ارتفعت الأسهم الآسيوية، مدعومة بمكاسب حادة في أسهم شركة صناعة الرقائق المرتبطة بالذكاء الاصطناعي “تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ”. واستقرت سندات الخزانة بعد عمليات بيع مكثفة يوم الخميس، عندما دفعت علامات جديدة على النشاط في الاقتصاد الأميركي المتداولين إلى خفض التوقعات بخفض أسعار الفائدة.
صعدت الأسهم في اليابان، مدعومة بضعف الين. وتذبذبت المؤشرات في الصين بينما انخفضت في أستراليا. قفز سهم شركة “تايوان” بما يصل إلى 6.3% في افتتاح التداول، بعد ارتفاع حاد يوم الخميس لأسهمها المدرجة في الولايات المتحدة مدفوعة بأرباح قوية، ومراجعة صعودية لهدف الإيرادات لعام 2024.
ساعدت مكاسب شركة صناعة الرقائق في رفع مؤشر الأسهم الآسيوية ووضع المؤشر على المسار الصحيح لأول تقدم يومي له منذ الأسبوع الماضي. استقرت العقود الآجلة الأميركية بعد تراجع مؤشر “إس آند بي 500” من مستوى قياسي خلال يوم الخميس لينهي الجلسة دون تغيير يذكر.
وفي آسيا، سيركز المستثمرون بقوة على الصين، مع تباطؤ النمو. وتباطأت وتيرة الانخفاض في أسعار المنازل الشهر الماضي ، مما يشير إلى أن الإجراءات الداعمة لبكين بدأت تؤتي ثمارها. ومن المقرر أيضا إصدار بيانات الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة يوم الجمعة، مما يوفر مزيدا من الوضوح للمستثمرين الذين يتعاملون مع تدابير الدعم الاقتصادي التي تم الكشف عنها في الأسابيع السابقة والتي أدت إلى قلق الأسهم الصينية.
قلل متداولو المقايضات من الرهانات على خفض سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في الاجتماعين المتبقيين من العام. واستقرت سندات الخزانة بعد أن دفعت قفزة يوم الخميس في العوائد مؤشر قوة الدولار للارتفاع للجلسة الرابعة إلى مستوى لم يشهده منذ أوائل أغسطس. كما ارتفعت العوائد الأسترالية والنيوزيلندية في التعاملات المبكرة يوم الجمعة، مقتفية أثر التحركات.
ارتفعت مبيعات التجزئة الأميركية في سبتمبر بأكثر من المتوقع، ما يوضح الإنفاق الاستهلاكي المرن الذي يستمر في دعم الاقتصاد. جاءت البيانات في أعقاب تقريري الوظائف والتضخم الذي جاء أقوى من المتوقع، وهي بيانات صدرت في وقت سابق من هذا الشهر، وعززت وجهة النظر القائلة إن الاقتصاد ليس قريباً من الركود.
قال ماثيو ويلر من “سيتي إنديكس” (City Index)، إن “هناك مساراً ضعيفاً نحو توقف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن خفض الفائدة في نوفمبر، لكن ذلك يتطلب أن يشير كل تقرير اقتصادي بارز بين الآن وحتى ذلك الحين، إلى اقتصاد أقوى من المفترض”. وأضاف: “بغض النظر عما يفعله بنك الاحتياطي الفيدرالي في نوفمبر، فإن المسار المتوقع لأسعار الفائدة حتى عام 2025 وما بعده أعلى مما كان عليه في أسابيع”.
في مكان آخر من المنطقة، ارتفع معدل التضخم الأساسي في اليابان بنسبة 2.5% كما كان متوقعاً. وارتفعت قيمة الين بشكل معتدل بعد أن تجاوز المستوى النفسي البالغ 150 ينا مقابل الدولار يوم الخميس، مما أعاد تركيز المخاطر المتعلقة بالتدخل الرسمي من قبل البنك المركزي.
أدت سلسلة من البيانات الأقوى من التوقعات إلى صعود النسخة الأميركية من مؤشر المفاجآت الاقتصادية لمجموعة “سيتي غروب” إلى أعلى مستوى منذ أبريل. ويقيس هذا المؤشر الفرق بين الإصدارات الفعلية، وتوقعات المحللين.
قالت إلين زينتنر من “مورغان ستانلي لإدارة الثروات” إن “بيانات اليوم تسلط الضوء على قوة لا يمكن إنكارها في جميع أنحاء الاقتصاد”. وأضافت أن هذه البيانات ستشجع بعض المعارضة من جانب المشاركين في بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة مرة أخرى في نوفمبر، و”لكن من غير المرجح أن يتراجع رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عن المضي قدماً في التحركات الثابتة بربع نقطة”.
أما كوينسي كروسبي من “إل بي إل فاينانشال” فاعتبر أن “مبيعات التجزئة جاءت أعلى بكثير من التوقعات، وتستمر في تحدي نظرية الاقتصاد الضعيف”.
وأضاف أن الآثار المترتبة على السياسة النقدية تعتمد على ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي “يخشى أن تؤدي القوة المتجددة في الاقتصاد إلى ارتفاع التضخم، على الرغم من أن التوقعات لا تزال تشير إلى أنه سيكون هناك خفض بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل”.
في أسواق السلع، ارتفع سعر الذهب إلى مستوى قياسي جديد، وسط التوترات المستمرة في الشرق الأوسط، بينما ارتفع سعر النفط الخام الأميركي (غرب تكساس الوسيط) ليصل إلى حوالي 71 دولاراً للبرميل.