تراجعت الأسهم الآسيوية، يوم الجمعة، بعد أن خيبت تقارير مؤتمر العمل الاقتصادي الصيني آمال بعض المتداولين، بينما تم تقييد شهية المخاطرة قبيل اجتماع السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.
هبطت الأسهم اليابانية والأسترالية بعد أن انخفضت الأسهم والسندات الحكومية في وول ستريت يوم الخميس. وتراجع مؤشر الأسهم الآسيوية بنسبة 0.5%. أما مؤشر “إس أند بي 500” فقد أغلق منخفضاً بنسبة 0.5% مع تقييم المتداولين لزيادة طلبات إعانات البطالة مقارنة مع بيانات أسعار المنتجين الأعلى من المتوقع.
تراجعت أسهم الصين وهونغ كونغ في التداولات المبكرة بعد تقرير من المؤتمر الاقتصادي المركزي في الصين، والذي لم يتضمن تفاصيل جديدة حول السياسات أو إجراءات إضافية. وكشفت وكالة “شينخوا” أن المسؤولين الكبار تعهدوا بزيادة هدف العجز المالي في العام المقبل بعد المؤتمر الذي استمر يومين.
وقال هاو هونغ، الشريك والرئيس الاقتصادي لمجموعة “غرو” للاستثمار، على قناة “بلومبرغ”: “حتى لو كنا نرى بعض الإشارات الإيجابية من المؤتمر وأن الاستهلاك هو بالفعل أحد أولويات الحكومة التي تحاول معالجتها، إلا أن السياسات الأكثر ابتكاراً يجب أن تظهر ليشعر السوق بالراحة”.
أما مؤشر قوة الدولار فقد ظل دون تغيير كبير، مع الحفاظ على المكاسب التي حققها في الجلسات الخمس الماضية. وساعد الدولار القوي في ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية، حيث ارتفعت العوائد في أستراليا ونيوزيلندا يوم الجمعة.
خفض البنك المركزي الأوروبي تكاليف الاقتراض بمقدار 25 نقطة أساس كما كان متوقعاً، وأشار إلى أنه قد يواصل خفضها في الاجتماعات القادمة. أما البنك الوطني السويسري فقد خفض المعدلات بمقدار 50 نقطة أساس، وهو أكثر من المتوقع. وانخفض الفرنك السويسري بنحو 1% يوم الخميس.
موقف الاقتصاد الأميركي
بيانات الاقتصاد الأميركي التي تم إصدارها يوم الخميس قدمت نظرة غير واضحة حول صحة الاقتصاد، حيث ارتفعت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية أكثر من المتوقع، في حين كانت بيانات أسعار المنتجين مختلطة. تسارع التضخم في أسعار الجملة في الولايات المتحدة في نوفمبر بسبب ارتفاع أسعار البيض.
لم تؤثر هذه البيانات بشكل كبير على توقعات خفض الفائدة في الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، حيث يشير تسعير السوق في عقود المبادلة إلى وجود ثقة تقارب 95% بأن البنك المركزي الأميركي سيخفض تكاليف الاقتراض بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر.
ووفقاً لكريس لاركين من “إي* تريد” (E*Trade) التابعة لـ”مورغان ستانلي”، فإنه “مع ظهور أسعار البيض المرتفعة كعامل رئيسي في ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين، قد يركز المتداولون أكثر على زيادة طلبات إعانة البطالة”. وأضاف: “بينما كان هناك تدفق مستمر من بيانات العمل القوية، إلا أن الاحتياطي الفيدرالي على استعداد لأن يكون حساساً لأي إشارات على تراجع سوق العمل”.
بيانات آسيوية
في آسيا، من المتوقع أن يتم إصدار بيانات الجمعة والتي تشمل الإنتاج الصناعي في اليابان واحتياطيات النقد الأجنبي الدولية في تايلندا. كما قد يتم إصدار بيانات العرض النقدي للصين في أي وقت حتى 15 ديسمبر.
تراجعت الأسهم الكورية الجنوبية يوم الجمعة وظل الوون ثابتاً في ظل استمرار عدم اليقين السياسي. حيث قدمت المعارضة في البلاد مشروعاً ثانياً لإقالة الرئيس يون سوك يول يوم الخميس.
رغم توقف صعود سوق الأسهم الأميركية يوم الخميس، يرى مارك نيوتن من “فاندسترات” أن هناك مزيداً من المساحة لمؤشرات الأسهم كي تسجل مستويات جديدة بنهاية العام.
وقال رئيس الاستراتيجية الفنية في الشركة: “من المعروف أن مؤشر أسعار المنتجين لا يؤثر فعلياً على مؤشر الإنفاق الشخصي الأساسي، الذي يعد مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي”.
وفي سوق السلع، انخفضت أسعار النفط الخام من غرب تكساس، مما زاد من خسائر يوم الخميس، وسط توقعات بوجود فائض في المعروض في عام 2025، مما يعاكس المخاطر الجيوسياسية.
ارتفع الذهب، ليعوض جزءاً من انخفاضه بنسبة 1.4% يوم الخميس، وهو أكبر انخفاض له في أسبوعين. فيما تم تداول بتكوين حول 100 ألف دولار.