ارتفعت الأسهم الآسيوية، مقتفية أثر نظيراتها الأميركية، حيث يراهن المستثمرون على رئاسة ترمب الثانية، وتوقعات خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة.
سجلت الأسهم الصينية مجموعة من أكبر المكاسب بفضل التفاؤل بأن بكين ستطرح مزيداً من حزم التحفيز. وصعد مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 2.5% يوم الأربعاء، مسجلاً أفضل أداء ليوم ما بعد الانتخابات في تاريخه، كما صعد مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 2.7%. ومن المتوقع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة في اجتماعه اليوم الخميس.
عكست مكاسب الأسهم الأميركية أمس، التوقعات بأن أجندة سياسة ترمب التي تفضل خفض الضرائب وتقليص القيود التنظيمية قد تدعم أرباح الشركات. في الوقت نفسه، ارتفعت عائدات سندات الخزانة لمدة 10 سنوات بمقدار 16 نقطة أساس يوم الأربعاء على خلفية التوقعات بأن خططه المالية واقتراحه برفع التعريفات الجمركية من شأنه أن يدفع التضخم إلى الارتفاع ويؤدي إلى تآكل قدرة بنك الاحتياطي الفيدرالي على خفض تكاليف الاقتراض.
وفي الصين، عكس مؤشر “سي إس آي 300” مساره يوم الخميس ليحقق مكاسب بعد تراجعه بنحو 1% في بداية التعاملات، وسط مخاوف من أن خطة ترمب بفرض رسوم جمركية على السلع الصينية قد تضغط على الاقتصاد الصيني لدعم قطاع التصنيع الأميركي.
وقال كايل رودا، المحلل الرئيسي في “كابيتال دوت كوم” على تلفزيون بلومبرغ: “يجب الآن النظر إلى العالم من منظور ترمب وسياساته التجارية، ما يعني أن الصين قد لا تبدو قوية كما كانت سابقاً، ومن المحتمل أن تستمر هذه التوجهات في التأثير على السوق، على الأقل في الوقت الحالي”.
ارتفع الين يوم الخميس بعد تصريحات رئيس قسم العملات اليابانية أتسوشي ميمورا، الذي أكد على ضرورة اتخاذ إجراءات لمواجهة التحركات المفرطة في العملة، وذلك بعد أن تراجعت العملة بنحو 2% يوم الأربعاء إثر فوز ترمب.
كما خفضت الصين سعر صرف اليوان إلى أدنى مستوى له منذ نهاية 2023، ما يشير إلى سماح البنك المركزي بتراجع قيمة العملة في ظل الارتفاع الكبير للدولار.
ويتوقع على نطاق واسع أن يخفض “الفيدرالي” سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماعه يوم الخميس، بعد أن كان قد خفضها بنصف نقطة في سبتمبر. ويتوقع أيضاً أن يجري خفضاً إضافياً في ديسمبر، ثم سلسلة من التخفيضات في 2025، وفقاً لتوقعات متوسطها أُعلن في سبتمبر.
وعلّق يونغ يو ما من “بي إم أو لإدارة الثروات” قائلاً: “من المرجح أن نشهد خفضاً جديداً في اجتماع ديسمبر، وبالنظر إلى 2025، نتوقع أن يكون هناك تخفيضات تتراوح بين مرتين وثلاث مرات اعتماداً على الأوضاع السياسية ومعدلات النمو”.
وتواصل البنوك المركزية حول العالم مراقبة تأثير سياسات ترمب المتوقعة، وسط مخاوف متزايدة بعد عودته للرئاسة.
أما “مؤشر الخوف” في وول ستريت، المعروف بـ “VIX”، انخفض يوم الأربعاء بنسبة هي الأكبر منذ أغسطس، حيث شهدت الأسواق تداولات كثيفة بلغت نحو 19 مليار سهم، ما يزيد بنسبة 63% عن متوسط التداولات اليومية في الأشهر الثلاثة الماضية.
وفي الأسواق الرقمية، انخفضت بتكوين صباح الخميس بعد وصولها إلى مستوى قياسي في اليوم السابق، بينما استقرت أسعار النفط بعد جلسة شديدة التقلب يوم الأربعاء، وتراجع الذهب لليوم الثاني على التوالي.