ارتفع الدولار، مما ضغط على الأسهم الآسيوية، حيث ظل الإقبال على المخاطرة ضعيفاً في ظل التوقعات بتقليص أقل حدة لأسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي.
ارتفع الدولار أمام جميع عملات مجموعة العشر، بعد أن وصل اليورو إلى أدنى مستوياته منذ أوائل أغسطس، وسط توقعات بأن البنك المركزي الأوروبي سيواصل خفض أسعار الفائدة. كما ضعف الين بنسبة تصل إلى 0.5% مقابل الدولار.
انخفض مؤشر أسهم آسيا بنسبة 0.1%، مع تراجع في اليابان وارتفاعات طفيفة في كوريا الجنوبية وأستراليا. افتتحت الأسهم في هونغ كونغ على ارتفاع طفيف، في حين شهدت الأسهم في البر الرئيسي الصيني تقلبات. أما العقود الأميركية فقد تراجعت بعد إغلاق مؤشر S&P 500 على استقرار طفيف.
يأتي الأداء الضعيف للأسهم في ظل تراجع رهانات المستثمرين على تخفيضات سريعة للسياسات النقدية، حيث لا يزال الاقتصاد الأميركي قوياً، وسط تصاعد المخاوف بشأن العجز المالي الأوسع بعد الانتخابات الرئاسية. في آسيا، استمرت قوة ارتفاع الأسهم الصينية الأخيرة في جذب الانتباه، بعدما دعا مركز أبحاث مرتبط بالحكومة السلطات إلى إصدار سندات حكومية خاصة بقيمة تريليوني يوان (281 مليار دولار) لإنشاء صندوق استقرار السوق.
وقال فيشنو فاراثان، رئيس قسم الاقتصاد والاستراتيجيات في بنك ميزوهو: “آسيا في موقف دفاعي إلى حد كبير، حيث يسيطر الدولار في ظل التصريحات الأخيرة للاحتياطي الفيدرالي التي تشير إلى خفض أكثر تدريجياً، مع مراجعات صندوق النقد الدولي التي تدعم استثناء الولايات المتحدة، وغياب زخم واضح في الصين”.
انتعش سوق الأسهم الأميركي هذا العام بفضل الاقتصاد القوي، وأرباح الشركات القوية، والتكهنات حول توسع استخدام الذكاء الاصطناعي، مما دفع مؤشر “إس آند بي 500” (S&P 500) إلى الارتفاع بأكثر من 20%. ورغم ذلك، ما زالت المخاطر تتصاعد، بدءاً من الانتخابات الأميركية المتوترة إلى الحرب في الشرق الأوسط وعدم اليقين بشأن مسار تخفيضات الفيدرالي.
وأشار معظم مسؤولي الفيدرالي في تصريحاتهم الأخيرة هذا الأسبوع إلى أنهم يفضلون وتيرة أبطأ في تخفيض أسعار الفائدة. وكان صناع القرار قد بدؤوا الشهر الماضي في تخفيض أسعار الفائدة لأول مرة منذ بداية الجائحة، حيث خفضوا سعر الفائدة الأساسي بمقدار نصف نقطة مئوية، ليصل إلى نطاق يتراوح بين 4.75% و5%، وسط مخاوف من تدهور سوق العمل وتراجع التضخم نحو هدف الفيدرالي البالغ 2%.
في الوقت نفسه، خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي للعام المقبل، محذراً من تفاقم المخاطر الناجمة عن الحروب والسياسات الحمائية التجارية، رغم إشادته بالبنوك المركزية لنجاحها في كبح التضخم دون إدخال الاقتصادات في حالة ركود.
في آسيا، كانت الأنظار مسلطة على إدراجين للأسهم. ارتفعت أسهم شركة “طوكيو مترو” المشغلة لخطوط المترو في العاصمة اليابانية بنسبة تصل إلى 47% في أول يوم تداول لها، بعد أن جمعت الشركة 348.6 مليار ين (2.3 مليار دولار) في أكبر طرح عام أولي في اليابان منذ إدراج شركة الاتصالات التابعة لـ”سوفت بنك” في 2018. وفي هونغ كونغ، ارتفعت أسهم شركة “تشاينا ريسورسيز بيڤيرج هولدينغز” بنسبة 14%، مما يعكس استجابة قوية لأحد أكبر الطروحات الأولية في المدينة هذا العام.
تراجعت أسعار النفط بعد أن أشارت مجموعة صناعية أميركية إلى زيادة في المخزونات، بينما جددت إدارة بايدن جهودها للتوصل إلى وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط. كما انخفض الذهب بعد وصوله إلى مستوى قياسي جديد.
في أماكن أخرى، زاد المتداولون في سوق الخيارات من رهاناتهم على وصول بيتكوين إلى 80 ألف دولار بحلول نهاية نوفمبر بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الأميركية. في اليابان، ارتفع العائد على السندات الحكومية لأجل 40 عاماً إلى أعلى مستوى له في 16 عاماً وسط توقعات متزايدة بأن البنك المركزي الياباني سيمضي قدماً في رفع أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة.
في أخبار الشركات، قدمت شركة “تكساس إنسترومنتس” توقعات قاتمة للفترة الحالية رغم تفوقها على التقديرات. كما سحبت “ستاربكس” توقعاتها لعام 2025 بعد انخفاض المبيعات لربع ثالث على التوالي. وتراجعت أسهم “ماكدونالدز” بعد ربط ساندويتشات “كوارتر باوندر” التي تقدمها الشركة بتفشي بكتيريا إي.كولاي في الجزء الغربي من الولايات المتحدة.