تباين أداء الأسواق الآسيوية رغم خفض الفائدة في الصين

تأرجحت الأسواق الآسيوية، اليوم الاثنين، بين الصعود والهبوط، حيث تباينت ردود فعل المتداولين حول تخفيضات أسعار الفائدة من جانب البنك المركزي الصيني، بينما سجل الذهب أعلى مستوى قياسي له بسبب المخاوف الجيوسياسية، ولم يتمكن يوم قياسي آخر في وول ستريت، الجمعة الماضية، من دفع الأسواق الآسيوية إلى تحقيق ارتفاع مماثل في بداية أسبوع التداول.

قال بنك الشعب الصيني إنه قام بتخفيض سعرين رئيسيين من أسعار الفائدة إلى أدنى مستوياتهما على الإطلاق كجزء من جهود السلطات لتشجيع الإنفاق وتحقيق معدل النمو الاقتصادي السنوي المستهدف، وهو 5 في المئة.

تأتي هذه الخطوة بعد أن أظهرت الأرقام الأسبوع الماضي أن الاقتصاد توسع بأبطأ وتيرة ربع سنوية له منذ بداية عام 2023، لكنه لا يزال أفضل من المتوقع.

قال تشانغ تشيوي، رئيس وكبير الاقتصاديين في بنبوينت لإدارة الأصول، «لقد تحولت السياسة النقدية بوضوح إلى موقف أكثر دعماً للأسواق منذ المؤتمر الصحفي في 24 سبتمبر».

وقد جاءت بيانات النمو الاقتصادي المُعلنة يوم الجمعة جنباً إلى جنب مع الأخبار التي تفيد بأن مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي قد ارتفعت أكثر من المتوقع في سبتمبر، ما يوفر بصيصاً من الضوء بعد سلسلة من القراءات دون المستوى لمجموعة من المؤشرات بما في ذلك التضخم والاستثمار والتجارة.

وكشفت بكين منذ الشهر الماضي عن مجموعة من التدابير لإنعاش الاقتصاد، بما في ذلك خفض أسعار الفائدة وتخفيف قواعد شراء المساكن والتعهد بدعم أسواق الأسهم.

وقد دفعت الجهود الحكومية الأسواق في الصين وهونغ كونغ إلى تحقيق ارتفاعاً هائلاً، لكن بعض هذه المكاسب تم محوها بعد سلسلة من المؤتمرات الصحفية المخيبة للآمال والتي فشلت في تقديم أي تفاصيل أو شرح.

وقال محللون في موديز أناليتيكس «يعمل المسؤولون على تحفيز الاقتصاد، لكن تصريحاتهم غير المقنعة جعلت الأسواق فيما يشبه قطار الملاهي»، وأضافوا أن الدعم الأخير مرحب به للغاية، ومن المرجح أن يدفع الاقتصاد إلى تحقيق هدفه «نمو 5 في المئة» لهذا العام، ولكن هناك حاجة إلى وصف أفضل من المسؤولين لخططهم لمعالجة التحديات البنيوية في الاقتصاد.

وانخفضت بورصات هونغ كونغ وشنغهاي وسنغافورة وويلينجتون ومانيلا، بينما ارتفعت أسواق طوكيو وسيدني وسول وتايبيه وجاكرتا.

كان المستثمرون قد حصلوا على دعم إيجابي من وول ستريت، حيث ارتفع مؤشر داو جونز و ستاندرد آند بورز 500 إلى مستويات قياسية جديدة بفضل الأرباح القوية من نيتفليكس والتقارير الإيجابية عن مبيعات آيفون من أبل في الصين، ما عزز قطاع التكنولوجيا الضخم.

من ناحيةٍ أخرى بلغت أسعار الذهب أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2729.30 دولار بعد تزايد الصراع في الشرق الأوسط، ومع ذلك ظلت أسعار النفط مستقرة، بعد أن تراجعت بأكثر من ثمانية في المئة الأسبوع الماضي، بسبب حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.

(أ ف ب)