ارتفعت الأسهم الآسيوية بعد إغلاق وول ستريت على مكاسب، حيث تحول المستثمرون من شركات التكنولوجيا الكبرى إلى الأسهم الحساسة تجاه البيانات الاقتصادية، بما في ذلك الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة.
شهدت الأسهم في هونغ كونغ، والصين، وأستراليا مكاسب، بينما تقلبت الأسهم اليابانية. وتراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بشكل طفيف بعد ارتفاع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 0.5% يوم الأربعاء. في المقابل، ارتفع مؤشر “راسل 2000” للشركات الصغيرة إلى أعلى مستوى له في ما يقرب من ثلاث سنوات، بينما تخلف مؤشر “ناسداك 100” عن الركب، مكتفياً بزيادة طفيفة بلغت 0.1%.
يترقب المستثمرون بيانات الصين، حيث يُتوقع أن تُظهر الأرقام المقرر صدورها يوم الجمعة أن الاقتصاد نما بنسبة 4.5% في الربع الثالث مقارنة بالعام الماضي، وفقاً لاستطلاع أجرته “بلومبرغ”. وسيكون هذا أضعف معدل نمو في ستة أرباع.
ودعا الرئيس الصيني شي جين بينغ المسؤولين إلى بذل كل الجهود في الربع الأخير من العام لتحقيق الهدف السنوي للنمو الذي يبلغ حوالي 5%. ومع ذلك، أثارت سلسلة من المؤتمرات الصحفية هذا الشهر، التي لم تقدم تفاصيل عن حوافز جديدة، مخاوف من أن الجهود الحالية قد لا تكون كافية لإنعاش النمو. ومن المنتظر أن يكون الحدث الرئيسي التالي هو مؤتمر صحفي يعقده وزير الإسكان يوم الخميس.
تحركات الين الياباني
في أستراليا، ارتفعت عوائد السندات بعد أن انخفضت نسبة البطالة إلى 4.1% في سبتمبر، بينما كان الاقتصاديون الذين استطلعت “بلومبرغ” آراءهم يتوقعون أن تظل مستقرة. كما ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4%، بينما ظل مؤشر الدولار قريباً من أعلى مستوياته منذ أوائل أغسطس.
وكان الين الياباني، مستقراً، صباح الخميس، بعد أن انخفض أمام الدولار في الجلسة السابقة. وفي الوقت ذاته، تعرضت الصادرات اليابانية لانخفاض غير متوقع خلال سبتمبر، مما أثار بعض المخاوف الاقتصادية.
ستصدر شركة “تايوان سيميكوندكتور مانيوفاكتشورينغ” أرباحها يوم الخميس، وستتم مراقبتها عن كثب لرصد أي مؤشرات على تباطؤ الطلب على الرقائق، خاصة بعد أن قدمت شركة “إيه إس إم إل” أرقام طلبات مخيبة للآمال، وخفضت توقعاتها للإيرادات لعام 2025 في وقت سابق من الأسبوع.
تشير مكاسب الأسهم الصغيرة في الولايات المتحدة يوم الأربعاء إلى تحول المستثمرين بعيداً عن شركات التكنولوجيا الكبرى، التي استفادت بشكل كبير من طفرة الذكاء الاصطناعي، إلى الأسهم الأخرى التي تنتعش في ظل ظروف اقتصادية مستقرة.
وقال ديفيد راسل من شركة “تريد ستاشين” (TradeStation): “قد يكون هناك رغبة لدى المستثمرين للابتعاد عن شركات التكنولوجيا الكبرى، والتي ربما لا تجد محفزات كافية لمواصلة صعودها”.
وأضاف: “مع اقتراب الانتخابات وعودة التوازن إلى الاقتصاد، قد تكون عملية التحول المنتظرة منذ فترة طويلة من الشركات الكبرى إلى باقي الشركات قريبة من التحقق”.
استمرار الزخم
واصل المتداولون متابعة أرباح الشركات الأميركية، حيث قفز سهم “مورغان ستانلي” بنسبة 6.5% بعد أن حقق قسما التداول والبنوك إيرادات تجاوزت التوقعات، مما أدى إلى زيادة الأرباح بنسبة 32% للربع الثالث. كما ارتفعت أسهم “يونايتد إيرلاينز هولدينغز” (United Airlines Holdings Inc) بنسبة 12% بعد أن جاءت أرباحها أعلى من التوقعات.
حقق مؤشر “إس آند بي 500” بالفعل 46 رقماً قياسياً عند الإغلاق هذا العام، ووفقاً لمكتب التداول في مجموعة “غولدمان ساكس”، فإن هذا الزخم مرشح للاستمرار في الأشهر الأخيرة من 2024.
ويتوقع سكوت روبنر، المدير العام للأسواق العالمية والمتخصص بالتداول في “غولدمان ساكس”، أن ينهي المؤشر العام عند مستوى أعلى من 6,000 نقطة بنهاية العام. وبحسب حساباته التي تستند إلى بيانات تعود إلى عام 1928، فإن العائدات التاريخية المتوسطة لمؤشر “إس آند بي 500” من 15 أكتوبر إلى 31 ديسمبر تبلغ 5.17%، وترتفع إلى 7% تقريبا في سنوات الانتخابات، ما يشير إلى مستوى 6,270 نقطة بنهاية العام.
وقال روبنر في مذكرة للعملاء يوم الثلاثاء: “تم توقف موجة البيع في سوق الأسهم، وبدأت ملامح ارتفاع في نهاية العام تتجلى مع تحول العملاء من التحوط ضد السيناريوهات السلبية إلى التركيز على السيناريوهات الإيجابية، حيث يُجبر المستثمرون المؤسسيون الآن على دخول السوق”.
وأضاف أن المستثمرين المحترفين قلقون بشكل متزايد من الأداء الضعيف مقارنة بالمؤشرات المرجعية.
في أسواق السلع، ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بعد تراجع دام أربعة أيام حتى يوم الأربعاء. وظل الذهب مستقراً بعد جلستين من الارتفاع. أما عملة بتكوين، فقد شهدت استقراراً صباح الخميس بعد أن ارتفع بنسبة 1.7% يوم الأربعاء، لتصل إلى أعلى مستوى منذ يوليو.