يزيد متداولو عقود الخيارات رهاناتهم على بلوغ سعر “بتكوين” مستوى قياسي عند 80 ألف دولار بحلول نهاية نوفمبر بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
ارتفعت التقلبات الضمنية لخيارات “بتكوين” المنتظر استحقاقها في يوم الانتخابات في 5 نوفمبر، مع انحراف الرهانات نحو خيارات الشراء التي تمنح المشترين الحق في شراء العملة المشفرة عند مستويات قياسية جديدة.
قال ديفيد لاوانت، رئيس قسم الأبحاث في شركة “فالكون إكس” (FalconX) للوساطة في العملات المشفرة: “أعتقد أن السوق تتوقع أن يكون أداء (بتكوين) جيداً بغض النظر عن نتيجة الانتخابات. يُظهر تحليلنا أن نشاط الخيارات المحيط بموعد الانتخابات المقبلة يُظهر تحيزاً ملحوظاً للصعود”.
الانتخابات الرئاسية الأميركية
من الواضح أن المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب مؤيد للعملات المشفرة، لدرجة أنه يُنظر إلى “بتكوين” على أنها ما يسمى بتجارة ترامب. وتعهدت منافسته الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس، بدعم إطار تنظيمي لهذه الصناعة. وهو ما يتناقض مع حملة التدقيق على القطاع في ظل إدارة بايدن. ويُنظر إلى العوامل غير السياسية -مثل المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي والتضخم- على أنها تساهم في التفاؤل.
سجل سعر “بتكوين” أعلى مستوى له على الإطلاق عند 73,797 دولار في مارس بعد ارتفاعه لأسابيع وسط تفاؤل بأن الطلب الناشئ عن صناديق “بتكوين” المتداولة في البورصة التي أُطلقت هذا العام سوف يلتهم كمية العملات المتاحة للبيع. تراجع السعر بعد ذلك بأكثر من 30% بحلول أوائل أغسطس، قبل الشروع في المسار الصعودي الحالي للسوق.
ارتفع سعر أكبر عملة مشفرة ليصل إلى مستوى 69,474 دولار يوم الاثنين، قبل تقليص المكاسب ليتم تداولها عند حوالي 66,800 دولار. وقفزت “بتكوين”، التي تم تداولها آخر مرة عند 70 ألف دولار في 12 يونيو، بنحو 60% هذا العام.
إقبال على عقود الشراء
تتجه نسبة عقود البيع إلى الشراء نحو الانخفاض في نهاية العام، مع قيام عدد أكبر من المتداولين بشراء خيارات الشراء أكثر من نظيرتها البيعية، وفقاً للبيانات التي جمعتها أكبر بورصة خيارات العملات المشفرة “دريبت” (Deribit).
قال إيف فيلدمان، المؤسس المشارك في “سواب غلوبال” (SwapGlobal)، التي توفر المشتقات مثل عقود المقايضة والخيارات لمستثمري الأصول الرقمية في الولايات المتحدة، “نرى المتداولين يشترون عقود الشراء بالقرب من 68 ألفاً، وخيارات البيع بالقرب من 66 ألفاً، وبعبارة أخرى، يقوم الكثير منهم باستمرار بإعادة بناء المراكز تحسباً للانطلاق لأي من الاتجاهين. لا نرى سببا وجيها لانخفاض السوق بعد الانتخابات، لذا فإن الصعود يبدو أكثر منطقية”.
تتركز المراكز المفتوحة، وهي المبلغ الإجمالي للعقود القائمة، لعقود الشراء التي تنتهي في 29 نوفمبر، حول مستوى 80,000 دولار، ويبلغ سعر التنفيذ الثاني الأكثر شيوعاً عند 70,000 دولار. وتظهر البيانات أن المراكز المفتوحة للعقود الشراء التي تنتهي في 27 ديسمبر تتوزع حول 100,000 دولار و80,000 دولار، في حين أن سعر التنفيذ الأكثر شيوعاً لعقود الشراء التي تنتهي في 8 نوفمبر يبلغ 75,000 دولار.
علاوات أعلى
كما يطلب المستثمرون علاوة على خيارات الشراء أعلى مقارنة بنظيرتها البيعية بناءً على هيكل الانحراف، مما يشير إلى ديناميكيات التسعير بين عقود الشراء والبيع. وعلى مستويات الأسعار الأعلى، رفع تجار الخيارات العلاوات على عقود الشراء عبر جميع الفترات تقريباً التي تزيد عن أجل يوم واحد، كما كتب جيك أوستروفسكيس، وهو متداول سوق خارج المقصورة في “ونترميوت” (Wintermute)، في مذكرة يوم الاثنين.
وقال لاوانت: “يشير هذا إلى أن المستثمرين يستفيدون من سوق الخيارات كأداة للاستفادة من الاتجاه الصعودي المحتمل، وليس كتحوط ضد مخاطر الهبوط. بالنسبة للأصول المشفرة بخلاف “بتكوين”، أرى الرهانات أكثر انقساماً. تُظهر السوق إجماعاً أقل حول كيفية أداء أسعار هذه العملات المشفرة البديلة في ظل سيناريوهات انتخابية مختلفة”.
أشار لاوانت إلى أنه على عكس الأحداث الكبرى الأخرى مثل إطلاق صناديق “بتكوين” المتداولة في البورصة، و”التنصيف”، فإن التقلبات قبل الانتخابات وبعدها تتسم بالضعف، على الرغم من أنه الأمر قد قد يتغير مع اقتراب موعد الانتخابات.