ارتفعت الأسهم الآسيوية بعد مكاسب قوية سجلتها شركة “سامسونغ إلكترونيكس”، ما عوّض التراجع السابق الناجم عن انخفاض التوقعات بقرارات تخفيف السياسات النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
وصعد مؤشر رئيسي للأسهم في المنطقة بنسبة 0.3%، مدعوماً بإعلان شركة سامسونغ عن خطة مفاجئة لإعادة شراء الأسهم. كما حققت الأسهم في هونغ كونغ والصين مكاسب خلال جلسات التداول الصباحية يوم الإثنين، بينما تراجعت المؤشرات اليابانية.
وارتفعت العقود الآجلة الأميركية بعد أن أغلق مؤشر “إس آند بي 500” (S&P 500) يوم الجمعة منخفضاً بنسبة 1.3%، متخلياً عن أكثر من نصف المكاسب التي حققها عقب الانتخابات الأميركية.
وتأتي هذه التداولات الحذرة بعد موجة بيع عالمية الأسبوع الماضي، حيث دفعت سياسات التجارة والضرائب التي من المحتمل أن تزيد التضخم والتي ينتهجها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بجانب بيانات قوية عن مبيعات التجزئة الأميركية يوم الجمعة، إلى تصاعد التوقعات بتثبيت الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في 2025، مع تراجع احتمالات خفض الفائدة هذا الشهر إلى أقل من 50%.
وقال شين أوليفر، كبير الاقتصاديين في “إيه إم بي ليمتد” في سيدني: “لا يزال خفض الفائدة في ديسمبر مرجحاً، لكنه أصبح محل شك أكبر”. وأشار إلى أن وتيرة التيسير النقدي قد تتباطأ العام المقبل، لا سيما مع السياسات التضخمية لترمب.
وتراجع مؤشر الدولار والين الياباني. وأكد محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، أن توقيت أي تعديل في السياسة النقدية سيعتمد على البيانات الاقتصادية.
وعلى صعيد آخر، أعلنت مجموعة “علي بابا” عن خططها لبيع سندات بالدولار واليوان لسداد ديونها الخارجية وإعادة شراء الأسهم، بعد إصدار قياسي للسندات القابلة للتحويل مطلع العام.
فيما يتعلق بالسلع، استقرت أسعار النفط بعد تراجعها الأسبوعي بسبب وفرة المعروض وضعف الطلب من الصين، أكبر مستورد للنفط الخام. وفي سياق آخر، يضغط حلفاء أوكرانيا على الرئيس فولوديمير زيلينسكي للنظر في حلول جديدة لإنهاء الحرب مع روسيا، بينما تدرس الولايات المتحدة رفع بعض القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف عسكرية محدودة في روسيا.
أما الذهب، فقد حقق مكاسب بعد تكبده أسوأ انخفاض أسبوعي منذ 2021، بدعم من تراجع الدولار وسط تقييم المتداولين لتوجهات الاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة المقبلة.
على صعيد آخر، يتُوقع أن تبقي البنوك الصينية على أسعار الفائدة الأساسية للقروض دون تغيير هذا الأسبوع بعد خفضها في أكتوبر. كما من المنتظر أن يصدر بنك إندونيسيا قراراً بشأن السياسة النقدية، بالتزامن مع اقتراب الروبية من مستوى 16,000 مقابل الدولار يوم الجمعة، وهو مستوى نفسي مهم للبنك المركزي الذي يركز على استقرار العملة.
وفي أوروبا، ستصدر قراءات التضخم في المملكة المتحدة ومنطقة اليورو، مما سيساعد على تقييم التوقعات المتعلقة بسياسة بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي. إلى جانب ذلك، من المقرر أن يتحدث عدد من مسؤولي كلا البنكين خلال الأسبوع. كما أن نتائج شركة “إنفيديا” قد تكون اختباراً لاستدامة مكاسب الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.