ترتفع أسعار السلع الأساسية العالمية مع دخول موسم الأعياد في الغرب، مدفوعة بأحوال الطقس المتقلبة وتفشي إنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة الأميركية، كما أصبحت تكلفة قائمة الطعام أكثر غلاءً في العطلات وسط ارتفاع أسعار البن والكاكاو والبيض.
في الوقت نفسه، تتوقع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أن يرتفع الطلب على النفط خلال 2025، بقيادة الصين والهند ودول آسيوية أخرى. كما يتزايد استهلاك الكهرباء، حيث راجعت وكالة رئيسية في أميركا الشمالية توقعاتها بالزيادة بصورة ملحوظة. وشهد الطلب على الفحم أيضاً مراجعة بالزيادة، خلافاً للتقديرات السابقة التي أشارت إلى أن استخدامه بلغ ذروته السنة الماضية.
نستعرض فيما يلي أحدث تطورات أسواق السلع العالمية مهمة مع بداية أسبوع التداول، كالآتي:
السلع الأساسية
شهد العام الجاري أداء قوياً للسلع الزراعية، حيث أدى تقلب الطقس والمخاوف المتعلقة بالإمدادات إلى ارتفاع أسعار البن والكاكاو.
كما كان أداء المعادن النفيسة جيداً، حيث سجل الذهب مستويات قياسية، في حين تراجع خام الحديد وسط ضعف الطلب من الصين. على الجانب الآخر، تخلفت أسواق الحبوب والبذور الزيتية عن الركب.
البيض
تشهد أسعار البيض ارتفاعاً كبيراً في الولايات المتحدة الأميركية في ظل موسم صناعة الخُبز خلال العطلات، بعد إعدام 17 مليون دجاجة بياضة وطيور صغيرة منذ منتصف أكتوبر بسبب تفشي إنفلونزا الطيور.
تجاوزت أسعار البيض الرقم القياسي السابق المسجل خلال ديسمبر 2022 في منطقة الغرب الأوسط الأسبوع الماضي، وفقاً لمؤشر الأسعار من خدمة شركة “إكسبانا”. وانتقل الفيروس أيضاً إلى أنواع أخرى من الحيوانات، بما فيها الأبقار الحلوب، ما أثر على إنتاج الحليب الأميركي.
النفط
من المتوقع أن تقود آسيا نمو الطلب على النفط خلال 2025، إذ ستسهم الصين والهند ودول أخرى من المنطقة بما يقارب 60% من الزيادة.
تتوقع “أوبك” أن يرتفع الطلب بمقدار 1.45 مليون برميل يومياً السنة المقبلة، في حين تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمواً أكثر تواضعاً بمقدار 1.08 مليون برميل يومياً. ويزداد تفاؤل بعض المحللين المصرفيين بشأن الآفاق المستقبلية للنفط للسنة المقبلة، مستشهدين بانخفاض المخزون مع وجود علاوة على أسعار العقود قريبة الأجل بسبب تراجع الإمدادات نسبياً.
الكهرباء
تتسبب مراكز البيانات الخاصة بالذكاء الاصطناعي في زيادة الطلب على الكهرباء داخل الولايات المتحدة الأميركية وكندا بأسرع وتيرة منذ عقود. رغم ذلك، فإن محطات توليد الكهرباء الجديدة لا تدخل الخدمة بالسرعة الكافية، ما يثير مخاوف بشأن الإمدادات، وفقاً لما ذكرته مؤسسة موثوقية الطاقة الكهربائية في أميركا الشمالية على هامش تقييمها السنوي.
من المتوقع حالياً أن يرتفع الطلب خلال فترات الذروة بنحو 151 غيغاواط، أو بنسبة 17%، بحلول 2034، إذ أجرت المؤسسة مراجعات كبيرة بالزيادة طوال فترة التوقعات الممتدة لعشر سنوات. وخلال العام الماضي، قدرت المؤسسة أن الطلب سيرتفع بأقل من 10% خلال الفترة نفسها.
الفحم
من المتوقع أن يصل الطلب العالمي على الفحم إلى مستويات قياسية جديدة سنوياً حتى 2027 على الأقل، وفقاً لبيانات وكالة الطاقة الدولية، ما يلغي التقديرات السابقة التي أشارت إلى أن استخدام الفحم بلغ ذروته السنة الماضية، ويبرز ذلك التحديات التي تواجه جهود كبح الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.
تتوقع أحدث التقديرات أن يرتفع الطلب ليصل إلى ما يقارب 8.9 مليار طن بحلول 2027، بزيادة قدرها 1% تقريباً عن مستويات 2024. رغم انخفاض استهلاك الدول المتقدمة لهذا الوقود الأحفوري، فإن الطلب المتزايد في أماكن أخرى، لا سيما الصين، يعني أن الفحم سيظل مصدراً رخيصاً للطاقة، بغض النظر عن تأثيره على المناخ.