تعافت الأسهم الآسيوية من عمليات البيع التي شهدتها الأسبوع الماضي، حيث ساعد التضخم الضعيف في الولايات المتحدة على إعادة إطلاق الرهانات على خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي. في الوقت ذاته استقر الدولار بعد تراجعه.
أوقف مؤشر “إم إس سي آي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ” انخفاضه الذي استمر ستة أيام، مع ارتفاع المؤشرات القياسية في كوريا الجنوبية وتايوان بأكثر من 1%. صعدت عقود الأسهم الأميركية بعد أن تسارع ما يُسمى بمؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي بأبطأ وتيرة منذ مايو، مما أدى إلى صعود مؤشر “إس أند بي 500” بنسبة 1.1% يوم الجمعة.
توفر تحركات الأسهم يوم الاثنين للمستثمرين فرصة لالتقاط الأنفاس نوعاً ما بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية الأميركية القوية التي أدت إلى قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتقليص عدد تخفيضات أسعار الفائدة التي يتوقعها في عام 2025. لا تزال المعنويات بصفة عامة حذرة، حيث يستعد المستثمرون لاحتمال فرض تعريفات جمركية عالمية واسعة النطاق من جانب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ومع استمرار الصين في توقع تعاف اقتصادي باهت.
توقعات بمواصلة الأسهم الصعود
كتب شين أوليفر، رئيس استراتيجية الاستثمار وكبير الاقتصاديين لدى شركة “إيه إم بي” (AMP) في مذكرة للعملاء: “تشير بيانات التضخم الأساسي لنفقات الاستهلاك الشخصي الأميركية، والتي جاءت أقل من المتوقع، لشهر نوفمبر إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي ربما يكون تبنى وجهة نظر سلبية للغاية بشأن التضخم”. وأضاف “لا يزال تقييمنا العام هو أن الاتجاه في الأسهم لا يزال صاعداً، بما في ذلك الأسهم الأسترالية، لكننا نتوقع أن تكون الرحلة أكثر تقلباً وتقييداً خلال العام المقبل”.
تتجه الأسهم الآسيوية إلى تكبد أول خسارة فصلية منذ سبتمبر 2023، بينما انخفض مؤشر لعملات المنطقة إلى أدنى مستوياته في أكثر من عامين الأسبوع الماضي.
في الصين، ارتفعت أسهم شركات أشباه الموصلات والحوسبة، بعدما حث رئيس الوزراء لي تشيانغ على المزيد من الابتكار وتطوير البنية التحتية للقطاعين، في حين سجلت باقي مؤشرات الأسهم بالسوق مكاسب متواضعة.
التيسير النقدي سيعوض أثر الرسوم
“نعتقد أن هناك عند المستوى الحالي فرصة لقدر من الصعود الذي ربما ينتج عن اتخاذ مزيد من إجراءات تيسير السياسة النقدية وتحسن العوامل الأساسية” وفقاً لما ذكرته سي فو، المحللة الاستراتيجية للمحافظ في الصين لدى “غولدمان ساكس”، خلال مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ”.
وأضافت أن تيسير السياسة النقدية المحلية سيعوض بعض الأثر السلبي الناتج عن الرسوم الجمركية الأميركية، موضحة أن “غولدمان ساكس” يتطلع إلى مزيد من التدابير الملموسة لتحفيز الاستهلاك.
انخفض العائد على السندات الأسترالية لأجل 10 سنوات بمقدار 7 نقاط أساس يوم الاثنين بعد صعود سندات الخزانة الأميركية عقب صدور بيانات أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي يوم الجمعة. وارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بواقع نقطة أساس واحدة في التعاملات الآسيوية.
استقرار الدولار
استقر مؤشر بلومبرغ للدولار بعدما انخفض 0.5% يوم الجمعة. وقع الرئيس الأميركي جو بايدن تشريعاً تمويلياً يتيح للحكومة الأميركية الاستمرار في العمل حتى منتصف مارس وتجنب الإغلاق في نهاية العام، مما يُرحل قرارات الإنفاق المستقبلية لفترة رئاسة ترمب.
وفيما يخص أخبار الشركات، هوت أسهم “سنغافورة بوست” (Singapore Post) بعدما أنهت الشركة خدمات عدد من قادتها الكبار في أعقاب مزاعم تتعلق بأنشطتها الدولية في قطاع شحن طرود التجارة الإلكترونية. وفي اليابان، تستهدف “هوندا موتور” و”نيسان موتور” التوصل لاتفاق نهائي على الاندماج بينهما في يونيو، بحسب هيئة الإذاعة اليابانية.
وعلى صعيد آخر، ارتفع النفط قليلاً بعد تراجعه الأسبوع الماضي، في الوقت الذي يُقيّم فيه المتعاملون تهديد ترمب بإعادة بسط سيطرة الولايات المتحدة على قناة بنما.