تباين أداء الأسهم الآسيوية في تعاملات اليوم الخميس، في الوقت الذي يستوعب فيه المستثمرون أثر تراجع الين، واحتمال خفض أسعار الفائدة الأميركية مرة أخرى الشهر المقبل.
ارتفعت الأسهم في اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، بينما انخفضت في الصين وتايوان. وتهاوت الأسهم المدرجة في هونغ كونغ، مع استمرار العمل في البورصة على الرغم من وجود مؤشرات على طقس سيئ. ولم يطرأ تغير يُذكر على الأسهم الأميركية، في ظل بوادر على تباطؤ موجة الصعود التي أعقبت الانتخابات. واستقر مؤشر “إس آند بي 500” دون تغير، بينما انخفض مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.2%.
تراجعت أسهم شركات الرقائق بالمنطقة، حيث يواصل المستثمرون تقييم آفاق القطاع بعد فوز دونالد ترمب ووعوده بزيادة الرسوم الجمركية. وانخفضت أسهم شركة “تايوان سيميكوندكتور مانيوفاكتشيورينغ”، وهي مكون كبير في مؤشر رئيسي للأسهم الآسيوية، بنسبة 1%. وهبطت أسهم شركة “إس كيه هاينكس” (SK Hynix)، وهي شركة كورية جنوبية لصناعة الرقائق، بنسبة تصل إلى 4.8%.
قد تواصل الأسهم الصينية الحركة في نطاق ضيق بالنظر إلى الإشارات القادمة من صانعي السياسات، في اجتماعهم التشريعي الأسبوع الماضي، على أن تدابير التحفيز لن تستهدف على الأرجح تسارعاً كبيراً في النمو، وفقاً لما قاله كاهاناري سينغ، رئيس استراتيجيات الأصول في آسيا لدى بنك “باركليز” خلال مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ”.
وأضاف سينغ: “هذا مهم لأنه يبدو أن التحفيز المالي في الصين قد يكون عبارة عن رد فعل بدلاً من أن يكون استباقياً”. وأوضح أن “اتجاه الدولار المرتفع بشكل عام هو ما يدفع المخاطر في المنطقة في أسواق العملات والأسهم”.
جاءت بيانات أسعار المستهلك الأميركي متوافقة مع التوقعات من ناحية التضخم العام، رغم ارتفاع معدل التضخم الأساسي السنوي. بشكل عام، تدعم الأرقام خفضاً محتملاً للفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي في منتصف ديسمبر، حيث رفع المتداولون في عقود المبادلة نسبة ترجيحهم لذلك إلى حوالي 80% من نحو 56% في وقت سابق من يوم الأربعاء.
أدت البيانات إلى انخفاض عوائد السندات قصيرة الأجل، حيث تراجعت العوائد على السندات لأجل عامين بمقدار خمس نقاط أساس إلى 4.29%. وارتفع العائد على السندات لأجل عشر سنوات لليوم الثالث على التوالي، بزيادة نقطتين أساس إلى أعلى مستوى منذ يوليو. وكانت العوائد على السندات في الولايات المتحدة أعلى قليلاً عبر منحنى التداولات الآسيوية يوم الخميس.
تراجع الين
لم يتغير مؤشر الدولار كثيراً بعد ارتفاعه يوم الأربعاء. وتفاقمت خسائر الين أمام الدولار ليسجل أدنى مستوياته منذ يوليو. ودفع هذا الانخفاض الين إلى مستويات قريبة من آخر مرة تدخلت عندها السلطات اليابانية لدعم العملة، تزامناً مع تحذير كبير المسؤولين عن الصرف الأجنبي في اليابان من التحركات المفاجئة والأحادية في السوق.
على صعيد آخر، تمكنت الصين من جذب طلبات بأكثر من 40 مليار دولار في أول إصداراتها من السندات بالدولار منذ عام 2021، وهو ما يتجاز المعروض بواقع 20 مرة في وقتٍ يبحث فيه المستثمرون المحليون عن عوائد أعلى ويسعون للاستفادة من الإعفاءات الضريبية على هذه المشتريات.
ارتفعت أسهم شركة “تينسنت هولدينغز” بما بلغ 2.8% بعد أن أعلنت عملاقة التكنولوجيا الصينية عن أرباح أفضل من المتوقع، وأشارت إلى وجود مؤشرات إيجابية في الاقتصاد بعد التدابير التحفيزية الأخيرة التي اتخذتها بكين.
وظل معدل البطالة في أستراليا عند 4.1% كما كان متوقعاً. ومن بين البيانات الأخرى المنتظرة، بيانات المعروض النقدي في كوريا الجنوبية وبيانات ثقة المستهلك في تايلندا.
معركة التضخم
قالت سيما شاه من “برينسبال أسيت مانجمنت” (Principal Asset Management): “خفض الفائدة في ديسمبر ما زال مطروحاً… لو كان التضخم أعلى من المتوقع لربما اقتنع الاحتياطي الفيدرالي بتثبيت أسعار الفائدة في اجتماعه القادم”.
وكرر عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي تعبيرهم عن شعور عميق بعدم اليقين بشأن المدى الذي يتعين على البنك المركزي الوصول إليه في خفض أسعار الفائدة، مشيرين إلى الصعوبة التي يواجهها صناع السياسة النقدية في محاولة تحديد المستوى المناسب للفائدة للحفاظ على استقرار الاقتصاد.
قال جوش جامنر من “كلير بريدج إنفستمنتس” (ClearBridge Investments): “مؤشر أسعار المستهلكين الذي جاء متماشياً مع التوقعات يُظهر أنه رغم التقدم الكبير في مكافحة التضخم المرتفع، تنطوي الأمتار الأخيرة على تحديات أكبر”.
مؤشر أسعار المنتجين
سيحول المتداولون الآن تركيزهم إلى بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأميركيين التي ستصدر في وقت لاحق من اليوم، والتي من المتوقع أن تظهر زيادة في المؤشر العام للأسعار والمؤشر الأساسي لشهر أكتوبر على أساس سنوي.
سجل سعر بتكوين مستوى قياسياً جديدا، متجاوزاً 93 ألف دولار لأول مرة، مع تفاؤل المتداولين بدعم ترمب للعملات المشفرة. وجرى تداول العملة عند حوالي 90 ألف دولار في بداية التداولات الآسيوية.
في أسواق السلع الأخرى، تراجع النفط بعد تحقيق مكاسب يوم الأربعاء. بينما انخفض الذهب للجلسة الخامسة على التوالي.