن يضغط على الأسواق الآسيوية. ويبدو أن التفاؤل بشأن حوافز صينية قد تراجع إلى حد ما، مما دفع الأسواق إلى جني الأرباح من الأسهم الصينية بدلًا من تبني موقف صعودي”.
يخطط وزير الإسكان الصيني لعقد مؤتمر صحفي يوم الخميس، حيث من المرجح أن يقدم المزيد من التفاصيل حول التدابير لدعم قطاع العقارات وتعزيز النمو الاقتصادي. سيكون الوزير ني هونغ أحدث مسؤول اقتصادي بارز يتحدث علناً عن توجه الحكومة نحو استقرار النمو.
في الولايات المتحدة، تراجع مؤشر “إس آند بي 500” إلى حوالي 5,815 نقطة، في حين خسر مؤشر “ناسداك 100” نسبة 1.4%. واستقر الدولار بعد صعوده إلى أعلى مستوى له منذ حوالي شهرين، بعد دفاع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عن مقترحات لرفع الرسوم الجمركية بشكل كبير على الواردات الأجنبية. وفي سياق آخر، صرح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافاييل بوستيك، أنه يتوقع تباطؤ الاقتصاد الأميركي هذا العام، مع بقاءه قوياً، مشيراً إلى أن مسار انخفاض التضخم قد يشهد بعض التقلبات.
وفي آسيا، انخفض الدولار النيوزيلندي وعائدات السندات السيادية بعد أن تراجع معدل التضخم السنوي بشكل حاد في الربع الثالث، ليعود إلى النطاق المستهدف للبنك المركزي لأول مرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
من ناحية أخرى، تستعد ثلاث من أكبر اقتصادات جنوب شرق آسيا للإعلان عن قراراتها المتعلقة بالسياسة النقدية في وقت لاحق اليوم الأربعاء. ومن المتوقع أن تحافظ إندونيسيا وتايلاند على أسعار الفائدة دون تغيير، في حين يُتوقع خفض الفائدة في الفلبين.
وارتفعت أسعار النفط، بعد تراجعها بأكثر من 4% يوم الثلاثاء، بعد تصريحات إسرائيل بأنها ستتخذ قرارها الخاص بشأن كيفية مهاجمة إيران، مما أبقى احتمال استهداف البنية التحتية للطاقة مفتوحاً.
وشهدت أسعار الخام تقلبات كبيرة هذا الشهر، حيث تأثرت بالتوترات في الشرق الأوسط ومحاولات الصين لتحفيز النمو الاقتصادي كونها أكبر مستورد للنفط. كما يقيّم المتداولون التوقعات المستقبلية للسوق في العام المقبل، في ظل تحذيرات وكالة الطاقة الدولية من احتمالات وجود فائض عالمي في المعروض.
وقال كريستوف ريغر، رئيس قسم أبحاث أسعار الفائدة والائتمان في “كوميرزبنك” (Commerzbank AG): “يبدو أن المتعاملين يربطون قراراتهم بعقود النفط الآجلة هذه الأيام. لكن ما إذا كان من المنطقي تعديل توقعات التضخم طويلة الأجل بناءً على ذلك فإنه سؤال آخر تماماً”.