المؤشر يتغلب على لحظات التراجع
كانت هناك لحظات بدا فيها أن سوق الأسهم على وشك الانعكاس، لكنها كانت قصيرة الأجل. فرغم تراجع مؤشر “إس آند بي 500” من منتصف يوليو وحتى أوائل أغسطس الماضيين، سرعان ما استأنف مسيرته الصعودية مع تلاشي المخاوف بشأن أرباح شركات التكنولوجيا. كما أن موجة الهبوط التي أثارها رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول بلهجته المتشددة في ديسمبر انعكست بسرعة.
أدى هذا الارتفاع الحاد بطبيعة الحال إلى إثارة بعض المخاوف بشأن التضخم في الولايات المتحدة التقييمات. وتُعد هذه المخاوف أكثر حدة بالنسبة للشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، نظراً لحالة عدم اليقين بشأن ما إذا كانت هذه التكنولوجيا ستحقق وعودها. كما أن تجاهل السوق للمخاطر المرتبطة بفوز ترمب، مثل خططه لفرض رسوم جمركية وتخفيض الضرائب، ربما يعيد تأجيج التضخم ويعرقل التجارة العالمية.
توقعات “إس آند بي 500” في 2025
هناك قلة قليلة فقط تتوقع انتهاء موجة الصعود. في الواقع، لا يتوقع أي من الخبراء الاستراتيجيين الـ19 الذين تتابعهم “بلومبرغ” أن ينخفض مؤشر “إس آند بي 500” العام المقبل. وحتى أدنى التوقعات تشير إلى ثبات المؤشر، بينما تشير أكثر التوقعات تفاؤلاً إلى ارتفاع المؤشر 19% عند 7100 نقطة.
كان بينكي تشادا، كبير الخبراء الاستراتيجيين في الأسهم الأميركية والاستراتيجيات العالمية في “دويتشه بنك”، من بين الفئة المتفائلة في “وول ستريت” خلال السنوات الثلاث الماضية. إذ يتوقع للمؤشر خلال 2025 بلوغ 7 آلاف نقطة وهو من بين الأكثر تفاؤلاً، وهو انعكاس لتوقعاته لاستمرار النمو الاقتصادي وانخفاض البطالة في الولايات المتحدة. وأكد أنه لا يشعر بالقلق من احتمال أن تكون توقعاته خاطئة.
اختتم تشادا بأن التنبؤ بحركة الأسواق يعني التعامل مع الأمر “عاماً بعد عام. ففي السنة العادية، تتراجع الأسهم بنسبة 3% إلى 5% كل شهرين إلى 3 أشهر”. وتساءل: “لكن هل يعني ذلك أنه لا ينبغي عليك شراء الأسهم؟ لا، عليك شراءها لأنها سترتفع مجدداً”.