ارتفعت بعض مؤشرات الأسهم الآسيوية، مع انخفاض عوائد سندات الخزانة، مما عزز معنويات المستثمرين. وكان أداء الأسهم اليابانية أقل من المتوقع بعد ارتفاع الين.
تقدمت المؤشرات في أستراليا وكوريا الجنوبية، بينما هبطت في اليابان ليظل مؤشر “إم إس سي آي” الآسيوي ثابتا. ولم تشهد العقود الآجلة الأميركية تغيرا يذكر بعد ارتفاع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 0.2% ومؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.8%. وتعكس هذه التحركات جزئياً قفزة أسهم شركة “تسلا” بنسبة 22% بفضل الأرباح والتوقعات القوية.
وانخفضت عوائد سندات الخزانة لليوم الثاني مع إعادة تقييم المتداولين للرهانات على تخفيضات أسعار الفائدة الأميركية، والمخاطر الناجمة عن الانتخابات الرئاسية المقبلة. كما انخفض العائد على السندات الأسترالية والنيوزيلندية. واستقر الدولار، حيث يتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية رابعة على التوالي. فيما تراجعت عوائد السندات الأسترالية والنيوزيلندية.
العزوف عن المخاطرة
أدى الارتفاع في عوائد سندات الخزانة في وقت سابق من الأسبوع إلى عزوف المستثمرين عن المخاطرة في الأسواق، حيث قلص المتداولون توقعاتهم بتخفيض أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي. وستوفر البيانات الاقتصادية الأسبوع المقبل مزيدا من الوضوح، في حين تظهر استطلاعات الرأي تعادلا بين دونالد ترمب وكامالا هاريس في الولايات المتأرجحة.
وقالت كاري لي، استراتيجي السوق العالمية في بنك “دي بي إس” (DBS) في هونغ كونغ، لتلفزيون “بلومبرغ”: “بعد الانتخابات، ما زلنا نتوقع أن يتجه مؤشر الدولار نحو الانخفاض لأننا نتوقع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بشكل أكبر بغض النظر عمن سيفوز”.
وتراجع الين بشكل طفيف بعد ارتفاعه يوم الخميس مقابل الدولار قبل انتخابات نهاية الأسبوع التي قد تشهد تعرض الائتلاف الحاكم في اليابان لخطر فقدان أغلبيته في مجلس النواب بالبرلمان للمرة الأولى منذ عام 2009. ومن شأن مثل هذه النتيجة أن تُضعف الين والأسهم اليابانية، وفقا للاستراتيجيين.
الاقتصاد الأميركي
جاءت مكاسب الأسهم والسندات الأميركية يوم الخميس بعد أن أظهرت البيانات الاقتصادية الأميركية أن مبيعات المنازل الجديدة تجاوزت التقديرات، وانخفاض مطالبات البطالة الأولية وتوسع النشاط التجاري بوتيرة قوية.
وقال توم إيساي من “ذا سيفينس ريبورت” (The Sevens Report) إن البيانات “المعتدلة” التي كانت متوافقة إلى حد كبير مع التوقعات “هي أفضل نتيجة لاستمرار انتعاش الأسهم والسندات”.
في اليابان، أشار المحافظ كازو أويدا إلى أن البنك المركزي لن يرفع أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، حيث يتوقع جميع مراقبي بنك اليابان تقريباً عدم حدوث تغيير في السياسة هذا الشهر. وتحدث أويدا قبل الانتخابات العامة في نهاية هذا الأسبوع، وبعد تراجع الين إلى أدنى مستوى منذ 31 يوليو مقابل الدولار في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وفي أماكن أخرى من آسيا، فإن حزمة التدابير المالية التي اتخذتها الصين مؤخراً لا ترقى إلى المستوى المطلوب لمعالجة المخاطر الانكماشية، وفقا لأحد كبار المسؤولين في صندوق النقد الدولي. ويتعين على الحكومة المركزية “إنفاق” المزيد لمعالجة الانهيار العقاري وتخفيف ضغوط الأسعار، بحسب كريشنا سرينيفاسان، رئيس قسم آسيا والمحيط الهادئ في الصندوق.
وفي إشارة إيجابية من شركة “تايوان سيميكوندكتور مانيوفاكتشيورينغ”، أعلنت الشركة تحقيق عوائد إنتاجية أولية في مصنعها الأول في أريزونا تفوق المصانع المماثلة ضمن قاعدتها الرئيسية.
بحث المستثمرون عن أدلة في أرباح الشركات الأميركية لتقييم صحة الاقتصاد. وارتفعت شركة “يونايتد بارسيل سيرفس” (UPS) – والتي تعتبر مقياسا اقتصاديا- بنسبة 5.3% بعد عودة مبيعاتها وأرباحها إلى النمو. بينما لم تكن نتائج شركة “آي بي إم” (IBM)، وشركة “هوني ويل” (Honeywell International) قوية.
وقال دانييل سكلي من فريق أبحاث السوق واستراتيجية إدارة الثروات في “مورغان ستانلي”: “على الرغم من إمكانية حدوث المزيد من التقلبات مع تعمقنا في موسم الأرباح واقترابنا من انتخابات نوفمبر، يظل التوقع على المدى الطويل للسوق قوياً”.
تُسعّر أسواق المال حاليا احتمالاً بنحو 85% بأن الاحتياطي الفيدرالي سيقوم بتخفيض الأسعار بمقدار ربع نقطة الشهر المقبل، وحوالي 135 نقطة أساس من تخفيف السياسة بحلول نهاية عام 2025.
قال سام ستوفال من “سي إف آر إيه” (CFRA): “يرى المستثمرون أن مرونة الاقتصاد والتوظيف سيجبران الاحتياطي الفيدرالي على أن يكون (أبطأ في التخفيض) لأسعار الفائدة”، حيث يُتوقع إجراء تخفيضين بمقدار 25 نقطة أساس في عام 2024.
في سوق السلع، ارتفع سعر النفط بعد أن انخفض يوم الخميس حيث طغت مخاوف الفائض من المخاطر المحتملة من الضربة الانتقامية الإسرائيلية على إيران. بينما استقر سعر الذهب يوم الجمعة بعد ارتفاعه في اليوم السابق.