الأسهم الهندية تستعد لاستثمارات قياسية من صغار المستثمرين

تستعد سوق الأسهم الهندية لاستقبال أكبر تدفق سنوي في تاريخها من صغار المستثمرين، بما يؤكد على استمرار شغفهم بالأسهم.

ضخ صغار المستثمرين أموالاً صافية بقيمة 1.54 تريليون روبية (18 مليار دولار) في الأسهم المتداولة في بورصة الهند الوطنية هذا العام حتى نهاية نوفمبر، وفقاً للبيانات الصادرة عن أكبر بورصة في البلاد. ويتجاوز هذا الرقم فعلياً إجمالي استثمارات هذه المجموعة من المستثمرين في عام 2021 والتي بلغت 1.42 تريليون روبية.

يتناقض هذا الحجم القياسي من المشتريات مع الانخفاض الواضح في تدفق الاستثمارات الأجنبية، إذ قامت الصناديق العالمية بشراء ما قيمته 14 مليون دولار فقط من الأسهم الهندية هذا العام، بما يمثل أقل استثمارات سنوية في البيانات التي جمعتها “بلومبرغ” منذ عام 1999.

انسحاب المستثمرين الأجانب

منذ أول أكتوبر الماضي، شهدت سوق الأسهم الهندية، التي تبلغ قيمتها 4.9 تريليون دولار، سحب المستثمرون الأجانب 989.5 مليار روبية بسبب تباطؤ نمو الأرباح ومخاوفهم بشأن الاقتصاد الذي يتسم بضعف الاستهلاك. وقد أدى ذلك إلى انخفاض المكاسب السنوية لمؤشر “نفتي 50” المعياري لبورصة الهند الوطنية بأكثر من النصف إلى مستوى يزيد بالكاد على 9%.

يوفر ضعف أسعار الأسهم “فرصة جيدة” للمستثمرين، وفقاً لمذكرة أصدرتها شركة “باجاج فايننشال سيكيوريتيز” للوساطة. وتتوقع الشركة أن يحقق مؤشر “نفتي” عائداً بنسبة 19% على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة، حتى يبلغ هدفه المحتمل عند 28700 نقطة.

وضعت التدفقات الكبيرة من المستثمرين المحليين السوق الهندية على طريق تسجيل مكاسب للعام التاسع على التوالي، ومع توقعات بزيادة الإنفاق الحكومي في عام 2025 واعتبار الكثيرين الهند إحدى الدول المستفيدة من الرسوم الجمركية التي سيفرضها الرئيس المنتخب دونالد ترمب على الصين، يتوقع المحللون أن تواصل السوق سلسلة المكاسب في العام الجديد.