استقرت السندات الأميركية والين الياباني بعد تراجع يوم الأربعاء، الذي نتج عن تقليص التجار رهاناتهم على تخفيضات أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
انخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لمدة 10 سنوات بمقدار نقطتين أساسيتين، مما ساهم جزئياً في محو الزيادة التي شهدتها الجلسة السابقة، حيث وصلت إلى أعلى مستوى لها في حوالي ثلاثة أشهر. بينما ظل مؤشر الدولار دون تغيير يذكر، استقر الين الياباني بعد انخفاضه بأكثر من 1% في الجلسة السابقة.
تراجعت الأسهم في هونغ كونغ والصين وكوريا الجنوبية، فيما ارتفعت الأسهم في أستراليا قليلاً. وصعد مؤشر “نيكاي 225” الياباني مع تعافي الأسهم التكنولوجية بدعم من نتائج قوية لشركتي “تسلا”، و”إس كيه هاينكس” (SK Hynix).
قلّص المشاركون في السوق رهاناتهم على وتيرة تخفيف سياسة الاحتياطي الفيدرالي، حيث أصبح متداولو عقود المقايضة يعتقدون بنسبة أقل من 100% حدوث تخفيضات في أسعار الفائدة خلال الاجتماعين المتبقيين للفيدرالي هذا العام. كما وصلت “علاوة المدة” على سندات الخزانة الأميركية لمدة 10 سنوات – وهي عبارة عن العائد الإضافي الذي يطلبه المستثمرون مقابل امتلاك الدين بدلاً من تجديد الأوراق المالية قصيرة الأجل – إلى أعلى مستوى لها منذ نوفمبر.
وقال أندرو برينر من “نات أليانز سيكيوريتيز” (NatAlliance Securities) إن “أسعار عقود الخيارات للتحوط ضد خسائر سندات الخزانة مستمرة في الارتفاع بشكل كبير”، وأضاف: “في الولايات المتحدة، الأمر يتعلق بالانتخابات واحتمالية فوز ساحق. هذا ما يتم حسابه ضمن هيكل الأسعار، مما يمنح المراقبين الضوء الأخضر. قد ينعكس ذلك، لكن الأمر قد يتطلب رقماً كبيراً بشأن التوظيف أو مفاجأة في الانتخابات”.
تعتبر المنافسة الرئاسية بين دونالد ترمب وكمالا هاريس متقاربة للغاية، حيث يتعادل المرشحان إحصائياً بين الناخبين المحتملين في كل من الولايات السبع المتأرجحة وفقاً لاستطلاع رأي أجرته “بلومبرغ نيوز”، ومورنينغ كونسالت” (Morning Consult).
انتهاك العقوبات الأميركية
في مكان آخر، أوقفت شركة “تايوان سيميكوندكتور مانيوفاكتشيورينغ” (Taiwan Semiconductor Manufacturing Co) شحناتها إلى أحد العملاء بعد اكتشاف أن الرقائق المصنوعة لذلك العميل انتهى بها المطاف لدى شركة “هواوي تكنولوجي” (Huawei Technology Co)، مما قد يُعتبر انتهاكاً للعقوبات الأميركية. في كوريا الجنوبية، زادت أسهم “إس كيه هاينكس” بعد أن أعلنت الشركة عن تحقيقها أرباحاً وإيرادات ربع سنوية قياسية.
قالت جوليا وانغ، المدير التنفيذي والاستراتيجي العالمي للأسواق في “جي بي مورغان” لتلفزيون “بلومبرغ”: “توقف ارتفاع أسهم الشركات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة وآسيا يفتح نقطة دخول جذابة”. وأضافت: “حركة عائدات الخزانة والتحركات المستمرة في الدولار غيّرت شهية المستثمرين للمخاطر، لكننا ننظر إلى المدى المتوسط ولا يوجد سبب يمنع أن تكون تلك فرصة رائعة للشراء بعد الانخفاض”.
ارتفعت أسهم الشركات التكنولوجية الكبرى في الولايات المتحدة في الساعات الأخيرة، حيث بدأت تسلا موسم الأرباح الخاص بـ”العظماء السبعة” بنتائج أفضل من المتوقع. وقفزت أسهم الشركة بنسبة 8% بعد أن أعلنت عن أرباح معدلة تفوق تقديرات المحللين. كما قالت الشركة إنها تتوقع تحقيق نمو طفيف في تسليم السيارات على مدار السنة.
قال ديفيد لاوت من “إيه بوند فاينانشيال” (Abound Financial): “موسم الأرباح يتصاعد.. نعتقد أن هناك مجالاً لمزيد من الارتفاع في الأسهم، خاصة الآن ونحن ندخل فترة قوية موسمياً من السنة بالنسبة للأسواق”.
في سوق السلع، ارتفع النفط بعد تراجعه يوم الأربعاء، حيث قيم التجار التوترات في الشرق الأوسط وآفاق توازن السوق مع اقتراب عام 2025. كما ارتفع الذهب بعد أكبر انخفاض يومي له في 11 أسبوعاً.